السبت 2024-12-14 21:00 م

البحر والمداد

10:22 ص

لأن بلدنا صغير المساحة، محدود الثروات الطبيعية، فان تقدمه يجب ان يعتمد على «التميز»! على النوعية الجيدة، على الطاقة البشرية المتعلمة، المثقفة، المبادرة، وغير ذلك فباطل الاباطيل وقبض الريح!.

كثيرون في هذا النقيق الذي يملأ بلدنا بالبؤس النفسي، والاحقاد والعبثية.. لم يسمعوا مثلاً، عن تميزين في يوم واحد هما بعض رصيد الاردن الذي ينمو كل يوم.
التميز الاول هو وصول «الملكية الاردنية» لصف العشرة الاوائل من مئات شركات الطيران في السلامة الجوية! وهذه الدرجة الرفيعة لم تأت من مليارات جاهزة لشراء طائرات جديدة، وانما من حفاظ الشباب على اعلى درجات الصيانة الفنية، وعلى افضل خدمة لركابها، وعلى راحة مقاعدها، ونوع طعامها والثقة التي تشيع بشكل ملحوظ بين الراكب وشركته الوطنية.
التميز الثاني هو الشاب كامل الاسمر الذي عمل طيلة اشهر مضنية لخلق شبكة من المتطوعين كانت الاولى والوحيدة في الوطن العربي التي قدمت منجزاتها على ارض الواقع.. والاردن!! وقد كرمته مجلة «فوربس» الاميركية المتخصصة بين 30 مبدعاً على مستوى العالم.. بعد ان حمل جائزة الملك عبدالله الثاني في الابداع!!.
والملكية الاردنية كانت لسنوات حملاً ثقيلاً بديونها الهائلة.. ودون التنبه الى تحولها من مؤسسة عبء الى مؤسسة رابحة يساهم بها عرب واردنيون، وتحقق ارباحاً رغم صعوبات غلاء الوقود الذي يكاد يؤثر سلبا على اكبر واهم وسائل النقل في العالم!! والاهم انها تشتري طائرات حديثة بأموالها الخاصة وقروضها الخاصة!!.
والشباب في البادية الاردنية، كانوا دائماً نشامى في التعلم وفي تحويل الارض الجافة الى حقول خضرتها مثل الزمرد، وارفع الجنود شجاعة وتضحية، وها هم الآن يصلون الى شاب يبرز ابداعه على مستوى العالم .. واحد من عشرة، لانه استطاع تحشيد مئات الشباب المتطوعين الذين لفظوا لغة البراءة السياسية، لان للوطن لغة واحدة نظيفة هي نشيد الكرامة، والحب والعطاء!!.
لو كان البحر مداداً لكلمات ربي، لنفد البحر، وبقيت كلمات ربي، وكذا الاردن الذي نكتب اساطير مجده كل يوم!!.


gnews

أحدث الأخبار

الأكثر مشاهدة