الأربعاء 2024-12-11 15:47 م

الصفدي يؤكد على ضرورة إنهاء المأساة السورية - فيديو

10:00 ص

قال وزير الخارجية وشؤون المغتربين أيمن الصفدي، إن 'جامعتنا العربية هي إطار عملنا الجماعي الوحيد وهي قوية قادرة على العطاء إن أردناها قوية، وستبقى ضعيفة لا تحظى بثقة شعوبنا إن لم نعتمد التفكير والتخطيط والعمل المشترك، ليكون سبيلنا لوقف الانزلاق في غياهب الأزمات والصراعات والانقسامات'.

وأضاف في كلمته خلال الجلسة الافتتاحية لاجتماع وزراء الخارجية العرب التحضيري لمجلس جامعة الدول العربية على مستوى القمة العربية الـ29،في الرياض، 'قمة عربية جديدة في زمن عربي صعب، تحديات تتفاقم، ومخاطر تتعاظم، وشعوبنا تتابع اجتماعاتنا بثقة تتراجع بقدرة نظامنا العربي مواجهتها، ولهذا التراجع ما يبرره، مؤكدا ضرورة الاستدراك بعودة الرمق إلى عملنا العربي المشترك'.


ودعا في كلمته لعمل عربي ينهي الاحتلال، ويوقف الحروب الأهلية وتبعاتها الكارثية، والتصدى للقهر والفقر، ومواجهة الجهل والظلامية، لأن العالم العربي يدفع ثمن هذا الراهن القاسي، فدول عربية تتفكك وتستحيل ساحاتٍ للقتل وللهيمنة وللتدخلات الخارجية، وشعوب عربية تتشرد، وشباب عربي يفقد الأمل، وجهل ظلامي يتسلل عبر اليأس والعوز وغياب الآفاق السياسية والاقتصادية والاجتماعية'.

وفي بداية كلمته عبر الصفدي عن أحر التعازي لوزير الخارجية الجزائري عبد القادر مساهل، وللشعب الجزائري، بضحايا حادث الطائرة المأساوي ، متضرعا لله أن يرحم الضحايا ويلهم ذويهم الصبر والسلوان.

كما أعرب عن الشكر لخادم الحرمين الشريفين، وللحكومة والشعب السعودي على استضافة الاجتماع، معربا عن إدانة الأردن للاعتداء الصاروخي على المملكة العربية السعودية ، معتبرا هذا العمل عدوانا غاشما مرفوضا، مؤكدا الوقوف الى جانب السعودية بكل الإمكانيات، وأن أمن السعودية هو أمن الأردن.

وقال إن القمة العربية تأتي في زمن عربي صعب، يواجه فيه العرب تحديات تتفاقم، ومخاطر تتعاظم، وشعوبنا تتابع اجتماعات القمة بثقة تتراجع، حول قدرة النظام العربي على مواجهتها، مشيرا إلى أن هذا التراجع له ما يبرره، ولكبحه، وبسبب الآثار الدمارية لتعمق الأزمات وتوسعها، لا بد أن نستدرك، وأن نعيد الرمق إلى عملنا العربي المشترك.

وأكد أن الجامعة العربية هي إطار عملنا الجماعي الوحيد، وهي قوية قادرة على العطاء إن أردناها قوية، وستبقى ضعيفة لا تحظى بثقة شعوبنا ما لم نعتمد التفكير المشترك، والتخطيط المشترك، والعمل المشترك سبيلنا لوقف الانزلاق في غياهب الأزمات والصراعات والانقسامات.

وأكد ضرورة عمل عربي مشترك لإنهاء الاحتلال، ووقف الحروب الأهلية وتبعاتها الكارثية، والتصدى للقهر والفقر، ومواجهة الجهل والظلامية، لأن العرب من سيدفع ثمن هذا الراهن القاسي، فدول عربية تتفكك وتستحيل ساحاتٍ للقتل وللهيمنة وللتدخلات الخارجية، شعوب عربية تتشرد، شباب عربي يفقد الأمل، وجهل ظلامي يتسلل عبر اليأس والعوز وغياب الآفاق السياسية والاقتصادية والاجتماعية.

