الجمعة 2024-12-13 12:29 م

التحول من نشر المعارضة إلى نهج الإستفزاز

02:01 م

لفت نظري الخبث والمبالغة الصهيونية في الطرح وأنا أقرأ تقريرا بموقع 'Debka.com' الإسرائيلي بعنوان ' الأردن على الحافة: الإخوان المسلمون يحشدون للإطاحة بالملك عبدالله' والمؤرخ 25/9/2012. لقد اعتدنا على ما لدى الصهاينة من خبث ودهاء لكن في حالتنا هذه خبثهم أصاب مقتلا بنا. لذا رأيت من الفائدة ترجمة هذا التقرير لأضعه بين يدي القارئ.
تعليق:


يذهب التقرير بعيدا في بعض تفاصيل ما يدور بالأردن هذه الأيام وما يُتوقع أن يدور لاحقا بما يتعلق بحركة الإخوان المسلمين وما يحشدون له من كافة شرائح المجتمع دون استثناء حسب التقرير. ويعزي التقرير هذا التحول من المعارضة القائمة على نشر فكرها إلى حركة لجأت للعنف كمنهجية بهدف الإطاحة بالنظام. وهذا الزعم يستدعي ردا وتوضيحا من الحركة فيما إذا كانت تسعى لإصلاحات يقبل بها الأردنيون أو سعي للإنقضاض على الحكم.

وهناك اتهام للقبائل البدوية التي ضعف ولاؤها مؤخرا ويرشحها لتزيد من خطورة المشهد القادم بالإضافة للفلسطينيين الذين يشكلون 60% من السكان (مع تحفظنا على هذه النسبة) حيث يسلّم بخطرهم الكبير على النظام. وأمام الملك حسب التقرير ثلاثة خيارات للخروج من المأزق. أولها الإستسلام للإخوان تطبيقا للملكية الدستورية وثانيها مجابهة الحركة وقمعها وثالثها التفاوض من أجل التوصل لتسوية.

بما يتعلق بالخيار الأول, فقد دعاهم الملك للمشاركة كي يساهموا بتحديد ملامح البرلمان والحكومة القادمين لكنهم أصروا على التحدي متخذين من التصعيد والعنف منهجية جديدة. والملك يدرك أن الحركة بحزبها هي الأكثر نضوجا بين الأحزاب الأخرى التي عدم وضوح برامجها وحداثتها عمريا تقف حائلا أمام مشاركتها بزخم العمل الحزبي الفعال الذي يمكن أن يدفع بهم للمشاركة بتصدر المشهد السياسي. وإذا ترك الأمر للإخوان دون كتل حزبية منافسة بقوة فذلك يعني تفرد الإخوان بالحكومات.

والخيار الثاني مستبعد لكون النظام ليس من ذوي النزعة الدموية والقمعية بل هو نظام ميال للإعتدال والتسامح وسعة الصدر التي نضيق بها أحيانا. ويدرك جيدا ما يمكن أن ينتج عن اللجوء للعنف والقسوة المفرطة حيث سينشط المتصيدون في مناخ محتمل من الفوضى القابلة للتفريخ التصادمي بين مكونات المجتمع مما يمكن أن يعيد أحداث الأمن الداخلي عام 1970 بنسخة محدثة.
أما الخيار الثالث فقد تم الولوج به دون جدوى مصطدما بتصلب الإخوان وعدم إصغائهم لصوت العقل الذي يهدف للإستقرار والتهدئة وعدم استباق الزمن مستقوين بما حصل ويحصل ببعض الدول العربية ومباركة أمريكا له.

ويشير التقرير إلى مخاوف إسرائيل من محيطها الإسلامي المتنامي خصوصا إذا تقلد الإسلاميون الحكم في الأردن والسعودية وقد سبقتهما بذلك دول أخرى ليست بعيدة عن اسرائيل. وفي إشارة لعدم استعدادية الإخوان للقبول بما تطرحه الحكومة والوسطاء, فقد قاموا بإرسال أكثر قادتهم تشددا للحوار لضمان عدم التنازل عن مطالب الحركة وعدم قبولهم بما يطرح أيضا.
نص ترجمة التقرير:

جماعة الإخوان المسلمين الأردنية أعطت للملك عبدالله الثاني إشعارا حتى تشرين الأول للإستجابة لمطالبهم بتحويل المملكة الهاشمية إلى ملكية دستورية أو يواجه ضغط شارع الربيع العربي لكي يتنازل.

مصادر 'ديبكا فايل' بالشرق الأوسط تفيد بأن الراصدين الإستخباراتيين في كل من اسرائيل والسعودية قد ازداد اهتمامهم مع اقتراب ذروة الصراع في عمّان بين الإسلاميين والعرش.
بالنسبة لإسرائيل, فإن الهيجان في الأردن ينذر بإحكام الشّرك الإسلامي حول حدودها ـــــ مصر وليبيا جنوبا وسوريا شمالا والعواقب التي لا يمكن التنبؤ بها فيما يتعلق بالسكان الفلسطينيين في الأردن.

