السبت 2024-12-14 14:09 م

الحرب المليئة بالأكاذيب!

01:31 ص

حجم الكذب الذي تمارسه إسرائيل في عدوانها على غزة بلا حدود، ولهذا تقول القناة العاشرة الصهيونية: لو تحدثنا بصراحة عن عدد قتلانا لقامت ثورة في «إسرائيل»، وهذه حقيقة قد تغيب عن كثيرين، خاصة من لا يعرفون طبيعة المجتمع في إسرائيل، الذي يضم بين ظهرانيه شبابا وشابات بلا أهل تقريبا، وبالتالي فهو ليس مضطرا للإعلان عن سقوطهم قتلى في الحرب، لأنه ليس مضطرا لإبلاغ «أهلهم» غير الموجودين أصلا، إن من يعيشون في الكيوبوتسات، بلا أسر تقريبا، ويشكلون عماد الجيش الإسرائيلي، وعضو الكيبوتس ينشأ من المهد إلى اللحد دون الدخول في علاقة إنسانية فردية مباشرة. فهو دائماً عضو في هذه المؤسسة أو تلك، وهو ما يجعله إنساناً قادراً على تلقِّي الأوامر دون تفكير أو احتجاج. وكثير من أطفال الكيبوتس يفقدون كل صلة بآبائهم بعد بلوغهم الثالثة عشرة، كما يقول عبد الوهاب المسيري في موسوعته عن اليهود، وهم في هذا يشبهون المماليك الذين كانوا يُختَطفون من بلادهم في سن مبكرة، ثم يُنشَّؤون تنشئة جماعية تفقدهم فرديتهم وإنسانيتهم، وتحوِّلهم إلى جماعة محاربة ليس لها روابط اجتماعية أو إنسانية، متفرغة تماماً للقتال وحسب.

مصداقا لما نقول، نورد بعض ما كتبه الكاتب الصهيوني المعروف، المحسوب على اليسار، في هآرتس – جدعون ليفي، حيث رأى إن حرب اسرائيل في غزة حرب كلها تضليل وكذب تحاول بها اسرائيل واعلامها أن تُظهر أن العالم معها وأن الحرب كانت حربا لا مناص منها، كما رأى أنها حرب غير مفروضة عليها بل اختيارية لأنه لو وجدت سياسة أخرى لإسرائيل في الأشهر الأخيرة لتم منعها، ثم تطورت لتصبح حربا غير طائلة لأنه أصبح من الواضح كثيرا أنها لن تحرز فيها انجازات بعيدة المدى، وقد تتعقد لتصبح كارثة اكبر وستنتهي الى أن يتبين أنها حرب تضليل: فقد كذبت اسرائيل على نفسها، ثم يشرع ليفي في تعداد نقاط التضليل التي مارستها إسرائيل في حربها العدوانية، فيقول أن كل الإجراءات التي سبقت الحرب هي التي أدت إليها، «وليس من الصعب أن نتخيل ماذا كان يحدث لولا أن أوقفت إسرائيل التفاوض، ولو لم تخرج لحرب شاملة لحماس في الضفة على إثر قتل الفتيان الثلاثة، ولو لم توقف تحويل الرواتب الى غزة، ولو لم تعارض حكومة الوحدة ولو تركت الحصار. وكانت صواريخ القسام هي الرد على ما اختارته. وبعد ذلك دحرجت الأهداف كما تدحرج في الحروب – من وقف اطلاق القذائف الصاروخية مرورا بالأنفاق ثم الى نزع سلاح غزة. وقد تستمر على التدحرج ولا أحد يعلم الى أين. هل تذكرون: «الهدوء سيُرد عليه بالهدوء»؟ أول أمس رفضت اسرائيل اقتراح جون كيري لوقف إطلاق النار»!
التضليل الثاني الذي مارسته إسرائيل، وفق ليفي أيضا أن الاحتلال في غزة قد انتهى. وتخيلوا –كما يقول- أرضا محاصرة سكانها سجناء، تصرف دولة أخرى جزءا كبيرا من شؤونها من تسجيل السكان الى اقتصادها مع حظر الخروج والحد من الصيد، وتطير في سمائها وتجتاح ارضها مرة بعد اخرى – أوليس ذلك احتلالا؟ أما التضليل الثالث فهو ادعاء أن الجيش الاسرائيلي «يفعل كل شيء» لمنع قتل المدنيين. وقد تجاوزوا الألف الأول، وإن جزءا كبيرا منهم على نحو مخيف من الأولاد الصغار وأكثرهم مدنيون؛ مع أحياء سُويت بالارض و150 ألف لاجىء لا يدع لهم الجيش الاسرائيلي أي مكان آمن يهربون اليه – إن كل ذلك يجعل هذا الادعاء ليس أكثر من فكاهة مرة. كما يقول ليفي، وكذلك زعم أن العالم يؤيد الحرب ويعترف بعدالتها هو تضليل اسرائيلي: صحيح أن ساسة الغرب ما زالوا يرددون أن من حق اسرائيل الدفاع عن نفسها، لكن الجثث المتراكمة واللاجئين اليائسين يُهيجون العالم ويُبغضون اليه اسرائيل أكثر فأكثر. وسينتهون الى أن يجرفوا ايضا المناصرين من الساسة!
ليت المنافقون من صهاينة العرب، يقرأون، ما يكتبه «زملاؤهم» صهاينة اليهود، ممن لديهم بعض الإنصاف، لعلهم يفيقون من غيبوبتهم!
gnews

أحدث الأخبار

الأكثر مشاهدة