الأربعاء 2024-12-11 23:38 م

"الترامادول" يهدد شباب غزة

06:59 م

الوكيل - يحاول شاب فلسطيني من غزة في بداية العقد الثالث من عمره، أن يتعافى من إدمان 'الترامادول' في إحدى الجمعيات بالقطاع، لكنه محاصر بمخاوف أن يعود، ومعه عشرات ممن يتلقون العلاج، إلى الإدمان من جديد.


ويشكو 'ساهر' الذي وقع ضحية 'رفاق السوء' على حسب تعبيره، ضعف الإمكانات في الجمعية الفلسطينية لرعاية ضحايا الإدمان، ومقرها غزة، ويرى أن ذلك يؤثر سلبا على من يتلقى العلاج في الجمعية لدرجة أنه يحذر من أن 'العلاج غير الصحيح قد يؤدي إلى العودة إلى الإدمان مرة أخرى'.

ويتحدث ساهر، وهو واحد من عشرات الشباب الذين يحاولون الإقلاع عن تعاطي الترامادول، لـ'سكاي نيوز عربية' قائلا: 'وقعت ضحية ترامال (حسبما يطلق عليه في السوق). أحد أصدقائي في الجامعة كان يعرض عليّ قرصا في كل مرة أشعر بالتعب'.

يذكر أن الترامادول عقار مسكن للآلام قوي المفعول، يستخدمه عادة مرضى السرطان للتخفيف من حدة آلامهم، وقد يدفع تأثيره القوي البعض إلى تعاطيه وإدمانه.

ويتابع حديثه بينما تبدو المرارة على ملامح وجهه : 'في البداية كنت أسأله عن ماهية هذا القرص فيبادرني بالرد: خدها وسوف ترتاح. وحقيقة كنت أشعر بارتياح فعلي عندما أتناولها، تطور الأمر حتى أصبحت أنا من أطلب المزيد منها'.

ويتلقى ساهر العلاج في الجمعية الفلسطينية لرعاية ضحايا الإدمان، لكنه لا يبدو واثقا في الشفاء، حيث يستطرد: 'الإمكانات هنا ضعيفة جدا، وأعتقد أنه من المحتمل أن يعود نصفنا إلى الإدمان عندما نغادر الجمعية'.

وانتشرت بشكل ملحوظ في غزة ظاهرة إدمان عقار الترامادول، الذي يتم تهريبه إلى القطاع عبر الحدود الغربية مع شبه جزيرة سيناء المصرية، والشرقية مع إسرائيل، حسبما يقول نائب رئيس الجمعية الفلسطينية لرعاية ضحايا الإدمان غسان عوض.

ويقول عوض لـ'سكاي نيوز عربية' إن الجمعية التي تم إنشاؤها في 2012، استقبلت منذ افتتاحها مئات الشباب الراغبين في العلاج من إدمان الترامادول بالذات.

ويحذر عوض من أن 'الملاحظات التي حصلنا عليها من الجمعية تفيد أن ظاهرة إدمان الترامادول أصابت 'الفئة السليمة' في المجتمع الغزي، أي الطبقة المتعلمة وخاصة شباب الجامعات الفلسطينية في غزة من الجنسين'.

وتعمد الجمعية المذكورة إلى تقديم العلاجين العضوي والنفسي للمدنين الذين يلجأون إليها، وأولى الخطوات تبدأ بعزل المدمنين عن العالم الخارجي لمدة شهر تقريبا، بهدف تخلص أجسامهم من آثار المخدر.

وكانت وزارة الداخلية في الحكومة المقالة بغزة أعلنت مؤخرا إطلاق 'الحملة الوطنية لمكافحة الترامال المدمر'، المقرر يوم السبت.

ونقل موقع الداخلية المقالة عن رئيس الحملة العقيد كمال أبو ندى، أن 'الحملة ستركز على الترامادول باعتباره الأكثر شيوعا بين فئة المتعاطين، ولأن الأنواع الأخرى من المخدرات لا تمثل ظاهرة كبيرة في قطاع غزة'، على حد قوله.

وأوضح المسؤول الأمني أن الحملة ستمتد لثلاثة أسابيع، وسوف 'تستخدم كل وسائل التوعية بهدف الوصول لكافة فئات ونخب المجتمع الفلسطيني'.


gnews

أحدث الأخبار

الأكثر مشاهدة