.. نائب اسرائيلي قدم مقترحاً الى الكنيست كائناً ما يكون المقترح، فلماذا تثور عندنا هذه الضجة، خاصة وان اقتراحاً مماثلاً تم شطبه قبل اسبوع؟
نقدّر للسادة النواب حرصهم على الاقصى، لكن اعطاء موضوع صغير لمقترح نائب واحد، وليس كتلة في الكنيست، كل هذا الوقت في مجلسنا النيابي، يشكل مضيعة للجهد، ويحمّل قناعات الرأي العام المزيد من الضغوط.
فالذهاب في ردّة الفعل الاردنية الى الطلب بالغاء معاهدة السلام قضية خلافية لكن اخطر ما في الطلب انه يلغي مادة الرعاية الاردنية للاقصى، أي انه يذهب الى الاتجاه المعاكس، فهذه الرعاية تحققت بالمعاهدة، وليس بتحرير الاقصى والحروب، واذا كان المطلوب ان نوسع الاسرائيليين شتماً ونودي نحن بالابل، فإن قياس الربح والخسارة يصبح حالة خطابية.. ليس غير.
هناك من يعتقد ان الغضبة الكلامية في مجلسنا النيابي هي التي أدت الى سحب الموضوع في الكنيست.. في المرّة السابقة، وهذا اعتقاد غير صحيح، فالحكومة، ورئاسة الكنيست هي التي اوقفت النقاش، لأن الموضوع يتعلق بما هو اخطر من اعلان السيادة الاسرائيلية على المسجد ومقدسات القدس، ونتنياهو ذاته حاول مد يده الى مواطن فلسطيني في عمان هو خالد مشعل، فدفع الثمن غالياً، لأن قضايا الحرب والسلام لا يقررها ضابط مخابرات ابله، او نائب في الكنيست يعيش على ارض الفلسطينيين في مستوطنة غير مشروعة!!.
نتمنى ان نرصّ مواقفنا الوطنية من قضايا نعرف كيف نتعامل معها بندية وقوة، فالخطابات الحارة–وهي اكيد مخلصة وصادقة–لا تؤثر كثيراً على الحقائق السياسية، ومشروع النائب الاسرائيلي يشكك في السيادة الاسرائيلية على القدس اكثر مما يؤصلها، وهنا ذكاء الراحل الحسين حين جعل من الاماكن المقدسة في القدس جزءاً من المعاهدة، لأنها تخلخل الاحتلال وتوحيد القدس والسيادة عليها.
وهنا ايضاً تأتي استجابة اسحق رابين الذي دفع حياته ثمناً لها على يد متطرف مجنون، لكن الجريمة ومثلها نجاح اليمين المتطرف في السيطرة على الحكومة لم تستطع كلها تغيير شيء في واقع الرعاية الاردنية لاقداس القدس، وعلينا ان نتذكر تدخل الحسين في قضية الحرم الابراهيمي في الخليل، والاجراءات الناتجة عن هذا التدخل، وهي اجراءات اضعفتها مواقف حزبية فلسطينية، اعطت لجنون الاستيطان فرصا لم تكن لتصل اليها لو سارت الامور كما كان مقرراً لها.
يقبل الاردن اعباء القتال وحيداً في معركة الارض ومصير الشعب الفلسطيني، ويقبل حتى المزايدة عليه، لكن هناك ما يغثي النفس.. كما اسمعنا إياها كلام عبدالله الثاني العاتب المشفق.
-
أخبار متعلقة
-
أفضل سيارات مازدا في استهلاك البنزين لعام 2018
-
الفاخوري يعلن تبرع بنك الأردن بمليون دينار أردني لصندوق "همة وطن"
-
توفيق فاخوري يدعم صندوق "همة وطن" بمبلغ نصف مليون دينار أردني
-
شاهد لحظة سقوط الطائرة الأوكرانية بعد اشتعالها في الهواء
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر – فيديو وصور
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر
-
بـرنامـج الـوكـيـل فـي إجـازة سـنـوية
-
حفرة امتصاصية في جرش .. خطرٌ يُهدد المواطنين و يُضر السياحة | فيديو