الإثنين 2024-12-16 01:59 ص

الاف الدنانير تنفق على السحر وربط الأعمال .. يحدث في الأردن

03:03 م

الوكيل - علي عبيدات - يشهد الأردن حضورا كبيرا للمشعوذين والمشعوذات تزامنا مع لجوئهم من بلدان شقيقة كالعراق وسوريا وكذلك الحال جيش المشعوذين المنتشر في الأردن قبل وصول الغرباء.



يتعامل الأردنيون مع السحر ضمن طبقة محدودة أغلبها من الأميين وكبار السن وبالتالي لا يدركون الحقائق بطريقة علمية ويلجئون للشعوذة لينالوا التوفيق بواسطتها، ولن نبالغ لو قلنا أن هذه الفئة - المؤمنة بالشعوذة - كبيرة وتتزايد فبعد لقاءات عديدة مع أناس يترددون على المشعوذين والمشعوذات، تبين لنا أن السحر أفيون يتعاطونه ضعاف الإيمان والجهلاء والمغرر بهم وهم بهذا ينفقون مئات وبعضهم الآف الدنانير على هكذا أعمال.


اختار الوكيل بعض الأشخاص المدمنين على زيارات المشعوذين والمشعوذات ومنهم سيدة (منى 36 عاما) تعمل مصففة شعر في أحد صالونات مدينة اربد، وعلى حد قولها 'لا استطيع أن اتخذ أي قرار بحياتي إلا بعد أن أنال بركة الشيخ واستشارته، فحتى عندما حملت بطفلي الثاني ذهبت إليه وسألته عما سيكون هذا الطفل وأكد لي أنني سأنجب ذكرا منذ شهري الثاني وحدث ما توقعه الشيخ لأن الحجاب مرفوع عنه'.


أصرت منى على أن هذا الشيخ صادق وقالت أن العلم لا يتعارض مع السحر سيما أنها حاصلة على البكالوريوس في التربية الخاصة وقالت أن السحر مذكور بالقرآن وأن الروحانيات مستوحّاة من الأنبياء والصالحين، واعترفت منى أنها أنفقت أكثر من 2000 دينار منذ أن عرفت الشيخ وأنها لا تندم على هذا.


أما أم مهدي (52 عاما) من العاصمة عمان وتحسب على الطبقة المخملية فهي مدمنة مشايخ كما قالت في بداية حديثها، فهي على يقين تام بأن المشايخ (المشعوذين) هم أهل الله وحفظة الأسرار وأن الإنسان بحاجة ماسة لمن يستند عليه ويدعمه ويقوي طاقته الروحية على الدوام، ومن القرارات التي تحافظ على اطلاع شيخها عليها قرارات السفر والصفقات التي يقوم بها زوجها الثري وكذلك الحال رقابة زوجها وحمايته من النساء اللواتي يردن خطفه منها، وعند سؤالها عن المال الذي يتقاضاه الشيخ ردت قائلة: 'لفلوس مش مهمة أهم شي انه يعطيني قوة'.


يلجأ الناس إلى الشعوذة كأنها أفيون تتغذى عليه النفوس المتعبة والقلوب التي ايمان أصحابها ضعيف فالبعض يطلب من المشعوذ أن يساعده لينجب الأطفال وآخرون يبحثون عن الرزق والتوفيق والزواج.


ازداد الإقبال على الشعوذة في الأردن بعد توافد المشعوذين مع الجموع الغفيرة التي وصلت للأردن من دول عربية مجاورة، وصار الشيخ فلان والشيخ علان علامات مسجلة يحلف بها ضعاف الإيمان، كما يتقاضون مئات وبعضهم آلاف الدنانير مقابل التحايل على الناس بإرادتهم.


يذكر أن بعض البرامج التي تعرض على الفضائيات تساهم بدور كبير في عملية ايهام الناس بأن خلاصهم وتوفقيهم على يد هؤلاء المشعوذين عبر الترويج لهم وخلطهم للروحانيات والرقية الشرعية والطب العربي ومنتجات الأعشاب بالسحر والشعوذة، وصار ضرب الودع وقراءة الكف والفنجان حرفة يحترفها البعض ويعتاشون منها.


نتمنى على الجهات المعنية (الداخلية، والتربية والتعليم) أن تتصدى لهذه الظاهرة -المتزايدة- عبر العقوبات من جهة والتثقيف من جهة أخرى فالكثير من حالات الطلاق والتسمم أحياناً سببها الشعوذة.


gnews

أحدث الأخبار

الأكثر مشاهدة