الجمعة 2024-12-13 06:28 ص

الامارات درة العرب

06:34 م

رغم كونهم إمارات سبع متناثرة إلا إن ما وحدهم وجمعهم كان رغبتهم جميعا ان يكونوا قوة اقتصادية وسياسية في عالم لايحترم الا القوي لقوته وجاهه ما دفع قادتها للعمل للبحث عن رؤية واضحة في بحر عربي لمواجهة تطلعات ايرانية مجنونة و استعلائية تنتظر ساعة تفرقها لتقضم منها ما تستطيع حينما يدب فيه الضعف وتنعدم اسباب القوة والمنعة، فكان ان التقت القلوب والافكار السبع تحت راية موحدة غير مبددة..

الشيخ زايد بن سلطان ال نهيان هذا الرجل المنتظر احد كتاب التاريخ العربي الجديد ..الذي جعل منها البداية الحقيقية لهذه الدولة الوليدة ، القوة التي اجتمعت على تعزيزها والاستمرار فيها جهود بناءة لحكام متصالحون صارت مضرب الامثال لايستهان بها بين دول العالم رغم حداثة سنها..

في البداية والتكوين لابد من قراءة معمقة لعوامل نشؤها وبروز افكار الوحدة والتوحيد هل كانت الاسباب هي هيمنة وقوة امارة قياسا للاخريات ام انها وحدة قلوب واهداف في مواجهة عالم طغت في القوة في التعاملات لفرض سياسة الامر الواقع ،قرأ المؤسسون الواقع المحيط بهم وما يمكن ان تنجر اليهم اطماع دول تقف على راسها ايران في تمزيق عناصر الفتهم وترابهم الوطني وكان ان التقوا على الحق ان يكون مناصرا لهم في سعيهم لفرض وجودهم على المنطقة والعالم فكان لهم ذلك انها دولة الامارات العربية المتحدة رمزا اصبحت الان من رموز الوة الاقتصادية والمالية في العالم اليوم فمن هي وكيف تاسست وكيف وصلت الى ما وصلت اليه من قوة ومنعة وعزة..؟

قيل الكثير في البدايات التي رعت نموها وعززت من وجودها ، كونها كانت على طريق التجارة العالمية قبل ان تدخل عالم الانتاج النفطي الواسع ، وبرز اكثر ما يكون تاثيرا إبان انطلاقة الوهج الوطني الذي جمع ما بينها تحت مسمى الامارات المتصالحة او الساحل المتصالح خلال سنوات الاحتلال البريطاني .. من اين جاءت التسمية ولماذا سميت بهذا الاسم ونحن نعرف ان الجزيرة العربية في القرن الماضي كانت عبارة عن غزوات والقوة والسيف والبندقية هي من ترسم حدود القبيلة وحتى الامارة وكيف استطاعت هذه الامارات المتناثرة ان تلملم نفسها وتواجه غدها بموقف ثابت وتوجه جديد نحو عالم لايعترف الا بالعناوين الكبيرة في سوق القوة والمال ،ما اجبر الاحتلال البريطاني ان يركن لها واثقا انها لن تنجر الى نزاعات وحروب مسطحات مائية بحرية او كيلومترات يتصارعون عليها مثلما يحدث في كثير من بقاع العالم مخلفة اثار حروب لن تندمل وفواجع تسجل في تاريخ أي منها عند الولادة والتاسيس ..

الارقام والاحداث السياسية البارزة في المنطقة تقول أن تاريخ تأسيس الإمارات العربية المتحدة يرجع إلى عام 1971 لكن هذا لايعني ان ليس للامارات الإمارات تاريخ طويل يتلاحم مع الجزيرة العربية ويمتد إلى آلاف السنين بفضل موقعها المتميز على طرق التجارة بين الجزيرة العربية والهند وجنوبي شرقي اسيا واندونسيا ، كما كانت جزءا من الدولة الأموية الإسلامية.والامبراطورية العثمانية قبل ان تستحوذ على ممتلكاتها وتتقاسمها بعد الحرب العالمية الاولى كل من بريطانيا وفرنسا ..


