الجمعة 2024-12-13 12:29 م

الشبح!

07:12 ص

رغم مرور نحو ثلاثة أشهر على «عزل» الرئيس المصري المنتخب الدكتور محمد مرسي إلا أنه لم يزل الحاضر الغائب في المشهد المصري، وإلى حد ما في المشهد العربي أيضا، ولم يزل «شبحه» مخيما على الحدث، بل ربما يكون تحول إلى ما يشبه الكابوس الذي يزور من أرعبهم ظهوره ليس كشخص طبعا بل كحالة، وقد عجبت هذا الصباح حينما قرأت على صفحة الكاتب الصحفي الفلسطيني صالح النعامي على فيسبوك ما يفيد أن «مرسي» لم يزل يزور نتنياهو في المنام، حين كتب: هل هناك شك بطبيعة ما حدث في مصر....للتو، التلفزيون الإسرائيلي: نتنياهو سيستغل وجوده في الأمم المتحدة لاقناع دول العالم بدعم غير متحفظ للانقلاب والتحذير من تبعات فشله، وحسب مراسل التلفزيون في نيويورك فإن نتنياهو سيصحب معه مواد استخبارية تدلل على خطورة حكم مرسي....ببساطة حكومة نتنياهو تعمل كمؤسسة علاقات عامة لحشد الدعم الدولي للانقلاب!

هذا ما يكتبه الصديق صالح، أما ما يكتبه شعب مصر على الأرض، فهو يعزز كوابيس نتنياهو الذي لا يقول ما يقول اعتمادا على أوهام أو تخيلات، فلديه من يرصد ويرقب دبيب النمل في مصر، من أجهزة وجواسيس، وهم ولا شك يقولون له ما حقيقة الوضع على الأرض، يوم الجمعة الماضي كان يوما مشهودا في مصر، مثلما أرعب نتنياهو وغيره، أدخل السرور إلى نفسي، بكلمات عسكري محنك ووطني، يرسم العميد متقاعد / صفوت الزيات، بكلمات موحية وموجزة ذلك المشهد، فيقول على شاشة التلفزيون.. إذا أردنا أن نلخص مشهد تظاهرات اليوم (الجمعة) وعدد المسيرات وعدد المحافظات فسندرك أننا أمام حشود غير مسبوقه وتحرك غير عشوائى واختيار منظم لاماكن التجمع واختيار الطرق، الخريطه تتسع وتتزايد رقعتها وتشهد قدرة عالية على عودة التنظيم الجماعى لقادة التظاهرات والتنسيق الواضح فيما بين المسيرات وبعضها، شاهدنا بأم أعيننا عشرات الآلاف يحيطون بالكلية الحربية ومثلهم عند قصر القبة ومحيط رابعة العدوية وأماكن أخرى كثيرة في القاهرة والجيزة وحدهما، ورأينا اليوم ثمرة التنسيق الجماعى لطلبة الجامعات وحضورهم كان بارازا وهو ما أثر في الأعداد التى قفز مؤشرها ليصبح كما كان قبل مقتلة رابعة وفض الاعتصام، أستطيع أن أقول أن المنحى بدأ يتخذ شكل الثوره الايجابي ويتبلور في قدرة عالية على التنظيم وهذا ما سيجعل كثيرا من الامور تتغير لان الجمعة القادمة ستكون اكثر حشد وأعدادا واكثر تنظيما وهذا كله يسبق يوم 6 اكتوبر الذي سيجبر العالم كله على الانتباه لمصر وستتغير الأولويات على موائد السياسيين بل وستجبر دولة مثل امريكا على العودة الى صيغة ان ما جرى كان انقلابا وما شابه، أشيد بكل مصري رفض أن يحمل السلاح وكظم غيظه من تصرفات بعض قادة الانقلاب وأدعوهم الى التمسك بالسلمية مهما حاولوا توريطهم فالصبر صبر ساعة لأني أرى أن هدم المساجد وإحراقها بل قصفها أمر لا يرضى عنه أغلب قادة الجيش المصري وصدقنى إن التظاهرات الحاشدة واستمرار الثورة هو الأمر الذي يريده أغلب قادة الجيش لأنهم مصريون يحلمون كما الجميع بتطهير مؤسسة العسكر من الفساد!
ألا يحق لنتنياهو من بعد هذا المشهد أن يحلم بما يحلم به؟
طبعا لا يمكن لحد أن يتنبأ ماذا سيحدث على وجه التحديد في مصر، لكن ما هو مؤكد أن الانقلاب لم يتم ما يريد أن ينجزه، وربما لا يتسنى له هذا، ليس بسبب وجود الإخوان في الشارع فقط، بل لأن العسكر يصنعون كل يوم أعدادا جديدة، وإن استمروا فيما يفعلون فلن يجدوا من يطبل ويزمر لهم إلا إعلام الإنقلاب، الذي بدأ يتحول إلى مادة أثيرة في نكات الشعب المصري!


gnews

أحدث الأخبار

الأكثر مشاهدة