الأحد 2024-12-15 02:36 ص

العالم الإسلامي أختار الخضوع ولم يُجبر عليه

04:10 م

زيد فهيم العطاري

منذ قرون بدأ العالم الإسلامي بالتراجع منذ أبتعد أهلُ هذا العالم عن دينهم ولكن وقبل عقود بدأنا نسمعُ الأسباب والحجج التي تبرر تراجع العالم الإسلامي ولكن هذه الحُجج ذاتها التي بذل الساسةُ جهوداً مُضنية لإقناع الشعوب بها هي ذاتها من أثبت أرتضاء العالم الإسلامي بالخضوع فهو أختار ذلك طواعيةً ليس كرهاً أو لإن المتغيرات الدولية حكمت بذلك.


بدايةً من فلسطين أعدل قضايا الكوكب منذُ عشرات السنين والعرب والمسلمين يراقبون ضياع أرض فلسطين شبراً بعد الأخر دون أن يكون هناك أي ردة فعل تليقُ بما يجري من فعل, يخرج البعض فيقول أن الغرب واليهود هو الأقوى وأن استقرار المنطقة يرتأي التصرف بحكمة وأن الحل السياسي هو السبيل فلا قدرة لنا الأن على مقارعة اليهود عسكرياً فإسرائيل أصبحت أمراً واقعاً ويكفي ما حدث في حروب الماضي, لو سلمنا بصحة ذلك وقلنا بإن الحرب لإستعادة فلسطين هي ضربٌ من الخيال مع أن الجميع يعلم بإن ما أخِذ بالقوة لا يُستردُ إلا بالقوة, لنطوي الأن صفحة فلسطين أولى علامات التراجع العربي والإسلامي.

سورية دولةٌ عربيةٌ اسلاميةٌ تعيش تحت وطأة عنف من يحكمها ويتدخل الجميع بمصير أهلها دولٌ غربية وأخرى إسلامية ولكن ورغم أن الأزمة في سورية كان من الممكن أن تُسوى تحت مظلة العرب والمسلمين إلا ان كل طرف من أطراف الأزمة ذهب ليطلب العون من الخارج لتتحول الكرة فيما بعد إلى ملعب المجتمع الدولي ولتعود الدول العربية والإسلامية لذات الذريعة وهي أن المجتمع الدولي منقسمٌ بقواه العظمى ولا طاقة للدول الإسلامية عامةً والعربية خاصةً على مقارعة هذه القوى. فهناك مصالح مع القوى العظمى وليس من السهل الإضرار بها إذن عدنا إلى ذات السبب الذي لإجله تعاني فلسطين وشعبها ولنُسلم ايضاً بمنطقيته فكلمة لو لم تعد تُجدي.
هناك ايضاً العراق وهناك ايضاً ليبيا وغيرها من الدول التي اصبحت حسابات العرب والمسلمين فيها مرتبطةً بالقوى العظمى والسبب بالطبع هو المصالح المشتركة واستقرار منطقة الشرق الأوسط والأمن والسلم الدوليين الذي تفتقر له المنطقة اليوم, لو أفترضنا بإن ما تشهده الدول الأنفة الذكر أمرٌ لا طاقة للدول العربية والإسلامية على التفرد به وتقرير مصيره فهناك متغيرات وعناصر دولية تدخل في صلب قضايا وأزمات هذه الدول فماذا عن مسلمي بورما الذين يتعرضون لحرب إبادةٍ جماعية على يد الجماعات البوذية في بورما او ما يُعرف بميانمار هذه الإبادة التي تشتد يوماً بعد يوم ومنذ عقود إلى ان وصلت بها البشاعة إلى ما نراه اليوم, ويبقى السؤال الذي ليس له إجابه لماذا السكوت عن المجازر التي يتعرض لها المسلمون هل هناك مصالح مشتركة مع ميانمار أم ان هناك عوامل ومتغيرات دولية تحُول دون القدرة على الأتيان بأي خطوة لإنهاء معاناة المسلمين, كما هو الحال في فلسطين وسورية وغيرها ؟؟, أن هذا التساؤل يوضح بإن التراخي والتقاعص من جانب العالم الإسلامي يكون في كثير من الحالات غير مُبرر ولا تفرضه المتغيرات الدولية بل أنه بمحض إرادته,
وفي نهاية المطاف لابد من التذكير بما قاله أمير المؤمنين عمر بن الخطاب فقد قال' نحن قوم أعزنا الله بالإسلام فإذا أبتغنيا العزة بغيره أذلنا الله ' لذلك فإن عودة الفوة والعزة للعالم الإسلامي تقتضي العودة لدين الله ونصرة المسلمين المستضعفين في مشارق الأرض ومغاربها.


زيد فهيم العطاري
0796771138

zaid_omar@live.com


gnews

أحدث الأخبار

الأكثر مشاهدة