الوكيل - عزالدين الناطور - تزخر الساحة الشعرية الأردنية بالعديد من الأصوات الشبابية ، التي باتت تشكل الآن ما يعرف ' بالحركة الشعرية الجديدة ' .
حركة شعرية شبابية أخذت على عاتقها المحافظة على جمالية الكلمة وهويتها وتجديدها ونقلها إلى مستوى جديد على مستوى الشكل والمضمون .
لا تنكر الحركة الشعرية الجديدة أنها تأثرت بالجيل الشعري القديم ، إلا أنها تحاول أن تترك بصمتها الشعرية الخاصة ، لكن التحديات التي فرضتها الحالة الثقافية والسياسية شكلت عبئاً ثقيلاً على هولاء الشعراء الذين وجدوا أنفسهم مدعوين لخلق فضاء يتسع لهم ولكلماتهم .
شقاء التجديد
تتميز 'الحركة الشعرية الجديدة ' بحسب أحد أصواتها الشاعر والصحفي فوزي باكير إلى 'سعيها الدائم إلى تقديم شي جديد ومختلف ، فلا فائدة من التّكرار الذي لن يقدّم شيئًا جديدًا، فالحركة الشعرية الجديدة تحاول رصد المناطق الكونيّة والإنسانيّة التي عاينها من هم قبلها وأيضاً رصد مناطق أخرى، أو ربّما ذات المناطق، ولكن بذهنيّة وأفكار مختلفة '
بينما يرى الشاعر خلدون عبد اللطيف أنه من المبكر الحكم على ' الحركة الشعرية الجديدة ، إلا أنه يعتقد بأن هذه الأصوات تمتاز بالجرأة في الكتابة وعدم الرَّهبة من التجريب ، وأيضاً محاولتها الدائمة خلق طرق جديدة لا تنتمي إلى قداسة النموذج بقدر ما تنتمي إلى صوتها الخاص وتجربتها الشخصية، ورفض أيِّ تأطيرات نظرية تحدد مفهوم الأشكال الشعرية الحديثة .
ومما يميز الحركة الشعرية الجديدة بحسب الشاعر مهند السبتي أنها أخذت على عاتقها نقد نفسها والقيام بدور الناقد بما تطلع عليه من تنظير في المجال الشعري، وبما يمارس من تناول ونقد انطباعي عن كثير من المجموعات الشعرية ، وهو النقد الذي غاب طويلاً عن الساحة الشعرية الأردنية .
وتحاول الحركة الشعرية الجديدة والتي تعتمد على أسلوب التكثيف والمفارقات الكفيلة بصنع الدهشة عند المتلقي وحثه على إعادة التفكير في الكثير من أموره الحياتية التي عاينتها ورصدتها الحركة ، إلا أن تصاعد تيار القصيدة ' البسيطة ' والتي تعتمد على الشحن العاطفي ،والتي تصاعد تيارها مع انطلاق ما بات يعرف بالربيع العربي أثر على القصيدة الحداثية ، إلا أن ذلك لا يشكل هاجساً بالنسبة لشباب ' الحركة الشعرية الجديدة ' فهم وعلى لسان الشاعر خلدون عبد اللطيف يرون أنه يجب أن تكون القصيدة فعلاً مستقلاً ومختمراً بحدّ ذاته ويضيف أن 'القصيدة الحقيقية هي الباقية مهما كان شكلها، والشاعر الحقيقي هو الأبقى'.
غاب الدعم .. فحضرت الفكرة
من الصعوبات التي تواجه الحركة الشعرية الجديدة هو غياب المشروعات الثقافية التي تتبنى وترعى المواهب ، ففي ظل غياب المشروعات الثقافية التي لا تهتم سوى بالأسماء الكُبرى وجدت ' الحركة الشعرية الجديدة ' نفسها أمام تحدي الوصول إلى المتلقي ، ومن هنا جاءت فكرة مهرجان مجاز ،سعياً منها للوصول إلى المتلقي وأيضاً لإبراز صوتها الخاص .