وقال إن جلالة الملك عبدالله الثاني افتتح القمة العربية 28 التي تشرفت المملكة برئاستها بالتأكيد على حتمية أخذنا زمام المبادرة لوضع حلول تاريخية، لتحديات متجذرة، حيث أن التحديات مشتركة، ولا بد أن تكون الحلول مشتركة، فالحاجة لذلك اليوم أعظم مما كانته أبدا، فآفاق حل قضيتنا المركزية الأولى تضيق، ويوغل الاحتلال في ممارساته اللاشرعية فيقوض حل الدولتين، الذي أجمعنا والعالم عليه سبيلا وحيدا لتحقيق السلام الدائم والشامل، وإسرائيل بذلك تهدد الأمن والسلم في المنطقة والعالم. وأكد الصفدي أن السلام خيارنا العربي الاستراتيجي، وسنقوم بدورنا كاملا لتحقيقه. لكن طريقه بينة أعلناها واضحة في مبادرة السلام العربية، إنهاء الاحتلال وقيام الدولة الفلسطينية المستقلة، وعاصمتها القدس على خطوط الرابع من حزيران 1967، تلك هي طريق السلام الوحيدة، وغيرها لن يؤدي إلا إلى تأجيج الصراع.

كما أكد أن القدس الشريف، كما لم ينفك يؤكد الوصي على مقدساتها الإسلامية والمسيحية، جلالة الملك عبدالله الثاني خط أحمر، وهي عاصمة الدولة الفلسطينية المستقلة. ونريد القدس المقدسة عند أتباع الديانات السماوية الثلاثة، عند المسلمين والمسيحيين واليهود، رمزا للسلام لا ساحة للقهر. هكذا تكون في ظل سلام دائم، على أساس حل الدولتين، الذي يضمن دولة فلسطينية مستقلة تعيش بأمن وسلام إلى جانب دولة إسرائيل وفق قرارات الشرعية الدولية، ومبادرة السلام العربية.

وأوضح الصفدي ضرورة استعادة زمام المبادرة في جهود إنهاء المأساة السورية أيضا، فسورية جرح ينزف موتا ودمارا وخطرا علينا جميعا. لا حل عسكريا للأزمة، فلنكثف إذن جهودنا للتوصل لحل سياسي يكون لنا، نحن العرب الأكثر تأثرا بالأزمة وتبعاتها، الدور القيادي اللازم في تحقيقه. لا بد من أن نعمل على وقف القتال، وعلى دعم مسار جنيف للتوصل لحل سياسي على أساس القرار 2254، يحفظ وحدة سورية وتماسكها واستقلاليتها ويقبل به الشعب السوري الشقيق.

وأكد الحاجة لجهود التوصل لهذا الحل، وأن نأخذ الدور القيادي الفاعل في هذه الجهود، فلا يجوز أن تبقى دولة عربية رئيسة ساحة لصراعات الآخرين وأجنداتهم على حساب مصالح أهلها وحقهم في العيش الحر الكريم.

كما أكد أن الإرهاب عدونا المشترك ونقيض ثقافتنا وقيم السلام والمحبة واحترام الآخر التي يمثلها ديننا الإسلامي الحنيف. حققت حربنا المشتركة عليه إنجازات مهمة في العام الماضي، بتضحيات كبيرة نحييهم عليها، دحر أشقاؤنا العراقيون العصابات الداعشية فأنجزوا بذلك انتصارا لنا جميعا. وتراجعت سيطرة الإرهابيين المكانية في سورية، لكن الحرب ما تزال مشتعلة أمنيا وفكريا، وحسمها يتطلب شمولية في الطرح تقضي على الإرهاب حيث وجد، وتعري ظلاميته وضلاله عبر جميع المنابر. تضيق جحور تمدد الإرهاب حيث تتسع مساحات الحكم الرشيد والحرية والفكر المستنير وتتوفر الآفاق السياسية والاقتصادية والاجتماعية.

وأكد التزام الاردن بالمضي في هذه الحرب بشراكة كاملة مع الأشقاء ومع المجتمع الدولي حماية لأمننا المشترك ولقيمنا ولحقوق شعوبنا في العيش بأمن واستقرار.

وقال إن المملكة وعلى مدى رئاستها للقمة، استمرت في جهودها المستهدفة تفعيل العمل العربي المشترك خدمة لمصالحنا المشتركة وسعيا دؤوبا لتجاوز أزماتنا.

