السبت 2024-12-14 12:19 م

البحر الميت .. لن يموت

06:17 ص

.. في موضوع البحر الميت، ليست هناك خيارات، أو معتقدات طوطمية، أو نظريات وتنظيرات، فعام 2050 لن يكون هناك إلا أرض ملحية متصلبة.. لا بوتاس، ولا فنادق شاطئية، ولن تكون هناك أرض نزرعها في حفرة الانهدام التي تمتد من جنوب طبريا إلى شواطئ العقبة.. ذلك أن الأغوار الخصبة ستصبح انهيارات.. كما يمكن أن يراها المار بجنوب غور الصافي!

لا حل لموضوع البحر الميت إلا بقناة البحرين الأحمر - الميت، وهذا ما وصلت إليه الكيانات الثلاثة المشاطئة، بعد سنوات من دراسة الجدوى الاقتصادية، والمؤثرات البيئية، وكل ما يتصوّره الذين يعرفون والذين لا يعرفون, وكما بدأ المشروع دولياً وبتمويل دراسات من البنك الدولي يستقر رأي الأطراف الثلاثة على إبقائه هكذا، فوقعوا في مركزه اتفاقية العمل.. المفروض أن يبتدئ أول العام القادم!
.. المهم هو البحر الميت، ماء الشرب طبعاً مهم، إقامة حياة متطورة في وادي عربة مهمة إبقاء الأغوار حديقة الخضار اليانعة طيلة العام طبعاً مهمة، لكن البحر هو الأساس، فدونه لا شيء برغم الغطرسة الإسرائيلية على قبول شراكة الفلسطينيين في هذه القيمة الاقتصادية، والجغرافية والحضارية التي نسميها بالبحر الميت!
الذين يخطبون، سيظلون يخطبون لكن الحياة تسير بقوة غلابة إلى مستقرها. فقد سمعنا خطباً كثيرة في تحرير الأرض، وسمعنا خطباً في حماية مياه نهر الأردن وروافده، وسمعنا خططاً في المقاومة والممانعة حتى حين يتعلق الأمر بقضايا مصيرية، ولم نكن في هذا البلد نبيع عقلنا بالصوت المرتفع، فالأساس هو حياة الناس، تطورهم، كفايتهم علمهم صحتهم.. فالوطن يصنعه ويحميه الأصحاء المتعلمون، الذين يعرفون الطريق.. ولا يغرهم الكلام المزوّق!
خلال الأسابيع الأخيرة لاحظنا تحرّك الملك عبدالله الثاني:
1- مدينة طبية في العقبة لخدمة المحافظات المجاورة.
2- إلحاق وادي عربة بالمنطقة الاقتصادية الحرّة فعلى هذه المدينة المزدهرة أن تحمل أفقر الأردنيين، وتعمل على ادماجهم في مشروعاتها، وها هي قناة البحرين تمرُّ من وادي عربة.. والبلد مستعدة ليكون هذا الوادي استمراراً لوادي الأردن.. أخضر يانعاً، تتحول فيه قريقرة إلى شارع أخضر وبيوت جميلة، ومدارس ومستشفيات!
مشروعاتنا الكبرى ستبدأ، وبحجم طموحات القائد العظيم:
• قناة البحرين - ومياه الشرب.
• مشروعات التغلب على كارثة الكلفة المرتفعة للطاقة.
• السكك الحديدية.
فإذا اضفنا ذلك إلى المناطق التنموية في المحافظات واتفاقات التجارة الحرة التي ضمنا بها الانفتاح على العالم، فإننا نكون أمام ورشة كبرى خلال العقد القادم الذي ربما لا نرى نهاياته لكن الأبناء والأحفاد سيعيشون تحت ظلاله الوارفة.
تهمنا الأصوات العالية، فالذين يريدون رمي صورة الأردن الجميل بالحجارة، عليهم أن يسألوا: كم عدد الجرحى السوريين في مستشفيات إسرائيل، ولا نقول الأردن ولبنان؟. وما هو حجم الخزين القومي لعسكري سوري ينقله رفاقه إلى أرض كان من المفروض أن يهاجمها.. ليحرّرها، وكان من غير المعقول أن يبحث عن الحياة في يد أعدائه؟
ليس من المعقول هذا الفكر الشكّاك المشكّك الذي انتقل الينا مع الربيع العربي، وتلبّس كل قناعاتنا القومية والإنسانية والدينية ليقاتلنا بها!!. ولعل لا شيء يوقفه إلا المسير الجاد دون الاهتمام به، فهو لغة الخراب والموت والتخلف!


gnews

أحدث الأخبار

الأكثر مشاهدة