الجمعة 2024-12-13 12:39 م

التشيليون يحققون الحلم ويمددون كوابيس الأرجنتين

11:29 ص

الوكيل - للمرة الأولى في تاريخها، فرضت تشيلي هيمنتها على كرة القدم الأميركية الجنوبية بإحرازها كوبا أميركا 2015 التي استضافتها على أرضها، أول من أمس السبت في سانتياغو على حساب الأرجنتين التي أخفقت مرة جديدة في النهائيات.

وبعد 99 عاما وفشل في 4 مباريات نهائية، دونت تشيلي أخيرا اسمها في سجل الفائزين باللقب القاري، وكان عليها لتحقيق ذلك انتظار حفلة ركلات الترجيح (4-1 بعد التعادل 0-0 في الوقتين الأصلي والإضافي)، لكن تتويجها كان منطقيا بعد أن فرض منتخب الـ'روخا' هيمنته على 'بطولته' منذ بدايتها.
وحلت تشيلي أولى في مجموعتها في الدور الأول بعد فوزين وتعادل، وأقصت أوروغواي حاملة اللقب في ربع النهائي (1-0)، ثم البيرو في نصف النهائي (2-1).
ولم يف النهائي بوعوده بعد مباراة مقفلة لصالح أصحاب الارض باستثناء ربع الساعة الأول الذي تحرك فيه الارجنتينيون بشكل أفضل، لكن نحو 17 مليون مواطن تشيلي لم يشكوا لحظة واحدة في قدرة فرسانهم على تحقيق الانتصار.
وأحسن ألكسيس سانشيز الذي وضع الحارس الأرجنتيني سيرجيو روميرو تحت ضغط متواصل، قيادة منتخب بلاده وأطرب نحو 45 ألف متفرج في مدرجات الملعب الوطني في العاصمة سانتياغو، ومدد كابوس الأرجنتين التي كانت، بعد عام من إخفاقها في مونديال 2014 في البرازيل بخسارتها أمام ألمانيا 0-1 بعد التمديد، تنتظر أول لقب كبير منذ 1993 حين توجت في هذه البطولة بالذات.
نسيان الجدل حول فيدال وخارا

ولم يعبر ألكسيس سانشيز عن نفسه بشكل لافت في بداية البطولة، لكنه أنسى الجميع في المباراة النهائية ما دار من جدل حول أرتورو فيدال وغونزالو خارا.
فالأول أوقف في 17 حزيران (يونيو) في حال سكر بعد أن حطم سيارته من نوع فيراري في حادث سير في إحدى ضواحي العاصمة، فيما قام الثاني بحركة مهينة عندما وضع أصبعه في مؤخرة مهاجم أوروغواي ادينسون كافاني الذي استشاط غيظا وطرد بينما نال الفاعل البطاقة الصفراء فقط.
ولخص حارس وقائد منتخب تشيلي كلاوديو برافو الذي خاض مباراته الدولية رقم 100 (رقم قياسي للاعب تشيلي)، الموقف بعد الفوز 'حان الوقت لهذا الجيل أن يحرز اللقب ويضع حدا لتاريخ سلبي'.
من جانبه، قال لاعب الوسط المدافع في منتخب الأرجنتين خافيير ماسكيرانو 'هذه الخسارة الثالثة لي على التوالي في نهائيات كوبا اميركا (2007 و2011 و2015).. لا أملك تفسيرات لذلك'.
وأحرزت تشيلي اللقب الأول بفضل التضامن والانضباط اللذين أتاحا للاعبيها اطفاء وهج قائد الأرجنتين ليونيل ميسي الذي تألق بشكل لافت في نصف النهائي ضد باراغواي (6-1)، لكنه لم يقدم مردودا مماثلا في المباراة النهائية.
وأعطى قرار الأرجنتيني خورخي سامباولي مدرب تشيلي بإشراك جان بوسيجور أساسيا والدفاع بثلاثة لاعبين، ثماره وأدى بشكل كبير إلى تحقيق هذا الإنجاز.
وساهمت الكثافة العددية من جانب تشيلي في منتصف الميدان في عدم أتاحت المساحات الخالية لمنتخب الأرجنتين الذي اختفى كليا عن الرادارات في الشوط الثاني وفي الوقت الإضافي.
ونفذ ميسي نجم برشلونة الاسباني في الدقيقة 19 ركلة حرة في الدقيقة جلبت معها أبرز فرصة في الشوط الأول للأرجنتين لكن زميله في الفريق الكاتالوني الحارس كلاوديو برافو كان بالمرصاد للمتابعة الرأسية التي قام بها سيرجيو أغويرو، الصهر السابق للنجم السابق دييغو مارادونا.
وقدم ميسي الذي احيط دائما بلاعبين اثنين أو حتى ثلاثة في معظم الأحيان وحرم من مساندة أنخل دي ماريا الذي خرج مصابا في الدقيقة 29 وحل محله ايزيكييل لافيتزي دون أن يسد الفراغ، بعض اللمحات الفنية في منتصف الميدان دون أن يتمكن من إيجاد النهايات السعيدة لها.
إهدار هيغواين وبانيغا
ووقع عبء الحل على خافيير باستوري الذي لم يخرج من ظل قائده ميسي رغم أنه قدم مستوى طيبا خلال البطولة، وأرسل في الوقت الإضافي كرة خلفية إلى لافيتزي، زميله في باريس سان جرمان الفرنسي، لكن الأخير لم يحسن التعامل وسددها في مكان وقوف برافو الذي تصدى لها بقبضتيه مفوتا على الأرجنتين فرصة افتتاح التسجيل.
وتفوق لاعبو تشيلي بدنيا في الشوط الثاني، لكنهم أيضا لم يسجلوا وكانت أبرز فرصهم متابعة سانشيز لكرة من تشارلز أرانغيز في الدقيقة 82، فهو عطل جهد الحارس سيرجيو روميرو لكن الكرة انحرفت قليلا عن الخشبات.
وكانت الأرجنتين على وشك أن تفرض السكون في ملعب الـ'ناسيونال' في الوقت بدل الضائع بعد وصلة فنية رائعة من ميسي وتمريرة إلى لافيتزي في الجهة اليمنى الذي أرسلها بدوره أمام المرمى لم يحسن غونزالو هيغواين التصرف معها ووضعها في الشبكة من الخارج مع صافرة النهاية (90+2).
وخلال الوقت الإضافي وبعد ان ذاد برافو عن مرماه ببراعة، قاد سانشيز هجمة معاكسة وتخلص من ظله الدفاعي قبل أن يسدد من مشارف المنطقة كرة علت العارضة بقليل.
وإذا كان ميسي نجح في التنفيذ خلال حفلة ركلات 'الموت' الترجيحية، فقد أخفق البديلان هيغواين الذي سدد بعيدا عن الخشبات، وإيفر بانيغا الذي أوقف برافو كرته الزاحفة.
في المقابل، أثلج ماتياس فرنانديز وفيدال وأرانغيز وسانشيز قلوب 17 مليون مواطن من خلال نجاحهم في التنفيذ وإهداء اللقب الأول لبلد سيبقى عاما واحدا فقط بطلا لأميركا الجنوبية حيث ستقام النسخة المقبلة العام 2016 في الولايات المتحدة بمناسبة الذكرى المئوية لانطلاق المسابقة
العام 1916. -(أ ف ب)


gnews

أحدث الأخبار

الأكثر مشاهدة