وبين أن تحركات جلالة الملك عبدالله الثاني لا تتوقف، وبالتنسيق مع القيادة الفلسطينية والأشقاء العرب، وبالعمل مع المجتمع الدولي، لإنصاف الأشقاء الفلسطينيين وتلبية حقهم في الحرية والدولة، مضيفا أن هذه الجهود والاتصالات ستستمر، مستهدفة حلا سياسيا في سورية، ونهاية للأزمة في اليمن على أساس القرار 2216 ووفق مخرجات مؤتمر الحوار الوطني والمبادرة الخليجية، وتوافقا وطنيا في ليبيا يضعها على طريق صلبة نحو مستقبل مستقر أفضل.

وقال لا نملك راهنا سوى العمل معا على تحسينه. تلك هي مسؤوليتنا إزاء الطفل الفلسطيني الذي يستحق حرية ومدرسة، إزاء الطفلة السورية المشردة على دروب اللجوء، إزاء الطفل اليمني الذي يستحق بيتا وعيادة، وإزاء شبابنا العربي المبدع الذي يريد أفقا للتميز والانجاز. وتمنى الصفدي في ختام كلمته للمملكة العربية السعودية الشقيقة التوفيق في رئاستها القمة التاسعة والعشرين، متطلعا لإدارتها دفة العمل العربي المشترك لما فيه مصلحة شعوبنا وأمتنا.

ودعا الصفدي وزير الخارجية السعودي عادل الجبير، لتسلم رئاسة القمة العربية الـ29.

وتقدم الجبير في كلمة له عقب ترؤسه الاجتماع، بجزيل الشكر للأردن، قيادة وحكومة وشعبا، على ما بذلته من جهود مخلصة في قيادة العمل العربي المشترك خلال رئاستها الدورة الثامنة والعشرين، مثلما شكر الأمين العام للجامعة؛ ولكافة منتسبيها على ما قاموا به من جهود لإنجاح أعمال الدورة.

وقال 'إنه يستمر تصدر القضية الفلسطينية قضية العرب الأولى لبنود جدول أعمال مجلس الجامعة على مستوى القمة، تعبيرا عن الموقف الثابت والداعم لحق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة على حدود الـ1967 وعاصمتها القدس الشرقية، كما نصت عليها القرارات الدولية، ومبادرة السلام العربية'.

واستنكر الجبير اعتراف الولايات المتحدة الأميركية بالقدس عاصمة لإسرائيل، مشيدا بالإجماع الدولي رفض هذه الخطوة التي تعيق الجهود الدولية الرامية لتحقيق إنهاء الصراع العربي الإسرائيلي.

بدوره، قال الأمين العام للجامعة أحمد أبو الغيط، إن أوضاع وأزمات خطرة تعيشها المنطقة، مكنت قوى دولية وإقليمية بصورة غير مسبوقة من التدخل في الشؤون العربية.

وأضاف أن استمرار حالات التفكك والتفتت في بعض الدول يلقي بظلاله على المشهد العربي في مجمله، بخاصة وأن الأزمات لا تعرف الحدود وإنما تمتد إلى بقية الدول على شكل إرهاب وفوضى، وإنما تمتد آثارها السلبية من دولة إلى أخرى في صورة مخاطر أمنية وتهديدات إرهابية، فضلاً عن تفاقم مشكلة اللاجئين التي تُمثل واحدة من أخطر الأزمات للدول المستضيفة، وعلى رأسها لبنان والأردن.

وكشف مبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى سورية ستيفن دي ميستورا في كلمة له، إلى أنه سيجرى تحقيق عاجل ومستقل بشأن ما حدث من هجمات كيماوية في سورية، مؤكدا أنه 'بغض النظر عن ما جاء في التقارير فأنه لا يمكن تجاهلها'. من جانبه؛ قدم المبعوث الأممي لليبيا غسان سلامة، إحاطة لوزراء الخارجية حول الأوضاع في ليبيا، مؤكدا حاجة ليبيا لدستور جديد وإن 'هناك نصا دستوريا وضعته الهيئة التأسيسية المنتخبة تم التوافق عليه، ولكنه بعد ذلك وجه بعدد من الدعاوى أمام القضاء'.

ورفع وزراء الخارجية العرب مشروع المقررات النهائية في ختام اجتماعهم إلى القمة العربية التاسعة والعشرين، التي تبدأ أعمالها الأحد المقبل في الظهران جنوبي مدينة الدمام السعودية.



- بترا


gnews

أحدث الأخبار

الأكثر مشاهدة