في النصف الثاني من القرن التاسع عشر وحينما كانت هذه الامارات ترزح تحت الاحتلال البريطاني باسرها او كما كانت تعرف بامارات الساحل المتصالحة ابرمت معها بريطانيا العديد من المعاهدات بما في ذلك معاهدة تنظيم الملاحة البحرية.لتكبلها باتفاقات ملزمة حيث فيها اسم الإمارات المتصالحة اول ما ورد في تلك المعاهدات

واذا ذكر اسم دولة الامارات اليوم فان الفضل كل الفضل في التاسيس هو للشيخ زايد بن سلطان آل نهيان الذي كان وحتى عام 1946 حاكما لمدينة العين.قبل ان يصبح في السادس من آب 1966، حاكماً لإمارة أبوظبي. وحينما ابدت بريطانيا رغبتها عام 1968 بالانسحاب من المنطقة، سعى فورا وبلا تردد الشيخ زايد رحمه الله لقيام وحدة الإمارات العربية التي كانت تراود احلامه ان يكون لهذه المنطقة دولة تتمتع بشان كبير في تجارة العالم والسياسة وكان له ذلك ،

سجل تاريخ المنطقة ولادة هذه الدولة فتية في الثاني من كانون اول 1971.واجتمعت من حولها قلوبهم وزنودهم، ولما تزل حتى الان تغذ السير في عالم ينظر اليها البعض بحسد كبير واطماع كما حدث ويحدث لها مع جارتها البحرية ايران التي قضمت فورا ثلاث جزر امام ساحلها هي جزر ابي موسى وطنب الصغرى وطنب الكبرى ، اخذ العالم يتطلع اليها باحترام كبير وهي تمتحن بمحنة غزو من نوع جديد قامت به ايران مستغلة انسحاب قوات بريطانيا فاستولت على جزر ثلاث امام سواحلها ولكنها اختارت الحوار سياسة لاسترجاع حقوقها وليست الحرب كما تفعل الكثير من الدول لاسترجاع ما اغتصب منها ..

في عهد الشيخ زايد شهدت دولة الإمارات العربية المتحدة انتقالة سريعة نحو التحضر تطورا سريعا في جميع ميادين الحياة.السؤال هنا الذي حير الكثيرين ، هو كيف تمكن قادة لايمتلكون ثقافة سياسية عالية مثل غيرهم ممن صقلتهم المشاكل واوضاع شعوبهم والتدخلات الاجنبية وامتلكوا التجارب ، كيف امكنهم ان يوحدوا هذه الامارات المتناثرة في بودقة دولة كما هي عليه الان ..؟ الجواب انها الرؤية الوطنية والاحساس بالانتماء لارض واحدة ومشاعر جياشة التقى من حولها الجميع ان لاسبيل للقوة والمنعة في مواجهة الاطماع غير الالتقاء من حول هدف وضعه الجميع شعارا وتوجها ..وهنا جاء دور المفجر لهذا الحدث الذي قدم للعالم صورة كيان يظهر من تحت رمال ساحلية لم تستطيع بريطانيا بكل قوتها وسياساتها ان تجمع بينها وتؤمن مستقبلها ولهذا رحلت منكفئة الى الى ماوراء الغروب الاخير لشمس أمبراطوريتها ، حتى جاء الشيخ الموحد زايد يقودها بحكمة عربية وباروع ما تكون العلاقات من خلال تبصيرها باهمية الوحدة والاتحاد فيما بينها لتواجه الزمان الصعب بكتلة واحدة

وكان للاجتماع المصيري الذي عقد بينه والشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم في مطلع شهر شباط من عام 1968، أول لقاء جبهوي على طريق الوحدة ثم اعقبه اجتماع لحكام الإمارات في دبي في الفترة من 25 إلى 27 شباط من العام نفسه 1968 بدعوة موجهة من حاكمي أبوظبي ودبي راشد وزايد ، انفض عن الاتفاق على قيام اتحاد الإمارات العربية المتحدة

