السبت 2024-12-14 23:50 م

الروس .. وإعادة إصطفافات المنطقة

12:03 م
أمرٌ عادي وطبيعي أن تكون هناك في هذه المرحلة الخطيرة عملية استقطاب شديد وأن تتشكّل هذه المحاور التي تتشكّل الآن وهكذا وفي ظل هذا كله أن تبادر روسيا إلى سعيٍ حثيث للتقريب بين إيران واسرائيل وأنْ يكون بينهما تفاهماً وتوافقاً في سوريا وحقيقة أنه بالإمكان التأكيد على أن هذا التفاهم قائم الآن وأنَّ الإيرانيين يعرفون حدودهم وملتزمون بها وكذلك الاسرائيليون وإن»المشاجرات»الكلامية بينهما التي يلعب فيها حزب الله دوراً أساسياً هي مجرد قنابل دخّانية وللضحك على ذقون الذين لديهم استعداد ليضحك الآخرون على ذقونهم.


عندما تقول إسرائيل، وهذا معلن وعلى رؤوس الاشهاد، أنَ الأكثر حفظاً لأمنها في هضبة الجولان وفي غيرها هو نظام بشار الأسد وهذا مع أن والده حافظ الأسد هو من عبَّد له هذا الطريق وهو من كان أعلن، وعلى لسان عبد الحليم خدام الذي كان محافظا للقنيطرة خلال حرب عام 1967، سقوط هذه الهضبة الاستراتيجية قبل سقوطها بثلاثة أيام وبالطبع فإنه قد كانت هناك بعض المناوشات التي بقيت تقتضيها الألاعيب السياسية ولاتزال.

وهنا فإن المعروف، إلّا لمن لا يريد أن يعرف، أنّ إيران حتى بعد ثورة عام 1979 وتحديدا بعد اندلاع حربها مع العراق، أي حرب الثمانية أعوام، كانت قد انعشت علاقات الشاه السابق محمد رضا بهلوي مع إسرائيل وحصلت على أسلحة إسرائيلية وهذا مؤكد ومعروف ولم ينكره حتى الإسرائيليون انفسهم وأيضاً لم ينكره الإيرانيون الذين كانت «فتاويهم»جاهزة لتبرير ما قاموا به وحيث في تلك الفترة المتقدمة كان تعتبرهذا من المحرمات إسلامياً وأخلاقياً.

المعروف أنه كانت قد اعترضت العلاقات الروسية الاسرائيلية الوطيدة والاستراتيجية أزمة يبدو أنها مؤقتة بعد إسقاط الطائرة الروسية التي قتل فيها خمسة عشر ضابطاً روسياً فوق شواطىء اللاذقية والدليل هو أن الروس من أجل إرضاء الإسرائيليين ومن أجل إعادة صياغة تكتّلات وتمحورات هذه المنطقة قد بادروا إلى المزيد من التقريب بين طهران وتل أبيب ويقيناً أن الإيرانيين الذين كانوا ينتظرون هذه المبادرة على احرِّ من الجمر هم الأكثر سعادة بهذه الخطوة وبهذا التحول نظراً لأنهم باتوا يعيشون مأزقاً حقيقياً بسبب تردّي أوضاعهم الداخلية وبسبب ازدياد الضغط عليهم من قبل الولايات المتحدة الأميركية.

وعليه فإنه غير مستبعد أن ينجح الروس في هذه الخطوة فالإيرانيون الذين أصبحوا معلقين من رموش عيونهم داخلياً وخارجياً وعلى الأصعدة كلها همْ الأكثر سعادة بهذه المبادرة الروسية والاسرائيليون الذين باتوا يشعرون بأن هناك بعض التحول في مواقف هذه الإدارة الأميركية تجاه الصراع في الشرق الأوسط قد وجدوا وبالتأكيد في هذا العرض الروسي ما يمكن استخدامه لإعادة الأميركيين الى ما كانوا عليه ولإجبار دونالد ترمب على العودة إلى مواقفه السابقة والتراجع عن تأييده لحل الدوليتن.

gnews

أحدث الأخبار

الأكثر مشاهدة