الجمعة 2024-12-13 13:29 م

الطنطاوي في جرش «50» عاماً مع الخبز البلدي

01:02 ص

الوكيل - في جرش مدينة الآثار والعراقة .. نشتم رائحة طازجة للأرغفة الشعبية من فرن أبي محمد الطنطاوي .. ونتذكر أن الخبز هو من حبوب القمح رئيس المحاصيل الزراعية ,وحصن الأمن الغذائي لمعظم دول العالم, فالخبز والقمح رمزان لمعنى واحد يدل على الخير والرضا الإلهي منذ الأزل.. إنه عطاء الله.


و المدهش أن الخبز مهما اختلفت وسائل إعداده , يظل عاملاً مشتركاً لكل الجماعات البشرية في كل مكان وزمان , مهما تباعدت واختلفت بينهم أساليب طرق المعيشة .

وكان من العادات العربية الاجتماعية قديما - لكنها اختفت مع ظهور أفران الخبز الجاهز- أن يُشترط عند الزواج , أن تكون زوجة المستقبل عجّانة خبّازة !! لأن في هذا إستقرارا ونعيما لتلك الأسرة , إذن لم يكن من الغريب قديما أن تجد أمامك دعوى قضائية لدى امرأة فلاحيه مثلاً, مهددة بالطلاق من زوجها لأنها لا تجيد عجن وخبز أرغفة الطعام.

وفي جرش ذات الأنفاس القروية والمدنية , يقف الناس منذ سنوات طويلة مليئة بالمحبة والرضا لصاحب فرن قديم جداً قام على انشائة عبد المهدي الطنطاوي منذ «52» سنة ومازال حتى الآن يقدم مشهيات خبزه العربي الشهير لمئات زبائنه كل يوم , فهو يقوم منذ الصباح الباكر بإعداد فرنه للعجين والخبيز كي يستعد لتقديمه حارا طازجاً شهي النكهة والمذاق.

وفي شهر رمضان المبارك لا تختلف خطوات وأجواء العمل في هذا المخبز الجرشي سوى أن الإقبال الصباحي يكون نادراً لأن الناس صائمون..لكن يبدأ البعض منهم بشراء الخبز الطازج منذ فترة الظهر!! هروباً من أزمة شراء الخبز في فترة العصر وفترة ما قبل المغرب, حيث تكثر الطلبات هروباً من أزمة شراء الخبز في فترة العصر وفترة ما قبل المغرب حيث تكثر الطلبات والازدحام من الزبائن على أنواع خبز الطنطاوي.

وعند سؤال أبواب الرأي لأبي محمد الطنطاوي عن أنواع الخبز الذي ينتجه لزبائنه في نهارات شهر رمضان قال:

نخبز أرغفة المشروح(التنور)والأرغفة المنقوشة وخبز القمح وخبز الشراك الذي يتم خبزه على الصاج الحديدي.. وجميعها أنواع شعبية عربية من الخبز بعيداً عن الخبز الطازج الآلي المعروف.. فهناك حنين لهذه الأنواع اللذيذة من خبزنا العربي الشهيد وبالذات يكثر الإقبال بشده عليه من الصائمين في شهر الهدى والخيرات رمضان .

وقد أوضح لنا أبو محمد صاحب الخبرة الطويلة بعالم الخبز العربي قائلا:

إن من أكثر أنواع الخبز فائدة للجسم هو خبز القمح الذي يُصنع منه باقي أنواع الخبز العربي الأخرى كالمشروح والشراك والمنقوش (المرق)...الخ .

إما عن خبز التنور (المشروح)فهو معروف قديماً في بلاد الشام عموما ومنها الأردن وبلاد الرافدين أيضا - من وراء التنور تناوشني الرغيف.. يا رغيف الحلوة يكفيني سنة - .

إما خبز الصاج فهو في الأصل عادة بدوية عربية يقم من خلالها قلب الصاج المعدني ليصبح أشبه بالقبة الظاهرة إلى الأعلى أما التجويف فيكون من الأسفل ليحتوي حرارة النار الموقدة من الحطب والنتش وأغصان الشجر اليابسة... ليتم إنضاج رغيف الشراك أو المشروح بشكل سريع قابل للأكل في الحال في الأيام العادية.

وحول الحرارة العالية الصادرة من أفران خبيز الأرغفة مع حرارة الجو في هذا ( الصيف الرمضاني ) المميز !! قال الطنطاوي مستهيناً بالأمر: هذا الأمر بالنسبة لنا في مخبزنا شيء عادي جداً.. اعتاد العاملون وأنا منهم على تلك الأجواء الحارة الصادرة من الفرن ومن الجو رغم أننا نبدأ بالشغل في المخبز منذ الساعة التاسعة صباحا وحتى الساعة الثامنة مساء تقريباً , عند أذان المغرب موعد الإفطار الرمضاني. وأشار كذلك أن أكثر المشترين لأنواع خبزه هم من أهل جرش أولا ثم من الأخوة السوريين المقيمين فيها وكذالك بعض سكان القرى المجاورة لمدينة جرش وأيضا من المارين بسياراتهم الذاهبين إلى منطقة عجلون وعمان والزرقاء.

تاريخ الخبز

وفي أجواء الطحين والخبز والقمح نتذكر تاريخ صناعة الخبز بشكل عام حيث أن الخبز هو صنف عالمي من الغذاء يصنع بمزج جريش أو دقيق الحبوب أو الغلال أو غيرها من البذور بسائل الماء , ثم خبزها وقد يكون أول خبز صنعه الإنسان من ثمار شجرة الزان المجروشة بالمزج بالماء والتجفيف في الشمس!!.

وكان عمل الخبز صناعة منظمة بمصر القديمة وكانت الغلال تطحن وتمزج بالماء ويضاف إليها الخميرة من معجونة الخبز, وُيصنع نوع من الخبز بغير الخميرة كخبز عيد الفصح وقد وقعت اضطرابات تاريخية عديدة بسبب الخبرة أدت إلى إخضاع صنعه للوائح تحرم الغش وتنظم الوزن والثمن, وبعد أن كان الخبز يصنع بالمنازل والمخابز الصغيرة, أصبح صناعة ضخمة بمعدات وآلات تدار على أسس علمية.

وتُنتج المخابز في البلاد الغربية الخبز بالخميرة المصنوع من دقيق القمح , إما منخولاً أبيض, أو كاملاً غير منخول (خبز القمح الكامل أو الأسمر).

واللبن يحسن طعم الخبز وقيمته الغذائية , وفي عملية العجين المباشر تضم جميع العناصر معاً في وقت واحد إما في طريقة العجين الأسفنجية فيمزج جزء من الدقيق بسائل الخميرة ويترك حتى يختمر ثم تضاف إليه العناصر الباقية.

ويوصى علماء الأغذية باستعمال خبز القمح الكامل الذي يزود الآكلين بالفيتامين «ب»والعناصر الغذائية المفيدة.

وان كانوا يحذرون من خشونة النخالة التي لا تحتملها بعض الأجهزة الهضمية وقد أدى نقص الغلال في الحرب العالمية الثانية إلى إضافة عدة مواد منها الحديد إلى الخبز الأبيض وأحيانا بجوامد اللبن وفيتامين»د» وأنواع الدقيق الأخرى المستعملة لصنع الخبز وحدها أو مع دقيق القمح هي : الشيلم والشعير والذرة الصيفية والدخن و البطاطا و الأرز وفول الصويا .



الراي


gnews

أحدث الأخبار

الأكثر مشاهدة