في عرسال اللبنانية صلى ابو مالك قائد جبهة النصرة في مسجدها، وعند انتهاء الصلاة هتف آلاف اللبنانيين واللاجئين السوريين: «ابو مالك فوت فوت بدنا نوصل لبيروت» .. وعرسال «مطوقة» بالجيش وكذلك طرابلس حيث خرج في نفس اليوم جماهير تهتف لداعش!!.
الناس عندنا تزور بيروت وتعود من بيروت، وقد حجز المئات من الاردنيين في فنادقها لقضاء عطلة العيد، وهم لا يعرفون حجم الاستيطان المذهبي الذي اوصل الناس الى «دعوة» ابي مالك من عرسال الى بيروت وطرابلس!!.
الذين يراقبون المشهد، بين استغاثة سنة لبنان بالنصرة وداعش، واندفاع شيعته في حرب «الارهابيين» السورية، يسأل ربما نفسه: لو كانت هناك حكومة قوية في السراي، أكان السني الخائف على حياته يطالب ابا مالك النصرة بالوصول الى بيروت؟. او كان الشيعي يحاول اقناع نفسه بأنه يفهم الاستراتيجية، ويخوض حرب الدفاع عن النفس.. في سوريا؟. او في العراق او حتى في صنعاء كما نسمع في الاخبار عن وصول حزب الله، والحرس الثوري الايراني الى العاصمة اليمنية ليدلوا «انصار الله» الزيديين كيف تسيطر طائفة الزيدية على اليمن كله؟؟.
الأساس هو الدولة القوية، التي تبعد الخوف عن حياة المواطن السني والشيعي والمسيحي والدرزي.. وتجعل من ولائه الطائفي أحاسيس تبقى تحت الجلد، ولا تخرج منه الى الحياة اليومية!!. والدولة القوية هي التي تخفف من الولاءات الصغيرة، وتنمي في المواطن ولاءه الوطني والقومي.
ونحن في الاردن – ولا تنقصنا الدولة القوية – نحول باسم الديمقراطية حينا، وباسم حقوق الانسان حينا آخر اضعاف هذه الدولة. واعطاء البلطجة السياسية فرصة اثارة مخاوف الناس. وما نسميه بالأمن الناعم انما هو خدعة نحاول بها تمرير اشياء ليست ذات قيمة، او تبرير الخوف من ممارسة المسؤولية.. في حين ان الديمقراطية او حقوق الانسان او الأمن الناعم لا علاقة لها بقوة الدولة، او سطوة الولاية..
فالقوة لا تعني عصى الشرطي، او بندقية الدركي انما هي اتخاذ القرار الصحيح، والوصول الى فكر الناس وتوجهاتهم الحقيقية، فدغدغة العواطف، والحك على جرب الامراض الاجتماعية، ليست هدف المسؤول الرصين القوي!!.
ضعف الدولة في لبنان أطلق همجية الخوف الطائفي من عقالها منذ اكثر من ثلث قرن. وضعفها في سوريا جعل منها مستنقعا مفتوحا للهوام والبعوض والضفادع، وفي العراق عاد العراقيون الى حرب علي ومعاوية.. واستحضروها في واقع لا علاقة له بالخليفتين المختلفين!!.
-اين صرنا ؟؟
ما هي مصلحة اناس في بلدنا من اضعاف الدولة.. وأي مكسب فيه؟!ِ.
-
أخبار متعلقة
-
أفضل سيارات مازدا في استهلاك البنزين لعام 2018
-
الفاخوري يعلن تبرع بنك الأردن بمليون دينار أردني لصندوق "همة وطن"
-
توفيق فاخوري يدعم صندوق "همة وطن" بمبلغ نصف مليون دينار أردني
-
شاهد لحظة سقوط الطائرة الأوكرانية بعد اشتعالها في الهواء
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر – فيديو وصور
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر
-
بـرنامـج الـوكـيـل فـي إجـازة سـنـوية
-
حفرة امتصاصية في جرش .. خطرٌ يُهدد المواطنين و يُضر السياحة | فيديو