الإثنين 2024-12-16 02:39 ص

العصى لمن عصى

12:36 م

عمرو الطهراوي -إتخذ مجلس النواب حزمة من القرارات الصارمة بحق نفسه وحق المسيء من أعضائه للمجلس وللشعب ولهيبة الدولة، قرارات من شأنها ضبط سلوك السادة النواب تحت القبة تحسباً لما هو قادم، خوفاً من شعب ضاج من تكرار سلوكيات نواب يطلب منهم الكثير لتخطي مرحلة الاصلاح الديمقراطي المنشود وتجنباً لصبرٍ ملكي بدأ بالنفاذ.

العصى لمن عصى شعار تبناه المجلس في الاونة الاخيرة بعد ان تكررت مهزلات مجلسه الموقر، واصبح نوابه يتراقصو على صفيح ساخن، فالشعب الذي غسل يده من هذا المجلس الذي يعد الاعنف بين المجالس المنتخبة اذا كان العنف مقياساً لأداء مجالس النواب، اصبح لامفر عليهم من ان يأتو على انفسهم قليلاً ويتخذوا قرارات لكي يبنجو الشعب قليلاً عن افعالهم المشينة، وكما قال احد السادة النواب ' وجع ساعة ولاكل ساعة'
فصل نائب وتعليق عضوية اخر، رسالة ملكية شديدة اللهجة تعبر عن غضب ملكي وصبر بدأ بالنفاذ، وعود جلالته للنواب سابقاً بأن هذا المجلس لن يحل طمئنتهم قليلاً، إلا ان تكرار حوادث مؤسفة من شئنها زعزعة صورة الاردن خارجياً ومسيئة لهذا الوطن لن تواني جلالته على وضع حد لمثل هذه المهزلات التي باتت تتكرر وباتت تعكس ضعف ديمقراطي وجهل سياسي للعديد من السادة النواب، وهيك مضبطة بدها هيك ختم.
بعد ان شعر النواب بأن مصيرهم بات مجهولاً وان الترويحة اصبحت قريبة، وبعد ان استشبعوا من القرارات التي تخص رفاهيتهم كقانون الجوازات والتقاعد، شرعوا بإصلاح القانون الداخلي للحد من ظواهر باتت متكررة ' كالشتائم المتكررة، وظهور الاسلحة النارية، وتطاير الاحذية، وشلح الاحزمة، واطلاع العيارات النارية، والتهجم بالايدي'، والتي لايمكن ان ترى مثلها الا في الشوارع لاتحت قبة البرلمان، وبعد ظهور مسميات شعبية جديدة لنائب غير الاسم الادبي المتعارف عليه سعادة النائب فأصبحان نسمع بـ ' سعادة النائبكوف: النائب الحامل للكلاشين كوف'، و ' سعادة النائبجي: النائب الذي يخلع حذائه'، والنائبكنغ: النائب المحترف للكيك بوكسنغ'، وغيرها الكثير، وبعد ان تصدرت اخبار النواب الاردنين صفحات ابرز المواقع العالمية كالواشنطن بوست والديلي نيوز والحياة والشرق الاوسط، كان لابد للنواب من تحمل اوجاعهم ساعة لكي لايذوقو اوجاع ساعات.
في ضمائر وقلوب النواب تتردد مقولة 'ألف قلبة ولاهالغلبة'، فبعد ان تراقصت ارجلهم وتسارعت دقات قلوبهم وتلعثمت كلامتهم، خوفاً من قرار ملكي يعيد بهم الي بيوتهم، خصوصاً وان العديد منهم لم يسد ثمن الأصوات التي دفعها ولا الخراف التي ذبحها، كان لابد من ان يتجرعو الصمت وان يضبطو النفس للحفاظ على ماء وجههم، 'والغرقان مايهمو البلل'.
من ابرز المظاهر التي سنشاهدها في جلسات الخوف النيابي، كثرة استعمال النواب للواتس اب فيما بينهم ومن لا يجيدها سيستخدم الحمام الزاجل في مراسلة زملائه، وقد يحمل بعضهم فرود الخرز، ويتسلح غيرهم بالشباري.
وكما كان جلالة الملك هو الخط الاول والاخير في الدفاع عن مصلحة الوطن، والحفاظ على كرامة هذا الوطن وسمعته الطيبة سيكون جلالته الراصد لكل تحركات النواب القادمة ولن يكون هناك اي تسامح مع اي حادثة تعكر صفو الاصلاح الديمقراطي الذي يتبناه جلالته.


gnews

أحدث الأخبار

الأكثر مشاهدة