مهرجان مجاز هو مهرجان شعري سنوي إنطلق عام 2010 بمبادرة شبابية خالصة أحتضنها ' محترف الرمال ' في عمّان وهو المكان الذي ولدت فيه الفكرة ، وبدأ المهرجان بأربع أمسيات كلّ واحدة منهن ضمّت ثلاثة شعراء ، وما إن إنطلق المهرجان حتى باركه بعض الشعراء مثل الشاعر والكاتب الصحفي زياد العناني والذي بعد دورة المهرجان الأولى كتب مقالةً بعنوان ' جيل الألفيّة الثّالثة ' وقدم فيه شهادته عن 'مجاز' وقال فيها : كانت القصائد جديدة إلى الحد الذي يمكن القول معه إنها لم تترك نفسها لأصوات الكبار، ولم تستضف ما اجترحوه واحتفظت بيتم شعري أخاذ يبدو وكأنه خرج للتو، لا يتوسط بينه وبين الناس أحد .
يقول الشاعر مهند السبتي أن احد أهم أسباب اطلاق مهرجان مجاز شعورنا بأن المتلقي بحاجة للإطلاع على أكثر قدر من التنوع في الشكل والمضمون الشعري الذي تقدمه الأصوات الفردية في الأمسيات الشعرية ، فيما يرى الشاعر خلدون عبد اللطيف أن 'مجاز '،أتى بعد التناولات النقدية السائدة التي لم تتجاوز في سوادها الأَعمِّ حدود المجاملات وكَيلَ المديح والإعجاب، مدفوعةً بارتجالات شخصية تحكمها شبكة العلاقات والمنفعة المتبادلة. كما لم تخرج تلك التناولات من عنق انحيازها إِلى المقارنة بين السّابق ممثلاً بالإرث الشعري والحالي ممثلاً بالتجريب والأصوات الجديدة الساعية غالباً للانقلاب على هيمنة القداسات والأبوَّات الشعرية.
وبعد دورتين على انطلاق ' مجاز ' نجح المهرجان في تقريب القصيدة الحداثية إلى المتلقي الذي تفاعل معها ووجد فيها ما يعبر عنه ، ويستعد الآن الشعراء لإنطلاق الدورة الثالثة من المهرجان والذي بحسب الشعراء القائمين عليه سيقدم أصواتاً جديدة لم تشارك في الدورتين السابقتين .
انشغال شعراء الحركة الجديدة بخلق فضائهم الخاص لم يبعدهم عن الشارع ، لكنهم تناولوا همومه بلغتهم الشعرية الخاصة ، لغة تحترم عقل المتلقّي ولا تبتزّ عواطفه ، وأيضاً تناولت هموم الشارعبصورة واعية وجماليّة ، لتكونَ القصيدة هنا هي من يدافع عن الجمال في ظلّ جَور الطّغاةِ وظلمهم ، فعلى القصيدة في مثل هذه الظّروف السياسية الصعبة بحسب الشاعر فوزي باكير ' أن تستردّ النّجمة التي سرقها ووضعها الطاغية على كتفِه كجزءٍ من رتبةٍ عسكريّة مُدجّجة بالسّلاح، لترفعها القصيدة ثانيةً إلى السّماء، مكانها الأصليّ، وتكونَ مضيئةً هناك '.
-
أخبار متعلقة
-
أفضل سيارات مازدا في استهلاك البنزين لعام 2018
-
الفاخوري يعلن تبرع بنك الأردن بمليون دينار أردني لصندوق "همة وطن"
-
توفيق فاخوري يدعم صندوق "همة وطن" بمبلغ نصف مليون دينار أردني
-
شاهد لحظة سقوط الطائرة الأوكرانية بعد اشتعالها في الهواء
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر – فيديو وصور
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر
-
بـرنامـج الـوكـيـل فـي إجـازة سـنـوية
-
حفرة امتصاصية في جرش .. خطرٌ يُهدد المواطنين و يُضر السياحة | فيديو