الجمعة 2024-12-13 13:19 م

الشتائم البذيئة في الشارع .. شتم الأم والأخت تحية وفكاهة .. !

01:22 م

الوكيل - علي عبيدات - صعق أحد المغتربين عن الأردن (عامر أنور 45 عاما) عندما مشى في شوارع العاصمة عمان بسبب سيل الشتائم الجارف الذي تلفظ به أحد الشبان موجها تلك الشتائم لصديقه الذي استقبل تلك الشتائم بصدر رحب وابتسامة عريضة.

وقال عامر أنه توقع مشاجرة عنيفة ستنشب بين الصديقين بعد تلك الشتائم لكن تفاجئ بالعناق والترحيب الذي أبداه كل منهما كأن شيئاً لم يكن.

أما تسنيم عمر الطالبة في احدى الجامعات فقد وصفت احد شوارع الجامعة الداخلية بالسوق الشعبي لأن الشتائم هناك لا تدل على أننا في صرح علمي بسبب بشاعة تلك المفردات المستخدمة، وقالت أن هذا نتاج للتربية السيئة التي تربى عليها أولئك الشبان.

تستخدم هذه العبارات في مناطق مختلفة في الأردن وصار البعض يقولها ضمن سياق أي حديث وفي أي مكان (وسائل النقل، الجامعة، المدارس، الشارع، الأسواق)، وعلق أحد باعة القهوة السائلة المنتشرة على دوار المدينة الرياضية أن هذه الشتائم لا يقصد بها الإهانة بل هي نوع من التحبب بين الصديقين ودليل على أن صداقتهم عميقة ولا حوجز بينهما، وعلى حد قوله (الشرف واحد وما في فرق بينا).

وتلخص تلك الشتائم في العرض والشرف، كشتيمة الأم التي انجبت والأخت الواجب صونها والحفاظ عليها والأب الذي يكد ويتعب ليطعم من يسبب له الشتيمة كل لحظة.

وقال الباحث الأردني محمد خضر معلقاً على موضوع: لو اردنا تفكيك الشتائم ومعرفة مصدرها من ناحية علم النفس الفرويدي لقلنا ببساطة انها محاولة الفرد المكبوت تفريغ كبته من المسبب الذي سبب له الكبت. وهناك عدة طرق لتفريغ الكبت :منها التفريغ المباشر في مسبب الكبت، والتفريغ في رمز يعود لمسبب الكبت، ومنها التفريغ اللفظي ومنها الشتائم، ولماذا تنتج الشتائم:عندما يكون المكبوت غير قادرعلى تفريغ كبته في مسبب الكبت لعدم قدرته على ذلك يتجه الى احد رموزه، وان لم يجد يتجه الى التفريغ اللفظي فمثلا الشعب الفقير كثير البطالة ، من هو مسبب كبته؟.

وأضاف الباحث، هنا بدأنا نشعر جيدا بتبعاتها علينا واصبحنا مكبوتين ولذلك لابد كحالة نفسية ان نفرغ كبتنا، فبمن نفرغ؟ وهنا تبدأ الشتائم على اي شخص كرد فعل على الحالة الصعبة لما حولنا ،ومع مرور الوقت تصبح اشبه بالعادة اليومية.أما الحل؟ ما من حل واحد دقيق ومعقول ، غير توجيه الاهتمام نحو الافضل ، فما هو الافضل؟ ايضا لا نعرف ، فهو متغير من شخص الى اخر ، منهم من وجد الحشيش احد طرق الممتازة ليرتاح ، ومنهم من وضع نصب اهتمامه بالدراسة ، ومنهم من يحلم بوظيفة...الحال الى مزيد من الصعوبة ... لا نستطيع التنبؤ بما سيؤول اليه الامر ، فالحسم لسياق الاحداث.



تصدى قانون العقوبات الأردني لهذه الظاهرة ونصت المادة 358 من قانون العقوبات الاردني ( كل من ذم أخر باحدى الصور المبينة في المادة (188) يعاقب بالحبس من شهر الى سنة) وبالعودة الى المادة 188 من قانون العقوبات المشار اليها نجد انها تعرف الذم والقدح بالتالي:

* الذم: هو إسناد مادة معينة الى شخص ولو في معرض الشك والاستفهام من شأنها أن تنال من شرفه وكرامته او تعرضه إلى بغض الناس واحتقارهم سواء أكانت تلك المادة جريمة تستلزم العقاب أم لا.

* القدْح : هو الاعتداء على كرامة الغير أو شرفه أو اعتباره ولو في معرض الشك والاستفهام من دون بيان مادة معينة.

* التحقير: هو كل تحقير او سبب غير الذم والقدح يوجه للمعتدي عليه وجها لوجه بالكلام او الحركات ولقد اشارت المادة 364 من قانون العقوبات بانه (تتوقف دعاوي الذم والقدح والتحقير على اتخاذ المعتدى عليه المدعي صفة المدعي الشخص).


ويبقى السؤال المهم في هذه الصدد: ماذا لو طبق القانون على كل من يشتم ويجعل من الشتيمة سلعة رائجة بين الناس؟ والأهم من تطبيق القانون على من اخترقه هو التوعية والوقاية من تلك الشتائم عبر محاربتها قبل حدوثها من خلال المؤسسات التربوية والتعليمية كالمراكز والمعاهد والجامعات وجمعيات العمل العام.








gnews

أحدث الأخبار

الأكثر مشاهدة