وتلاه اجتماع حكام الإمارات في الثاني من كانون الاول عام 1971، الذي يحتفل به اليوم بأعلان وانبثاق شكل دولتهم من ارادة موحدة وتحقيقاً لإرادة شعب الإمارات وصدر بهذه المناسبة بيان تاريخي لازال قائما موحدا الامارات المتصالحة السبع في كيان دولة واحدة هي الامارات العربية المتحدة رحم الله الشيخ زايد آل نهيان رحل لكنه وحد الامارات وبقيت من بعده وبتماسك وتآزر اخوانه دولة ينظر اليها العالم باحترام كبير .. وتتمتع كل امارة من الامارات السبع بدرجة كبيرة من الاستقلالية غير أن السلطة العليا للدولة تتركز في أيدي مجلس الحكام الأعلى الذي يعين رؤساء الحكومات والوزراء وقبول استقالاتهم أو إعفائهم من مناصبهم. ويتشكل مجلس الحكام الاعلى من حكام الامارات السبع المكونة للاتحاد او من يقوم مقامهم ولكل واحد منهم صوت في قرارت المجلس

آمن الشيخ زايد بان بلاده الفتية يجب ان تاخذ موقعا متقدما بين دول العالم والمنطقة ولان ايمانه هذا مدعوم بشخصية قيادية اخير كأول رئيس لدولة الإمارات العربية المتحدة عام 1971، وأخذ يعاد تعيينه في هذا المنصب كل خمس سنوات منذ ذلك التاريخ.وتميزت والمساواة خاصة بالنسبة للمراة مما ساهم كثيرا في دعم الاستقراريعاونه في ذلك كل من يشغل منصب نائب رئيس الرئيس فيها ورئيس الوزراء وحاكم امارة دبي الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم امام حاكم امارة عجمان فهو الشيخ حميد بن راشد النعيمي وحاكم امارةالفجيرة فهو الشيخ حمد بن محمد بن حمد الشرقي وحاكم امارة راس الخيمة فهو الشيخ صقر بن محمد القاسمي وحاكم امارة الشارقة هو الشيخ سلطان بن محمد القاسمي اما حاكم ام القيوين فهو الشيخ راشد بن احمد المعلا سياساته على مستوى الداخل بدعم قيم التسامح الديني في دولة الامارات العربية المتحدة بصفة عامة وعلى مستوى الوطن العربي

كان الشيخ زايد سباقا لحل المشاكل التي كانت تطرأ بين الدول العربية نفسها وداخل الجامعة العربية وحاول جهده التخفيف من آثار الحرب العراقية الايرانية على شعب العراق واثناء وبعد الاجتياح العراقي للكويت، كان كثيرا ما نصح صدام حسين بحكمة الشيوخ وحكمة سبع امراء متصالحين لم يحدث ما يعكر صفوهم نصحه إلا ان صدام لم يستجب لصوت العقل ولم يتراجع وحينما امست الدوائر قريبة ان تدور عليه وعلى شعب العراق كانت نصيحته له ان غادر البلاد فقد تجمع عليك ما لست بقادر عليهم، ان تردهم وما قبل ايضا حتى دارت الدوائر واحتل العراق وتسلمت ادراته من بعد الجلاء حكومة غير وطنية تتلقى اوامرها من طهران

طهران نفسها التي ارسلت سفنها وقواتها لتعمق من احتلالها للجزر الثلاث ابو موسى وطنب الكبرى والصغرى فما استكان هذا البلد بعد رحيله او تهور كما تهور الاخرون انه اليوم ومنذ اربعين عاما خلت يتعامل بسياسة نفس طويلة لاسترجاعها وضبط اعصاب وعبر تحالفات تؤمن له حرية الملاحة وللتجارة العالمية بوجه التهديدات الايرانية لازال يقبض على مفتاح الامن في الخليج العربي رغم كل تهديادت ايران وهو اليوم حاضر في كل مشهد عربي سواء في مصر او تونس او سوريا والاردن يساعد ويمد يد العون ويقدم المشورة ، انها تجارب هائلة وحكم القادة الميامين الذين اسسوا دولة من شذرت امارات كونت عقدها ولازالت تحمله وتحيطه بكل عناية تهنئة من القلب للامارات وامرائها وشعبها وحكومتها لانها قدمت صورة ناصعة للعقل العربي الذي يمكن له لو اخلص ان ينتج ما يمكن ان يكون مركز اشعاع عالمي كما هي اليوم عليه دولة الامارات ...
dimahalfaouri@yahoo.com


ديمه الفاعوري


gnews

أحدث الأخبار

الأكثر مشاهدة