السبت 2024-12-14 22:20 م

الاحتلال يواصل انتهاكاته لـ «الأقصى» ويعتدي على المصلين بوحشية

01:09 ص

الوكيل - لليوم الثاني على التوالي اقتحمت قوات الاحتلال المسجد الأقصى المبارك من باب المغاربة امس، وألقت القنابل الصوتية واطلقت الأعيرة المطاطية بتجاه المصلين واجبرتهم بالقوة المفرطة على الخروج تمهيداً لاقتحام مجموعة كبيرة من المستوطنين وكبار المسؤولين الإسرائيليين .

وقال حراس المسجد انه اقتحمت قوات كبيرة من الوحدات الخاصة والمخابرات ووحدات من المستعربين (نساء ورجال) المسجد الاقصى بصورة مفاجئة وقامت مباشرة باقتحام المصلى القبلي ونفذوا اعتقالات بين صفوف الشبان المتواجدين واعتدوا بوحشية على ثلاثة منهم واعتقلوهم باتجاه باب المغاربة حيث نقلتهم القوات الخاصة الى المسكوبية في القدس الغربية ،وقاموا باخلائها من المصلين ثم باشروا بادخال المستوطنين والمسؤولين الإسرائيليين الذين اقتحموا المسجد على مجموعات الى ما قبل صلاة الظهر امس .

واندلعت مواجهات عنيفة بين شبان فلسطينيين وشرطة الاحتلال داخل وخارج المسجد الاقصى رغم تأكيدات رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو انه لن يسمح لليهود بالصلاة فيه.

وامتدت المواجهات لتشمل شوارع البلدة القديمة في القدس لتفريق مجموعة من عشرات المتظاهرين مؤلفة بغالبيتها من النساء الكبيرات في السن باستخدام قنابل الصوت.

واتصالات مكثفة لمنع المخططات الإجرامية.

وأضاف شهود عيان أن مسنا أصيب بعينه، ووصفت حالته بالخطيرة، كذلك شاب منعته القوات الإسرائيلية في باب السلسلة من الدخول واعتدت عليه بالضرب المبرح، ورفضت تقديم الاسعافات له وترك ينزف إلى ان تم نقله الى عيادة قريبة ومنها الى مستشفى المقاصد الخيرية .

وحولت قوات الاسرائيلية المختلفة محيط المسجد الأقصى وداخله إلى منطقة عسكرية مغلقة. وقال مركز شؤون القدس والأقصى أن وحدة من المستعربين اقتحمت المصلي القبلي واعتقلت خمسة مصلين بعد الاعتداء عليهم بالضرب المبرح، ومن ثم نقلتهم إلى جهة غير معلومة خارج باب المغاربة.

وبين المركز أن الوضع داخل الأقصى وفي محيطه بغاية التوتر الشديد.

كما اعتدت تلك القوات على النساء المرابطات عند باب السلسلة بوحشية مفرطة، وألقت القنابل الصوتية والغازية السامة، ما أدى لوقوع إصابات، من بينها سيدة أصيبت بقنبلة صوتية في عينها.

واستهدفت القوات أيضًا الصحافيين الذي تواجدوا عند باب السلسلة، ومنعتهم من أداء عملهم، واعتدت عليهم بالضرب المبرح، وسلمتهم أوامر استدعاء للتحقيق، فيما حطمت عدة التصوير الخاصة بالصحفي أيمن أبو رموز.

و اعتقلت الشرطة المصور مصطفى الخاروف أثناء تغطيته للأحداث في محيط الأقصى، وذلك بعد تعرضه للضرب الشديد، واقتادته إلى مخفر «بيت الياهو»، كما أوقفت الصحفي محمود أبو عطا لوقت قصير أثناء القيام بعمله داخل الأقصى، وأخرجته خارج المسجد، وحظرت دخوله إليه ، واعتدت أيضًا على المصور محمد قزاز أثناء تصويره الأحداث عند باب السلسلة، وعلى الشاب تامر خلف (29عامًا) من مدينة أم الفحم بالضرب المبرح، ورشته بالغاز السام قبل اعتقاله من باب السلسلة.

واقتحم نحو 59 مستوطنًا ومسؤول إسرائيلي المسجد الأقصى المبارك من باب المغاربة وخرجوا يرقصون ويحتفلون من باب السلسلة بحراسة مشددة، وسط تعالي هتافات المصلين وتكبيراتهم داخل المسجد وخارجه .

وعلى الرغم من ضراوة الأحداث وشراسة الاعتداءات ، الا أن أعدادا كبيرة من المصلين واصلوا رباطهم في المسجد الأقصى وخارجه، وسط التكبيرات. ومن جهته قال الشيخ عبد الكريم حجاجرة القيادي في الحركة الإسلامية إن المئات من شباب القدس والداخل الفلسطيني احتشدوا منذ فجر الاحد في المسجد الأقصى، ورابطوا في ساحاته، مناشدا الحكومات والزعامات العربية والسلاطين لأخذ مسؤولياتهم تجاه مخاطر الاحتلال الإسرائيلي التي تهدد المسجد الأقصى المبارك. وكانت أعداد كبيرة من اهل القدس والداخل الفلسطيني اعتكفوا ورابطوا على مدار يومين متتاليين في المسجد الأقصى المبارك، عقب دعوات أطلقتها منظمات الهيكل المزعوم لاقتحام المسجد، بمناسبة بدء موسم الأعياد اليهودية و ما يسمى عيد رأس السنة العبرية. في غضون أكد أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية د. صائب عريقات، إجراء الرئيس محمود عباس والقيادة الفلسطينية اتصالات مكثفة على كافة المستويات لمنع تمرير مخطط حكومة دولة الاحتلال الإجرامي بحق المسجد الأقصى المبارك.

