الجمعة 2024-12-13 06:58 ص

التنمية أجدى من الحروب ..

08:07 ص

منذ عقود مضت والحروب والاقتتال في المنطقة يتنقل من عاصمة الى أخرى في المنطقة تحت اسباب ومسببات مختلفة لكن القاسم المشترك لها انها تعرقل النمو والحداثة وتدفع المنطقة وشعوبها الى الوراء في وقت تتقدم دول العالم سواء في اوربا وجنوب وشرق اسيا وامريكا اللاتينية، وربما دول في افريقيا ينعمون اكثر مما تنعم به معظم شعوب المنطقة العربية، فالاستعمار بكافة اطياف اللون من السلاطين الى اوروبا التي وقعت اتفاقية اذلال هي سايكس بيكو في العام 1916.



لقد شكل احتلال العراق من القوات الامريكية والبريطانية في العام 2003 باسم الحرية وازالة الطغيان تحولا نوعيا في مسلسل اعتداء كبير ومستمر، والاصعب منه تصديق البعض، وفي سوريا باسم الديمقراطية تم تدميرها وتشريد شعبها، علما بأن الحرية والديمقراطية هي مجرد حراك يحول التراكم الكمي مع الزمن الى انجاز نوعي هكذا على اقل تؤكد ثورات الخبز والحرية في فرنسا مع قليل من الدم، لكن الصورة في المنطقة العربية مختلفة، فالاساطيل والطائرات الحربية والبوارج تقصف الاخضر واليابس وتأتي برموز وقيادات لاتعرفها شعوبها سرعان ما تحول البلدان الى محرقة لا تخبو نارها.


في الدول العربية هناك 57 مليون متعطل عن العمل، وقرابة 35 مليونا يعيشون تحت خط الفقر وعشرات الملايين من المهجرين والمشردين في دولهم وخارجها، والقادم قد يكون اسوأ، بينما تنفق دول المنطقة مئآت المليارات من الدولارات على فواتير الدفاع وتعتبر الاكثر انفاقا على التسلح، بينما لم تستطع السنوات القليلة الماضية اغلاق ملف الحروب مهما كانت النتيجة فالابواب مفتوحة لمزيد من القتل والتدمير دون هدف محدد، ويقننا اننا قد نصل الى مرحلة لا نستطيع معها اطعام افواه الملايين بسبب هذه السياسات.


لو قيض للنظام العربي الرسمي انفاق نصف او ربع ما انفقه على التسلح خلال عقد من الزمن على التنمية لانخفضت البطالة الى مستويات امنة، وتم ردم فجوة الفقر التي تتفاقم سنة بعد اخرى، وبالنظر الى تجارب الدول التي خاضت حروب ضروس منها على سبيل المثال الحرب العالمية الثانية عندما اعتمدت دول اوروبا العقل والتعاون وطي ملف الحروب اتجهوا للتنمية فكانت النتائج باهرة، مرة اخرى الحروب في المنطقة هي عبثية وانها مكلفة بينما التنمية اجدى الف الف مرة من الحروب.


gnews

أحدث الأخبار

الأكثر مشاهدة