السعودية المهددة بعدوان إيراني, تخشى على المملكة البترولية من إمكانية أن تكون التالية إذا الجار الشمالي سُحق تحت أقدام 'البيع العربي'.

تفيد تقارير بأن حكام مملكة النفط قد أفاقوا متأخرين على الخطر وهم في حالة من الهلع. وقد أدركوا أن انهماكهم بمساعدة المتمردين السوريين للإطاحة ببشار الأسد قد حولّ انتباههم عن أعدائهم الرابضين عند أبوابهم. آلاف المقالات في الصحافة العربية وعلى مدار السنة الماضية تنبأت حسب رؤيتها بأن تكون عمّان هي التالية ومن بعدها الرياض بعد استيلاء الإخوان المسلمين على السلطة في دمشق.

قام DEBKA-Net-Weekly بتاريخ 21/9 وبعدده الأخير بتحليل اقتراب المأزق من الملك الأردني واجمل ثلاثا من خياراته:

1- يمكنه أن يستجيب لمطلب الإخوان المسلمين الرئيسي بقبوله تحويل المملكة لملكية دستورية ونقل السلطة التنفيذية لحكومة يقودها الإخوان المسلمون عن طريق الإصلاحات الإنتخابية التي يدفع باتجاهها الإخوان المسلمون لسنوات. في الأردن كما في مصر, الإخوان يأملون بغالبية الثلثين في حال الإنتخابات الحرة.

2- يمكنه مواجهة مطالب الإخوان المسلمين بالإيعاز للأمن والمخابرات والقوات المسلحة باتخاذ اجراءات صارمة ضد المعارضة. لكن هذا المنحى يحمل مخاطر إقحام الأردن بمذبحة حرب أهلية بين مكونات السكان المختلفة. الخطر الأكبر يأتي من القبائل البدوية التي ولاؤها التقليدي للعرش الهاشمي قد ضعف في السنوات الأخيرة بالإضافة للفلسطينيين الذين يشكلون 60% من السكان.

3- يمكن اللجوء للتفاوض من أجل (وصول) تسوية من خلال وسطاء متنوعين. مصادرنا تفيد أن عدة محاولات وساطة قد غامرت وبوقت متأخر ولم تحقق شيئا بسبب إرسال الإخوان المسلمين قادتهم الأكثر راديكالية للتفاوض إذ تركوا هامشا صغيرا جدا للتوصل لتفاهم.

وبناءا على مصادر في البلاط الملكي, (الملك) عبدالله سيلتقي قريبا جدا مع قادة الإخوان المسلمين لطلب شخصي للعودة للهدوء بعد سنوات من الجدال السخن. إن أغلب المراقبين يعتقدون أن الأمر قد تُرك لوقت متأخر جدا حيث الحركة الآن قد تمكنت من أمرها.

في الحقيقة, وبناءا على مذكرة داخلية تسربت لجريدة الحياة, فإن الإخوان المسلمين قد حددوا تاريخا لمظاهرات ضخمة ضد الملك لتبدأ يوم 10/10/2012 وأصدرت أوامر لأعضائها ليقوموا على الفور بتعبئة (50000 ) متظاهر على الأقل للإحتجاج اليومي ضد الملك والعائلة الملكية حتى يذعن (الملك) لإرادتهم.

المذكرة تقول: 'يجب على كل عضو أن يكون مكرسا نفسه للتواصل مع أقاربه والأصدقاء المقربين وزملاء العمل والجماعات الإسلامية المختلفة والوطنيين....' وتدعو الحركة إلى عمل' تهيئة أجواء للعنف من أجل....التركيز على مشاركة المجاميع المنتمية للجامعات والمدارس والمنظمات النسائية.' وقد تم أيضا إرشاد المحتجين على استخدام تكتيكات للتغلب على (حالة) فرض الأمن.

ولهذا فإن الإخوان المسلمين في الأردن قد تحولوا من نشر المعارضة (الدعاية الإحتجاجية) والجدال والضغط السياسي إلى نهج العنف بغية تحقيق مطالبهم.

المعسكران الأردنيان يراقبان بقلق ليريا بأي اتجاه ستهب الرياح في البيت الأبيض. الرئيس بارك أوباما عليه أن يقوم بحل يوازن بين الطرفين: من ناحية, الملك الأردني ولمدة طويلة هو حليف قوي وصديق لأمريكا, وداعم أساسي لها في العديد من أزمات المنطقة. ومن ناحية أخرى, أوباما يعتبر حركة الإخوان المسلمين جزءا أساسيا من سياساته الخارجية لتطول يده العالم الإسلامي.
حمى الله الأردن والغيارى على الأردن. والله من وراء القصد.

ababneh1958@yahoo.com

راتب عبابنة


gnews

أحدث الأخبار

الأكثر مشاهدة