وقال عريقات:» أن هذه الاعتداءات الاسرائيلية في القدس والمسجد الأقصى هي ضمن مخطط اسرائيلي يهدف لاستمرار تهويد القدس وتمرير التقسيم الزماني والمكاني له ،مضيفاً:» أجرينا اتصالات مكثفة مع الأشقاء العرب مثل الأردن والمغرب ومع أمين جامعة الدول العربية نبيل العربي ومنظمة التعاون الإسلامي والاتحاد الأروربي والولايات المتحدة الاميركية لمنع حكومة دولة الاحتلال من تمرير مخططاتها في القدس ومقدساتها.

وأشار عريقات إلى دعوة وزارة الخارجية الفلسطينية إلى عقد قمة لمنظمة التعاون الإسلامي، مشدداً على ضرورة أن يكون الحراك العربي والإسلامي على مستوى الجريمة التي تحاول حكومة الاحتلال القيام بها بحق المسجد الأقصى المبارك.

وقال عريقات:» بدأت دولة الاحتلال تنفيذ مخططها الاستفزازي والإجرامي في القدس ومقدساتها، بعد الانتصار الذي حققناه في الأمم المتحدة ورفع العلم الفلسطيني أمام مقرها، داعياً دول العالم أجمع إدراك ضرورة التدخل الفوري لإلزام اسرائيل الكف عن ممارساتها وتجفيف مستنقع الاحتلال الاسرائيلي الذي هو منبع الشر في المنطقة، مضيفاً:» من يدعي محاربة الإرهاب والتطرف عليه تجفيف مستنقع الاحتلال».

كما طالبت وزارة الخارجية الفلسطينية مجلس الأمن الدولي بتحمل مسؤولياته تجاه العدوان الإسرائيلي المستمر بحق المسجد الأقصى، معتبرة ذلك «تهديدا للأمن والسلم ليس في فلسطين فحسب، بل وفي المنطقة والعالم، ويمثل دعوة مستمرة للحرب الدينية في المنطقة».

وأوضحت الوزارة في بيان صحفي امس، أن الحكومة الإسرائيلية برئاسة بنيامين نتنياهو تواصل تصعيدها ضد القدس والمقدسيين وممتلكاتهم، مشيرة إلى أن نتنياهو سيعقد اليوم اجتماعا مع أركان حكومته بهدف تشديد ما يسمى بـ «القبضة الحديدية»، ضد المقدسيين المدافعين عن الأقصى، وإعطاء المزيد من الصلاحيات للشرطة الاسرائيلية للتنكيل بالمرابطين، وفرض المزيد من العقوبات الجماعية ضدهم، وتكريس التقسيم الزماني في المسجد بالقوة على طريق استكمال التقسيم المكاني.

وأدانت الوزارة بشدة إمعان الحكومة الإسرائيلية في إجراءاتها التعسفية وسياساتها القمعية ضد القدس ومواطنيها ومقدساتها، مشيرة إلى «أنها باتت مكشوفة بشكل فاضح لا لبس فيه، سواء من ناحية التخطيط، أو التوجيه، أو الإشراف، والتمويل، وتوفير الحماية لعمليات الاقتحام المتواصلة للأقصى».

بدوره دان وزراء الخارجية العرب في ختام دورتهم العادية نصف السنوية الاحد في القاهرة «اقتحام قوات الاحتلال الاسرائيلي والمستوطنين» للمسجد الاقصى بعد ان قامت الشرطة الاسرائيلية للمرة الاولى بطرد الحراس الموجودين في الموقع.

وحذر وزراء الخارجية العرب في بيان اسرائيل من «مغبة تماديها في استفزاز مشاعر العرب والمسلمين حول العالم من خلال استكمال خطتها العدوانية وغير القانونية الرامية إلى تغيير الوضوع القانوني القائم للمسجد الأقصى المبارك ومحاولة تهويده وتطبيق تقسيمه زمانيا ومكانيا والسماح لليهود بالصلاة داخل اسواره».

واكد البيان ان الوزراء يتابعون «عن كثب ما تقوم به قوات الاحتلال الاسرائيلي والمستوطنون الاسرائيليون المتطرفون من اقتحام للمسجد الأقصى المبارك والاعتداء على المصلين بداخله بالرصاص والغاز المسيل للدموع والضرب المبرح والاعتقال والابعاد بهدف اخراجهم منه واتاحة المجال للمستوطنين لاقتحامه والاعتداء على حرمته وقدسيته».

ودانوا «بشدة هذا التجرأ الاسرائيلي على المسجد الاقصى» وأكدوا عزمهم « على التصدي لمثل هذه الاعمال العدوانية بكل الطرق المتوافقة مع القانون الدولي واليات العدالة الدولية حتى ترتدع سلطات الاحتلال الاسرائيلي عن مثل هذه النوايا والاعمال». وفي غزة شارك العشرات من الفلسطينيين في قطاع غزة، امس، في وقفة احتجاجية استنكارا لاقتحام الشرطة الإسرائيلية للمسجد الأقصى بمدينة القدس. ورفع المشاركون الوقفة التي دعت لها حركة الجهاد الإسلامي، في حديقة «النصب التذكاري للجندي المجهول» وسط مدينة غزة، لافتات كُتب على بعضها:» الأقصى خط أحمر»، و» سنحمي الأقصى بدمائنا».


وكالات


gnews

أحدث الأخبار

الأكثر مشاهدة