لا حكومة الاسد هي الآن المسيطرة والقائمة، ولا شيء يوحي بأن حكومة المعارضة ستكون مسيطرة وقائمة، ولهذا فالحرب هي سيدة الموقف، وتكاد تكون هي الشرعية الوحيدة، وهذا ما يجعل التدخل المباشر او غير المباشر قادراً على وضع الجميع حول طاولة حل واحدة، في جنيف او في أي مكان آخر!
وحتى نذهب بتحليل الصراع في سوريا الى نهايته نقول: انها حرب القوى الاقليمية -ايران وعرب الخليج- وفشل القوى الكبرى في الوصول الى السيطرة الحقيقية على طرفي الصراع، وفرض الحل المنشود، وهذا حصل في امكنة كثيرة في صراع القوى الكبرى!
نحن في الاردن كنا العقلاء الوحيدين في تعاملنا مع الازمة السورية، فقد ادركنا منذ البداية ان الحرب ستطول، وانه ليس في مقدورنا الوقوف الى أحد الاطراف، وان ما يمكن ان نفعله هو منع التسلل المسلح من حدودنا، وعدم السماح لشرار الصراع من الوصول الينا.
لم نقل كلبنان شيئاً يشبه: النأي بالنفس، لأننا نعرف اننا لسنا بحاجة الى الشعار مثلما كنا نعرف ان الدولة اللبنانية غير قادرة على فرضه بوجود حزب الله الذي اعلن انه يقاتل ولا يطلب من اللبنانيين لا المشاركة ولا الاذن.
ثانيا: نحن لا نستطيع النأي بالنفس داخل المحيط العربي، فالتزمنا الاكثرية، والتزمنا التعاطف مع موقف دول التعاون الخليجي لان لنا مصالحنا معها!
ونعود، الى اساس الازمة السورية، وطبيعة الصراع على السلطة فنقول كان يمكن لمصر ان تصل الى هذا النمط من تبعثر الدولة لولا قوة الجيش، وكان يمكن لتونس ان تصل اليه لولا قوة النقابات العمالية التي يسمونها الشغل، ولولا ان الجيش بقي الاحتياطي الاخير الذي لا يريد احد من الفرقاء تدخله! وها هي ليبيا تصل الى حالة انفراط الدولة، ودعوة حكومتها الناس الى التظاهر في وجه الميليشيات المسلحة، والجميع يعرف ان هؤلاء «الثوار» لم يكونوا هم الذين اطاحوا بالقذافي، وانما هو حلف الاطلسي، مثلما يعرف الجميع ان اخوان مصر ليسوا هم الذين اطاحوا بحسني مبارك، وانما هو الجيش الذي اختار ان يقف الى جانب الشعب.. فاستقال الرئيس!
في سوريا كانت الاحزاب تصل الى حد الفوضى في الشارع السياسي، فيتدخل الجيش، لكن سوريا التي كانت تقبل بهذا التدخل كانت تعتبره مرحلة ويعود بعدها الجيش الى ثكناته حتى عام 1958 حين ذهب الضباط، دون علم الحكومة، الى القاهرة ودخلوا في دعوة الوحدة.. فكان الشرط الناصري حاسماً:
أ- لا احزاب.
ب- لا سياسة في الجيش، والذي يريد ان يتسيس من الضباط، فهذه هي الحكومة المركزية، او الحكومة الاقليمية!
لا حكومة تحكم كل سوريا.. اذن لا شرعية! ودون تدخل القوى الكبرى لا مناص من استمرار الحرب الداخلية المهلكة!
-
أخبار متعلقة
-
أفضل سيارات مازدا في استهلاك البنزين لعام 2018
-
الفاخوري يعلن تبرع بنك الأردن بمليون دينار أردني لصندوق "همة وطن"
-
توفيق فاخوري يدعم صندوق "همة وطن" بمبلغ نصف مليون دينار أردني
-
شاهد لحظة سقوط الطائرة الأوكرانية بعد اشتعالها في الهواء
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر – فيديو وصور
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر
-
بـرنامـج الـوكـيـل فـي إجـازة سـنـوية
-
حفرة امتصاصية في جرش .. خطرٌ يُهدد المواطنين و يُضر السياحة | فيديو