الأحد 2024-12-15 01:40 ص

"الحابل بالنابل"

01:10 م

انتقيت العنوان من مدلول على الخلط بين أمرين ، فهذا ما أجده حينما أقلب المواقع الألكترونيه واحدأ تلو الآخر ، خبرأ خبر ومقالأ مقال ، فتجد أحد الكتاب نظم حروفه للحديث عن هم اجتماعي يشرح فيه واقع مؤلم من وحينا وثقافتنا وسلوكيات البعض ، فجمع جزأ لا بأس فيه من وصف دقيق لما تحدث عنه ،،
لتتفاجئ بتعليقات القراء...!
فهذا ما يستوقفني لدقائق كثيره ! فلو كان الخبر او المقال عن مشاكل الصرف الصحي ، فحتمأ ستجد تعليقأ ربما كذلك ' ذبحونا بقانون المطبوعات والنشر '
واحدهم يكتب 'احنا بدنا وظائف ' والآخر يتهكم ،،!
' وزير الإعلام ينفي ،،،'
ناهيك عن 'الفهلوي' الذي لا يعرف الا التدقيق النحوي فقط .
فأتسائل ما هذا التهكم ؟ والتباعد الفكري الثقافي الذي نعيش لربط الأحداث ببعضها ، هل هو ضعف الإدراك ، وحب المشاركه للمشاركه فقط ،
او أن 'كل يغني على ليلاه ' ام أن المشكله توضع على عاتق المواقع الألكترونيه ...؟ فكيف تسمح هكذا ترهل تعبيري ،
ليفقد الخبر او المقال مذاقه،
ام أن الأردنيون لا يدركون أن لكل 'مقام مقال'
ليختلط 'الحابل بالنابل' وما اثارني للكتابه بهذا السياق ،
هو خبر استشهاد ضابط الأمن العام (المقدادي)رحمه الله ،
فقرأت بعض التعليقات فتفاجأت بأن احدهم يكتب 'ههههههههه أمن ناعم '
وآخر يكتب ' الله يرحمه بس ليش ما طخ المجرم ،،،،،!'
فسرعان ما تذكرت القذافي حينما قال عن قتلى الثوره ،،،
إذهبوا واسألوهم من قتلكم ،،،،!
فقد اسمعت لو ناديت حيأ ولكن لا حياة لمن تنادي .
نعم نحن شعب متعلم ولكن شتان بين العلم والثقافه ، متعلم ولكن ننتظر إجابه من الأموات !!
متعلم بشهاده جامعيه تكاد تخلو من الفكر وزخم الثقافه ، تخلو من العوده للكتب والعوده للسطور ووضع النقاط على الحروف .
ولا ينكر احدنا بأن متابعة تقرير تلفزيوني مصور للحديث عن أمر معين ،ستكون كافيه لمعرفه ضعف التعبير فينا .
ربما لأن ثقافتنا اقتصرت على الأخبار ،،طوبى لأمة جعلت مكتبة البيت من سلم أولوياتها ،طوبى لها رسمت بمخطط بيتها المكتبه قبل المطبخ .


سفيان كساسبة
sofyan.aldaw@yahoo.com


gnews

أحدث الأخبار

الأكثر مشاهدة