استبدلت وزارة الصحة مؤخرا الصورة المنفرة الموجودة على النصف الاسفل من علب السجائر وهي 'صورة رئة مسرطنة' بأخرى اكثر رعبا هي عبارة عن شخص ميت ومكفن ممدد على رزمتين من السجائر أيضا وكتب على يمين الصورة 'التدخين يسبب الموت المؤكد البطيء'، فيما يعتبر تصعيدا صحيا في مواجهة هذه العادة المزمنة التي باتت تنخر في أجساد الكثيرين من أبناء المجتمع الاردني كبارا وصغارا على السواء، دون أن تلوح في الافق أية بوادر على تخفيض عدد المدخنين رغم كل الاجراءات التي تم اتخاذها حتى الآن في هذا الشأن.
ليست الصورة الجديدة على علب السجائر هي المرعبة وحدها بل الاكثر منها رعبا هي الارقام التي وصلت اليها آفة التدخين من مختلف جوانبها في الاردن، فالتقديرات تشير الى أن الخسائر السنوية المترتبة عليها تزيد على المليار دينار سنويا تدخينا وعلاجا للمدخنين الذين يصابون بالامراض المختلفة، وفي مقدمتها مرض السرطان المخيف الذي ثبت أنه مسؤول عن الاصابة بنحو عشرة أنواع من الامراض السرطانية على الاقل وغيرها من أمراض أخرى لا حصر لها.
هذا التطور والتغيير في أساليب مكافحة التدخين اتخذته وزارة الصحة لإجبار منتجي السجائر على طبع الصورة المرعبة على نصف مساحة الواجهة الخلفية من العلبة، مع كتابة تحذير على النصف الآخر منها يستهدف إثارة الفزع في نفوس المدخنين وحثهم على ترك هذه الآفة الخطيرة، في محاولة منها لمحاصرة ظاهرة احتل فيها الاردن المرتبة الاولى عربيا، إلا أن ذلك يظل شكليا ولا أثر له إذا لم تتواصل الاجراءات التي تحارب التدخين وتفعيل العقوبات المتعلقة به ! .
الاحصاءات الرسمية الاردنية تفيد أن نسبة مدخني السجائر فوق سن الثمانية عشر عاما بلغت 29%، فيما وصلت نسبة المدخنين من الفئة العمرية '13-15' سنة أي ممن هم في السن المدرسي الى 13.6%، وبلغت نسبة النساء اللواتي يدخن 'النارجيلة' وهي عادة طارئة على المجتمع الاردني دخلت اليه من أوسع أبوابها خلال العقود الاخيرة 12% مقابل عشرة بالمئة لدى الرجال وهذه علامة فارقة يفترض التوقف عندها مطولا. أما التعرض للتدخين السلبي من قبل غير المدخنين فيزيد من احتمالات الاصابة بأمراض القلب والسرطان بنسبة قياسية تبلغ حوالي الثلاثين بالمئة خاصة بين الاطفال الذين لا ذنب لهم في تدخين المحيطين بهم!
يظل الأهم في غمرة ذلك كله هو مدى التطبيق الصارم للنصوص القانونية التي تحظر التدخين في الاماكن العامة والوزارات والدوائر والمؤسسات الحكومية والمستشفيات والمدارس والمعاهد والمطارات وغيرها، إذ من الملاحظ أن مثل هذه الاجراءات البالغة الاهمية قد تراجعت على نحو ملموس الى حدّ التهاون في التعامل مع المخالفين، رغم أن العقوبة نتيجة ذلك تصل الى حد السجن لمدة تتراوح ما بين أسبوع وحتى الشهر إضافة الى غرامة مالية.. إلا أننا لم نعد نسمع بتاتا عن مثل هذه العقوبات الرادعة ! .
-
أخبار متعلقة
-
أفضل سيارات مازدا في استهلاك البنزين لعام 2018
-
الفاخوري يعلن تبرع بنك الأردن بمليون دينار أردني لصندوق "همة وطن"
-
توفيق فاخوري يدعم صندوق "همة وطن" بمبلغ نصف مليون دينار أردني
-
شاهد لحظة سقوط الطائرة الأوكرانية بعد اشتعالها في الهواء
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر – فيديو وصور
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر
-
بـرنامـج الـوكـيـل فـي إجـازة سـنـوية
-
حفرة امتصاصية في جرش .. خطرٌ يُهدد المواطنين و يُضر السياحة | فيديو