الخميس 2024-12-12 02:18 ص

العيد بلبنان .. لا زينة ولا حركة شرائية وسط يأس سياسي

01:15 م

الوكيل - يحل عيد الأضحى خجولاً هذه السنة على شوارع بيروت ومحالها التي تشهد حركة أقل من عادية، نتيجة الانقسام الداخلي الذي يعيشه البلد والأزمات الخارجية التي زُج فيها.

اللبنانيون يستقبلون العيد بجيوب فارغة، والسوريون بأمل السلام القريب، أما التجار فيدفعون ثمن التوتر السياسي في البلد والجوار.
حتى الزينة اختفت من شوارع لبنان.. وفي أسواق بيروت وشوارعها الحركة خفيفة، يتوقف المارة أمام واجهات المحال المضيئة يتأملون ما بداخلها لدقائق، لكن قليلين منهم فقط يبادر بالدخول للشراء.
إلا أن زحمة السير المعهودة في بيروت بقيت على حالها.. يضاف إليها وجود سوري كثيف في بعض المناطق، كشارع الحمرا الذي بات مقصدا للعائلات السورية الميسورة الحال والتي لجأت من دمشق.
شوارع بيروت، والتي كانت تزدحم بالسياح الخليجيين في العيد، باتت تفتقدهم، خاصة بعد أن حذرت أكثر من دولة خليجية رعاياها من التوجه إلى لبنان بسبب تدهور الأوضاع الأمنية فيه.
وحلت محل السيارات باللوحات 'الخليجية'، التي اعتاد اللبنانيون على مشاهدتها، السيارات بلوحات 'دمشق' و 'حمص' و'اللاذقية'.. ومع ذلك يشكو أصحاب محلات الأحذية والثياب من قلة البيع.
وجالت 'العربية' في شوارع بيروت لتلتقي بناسها وتسألهم عن العيد.. رضا الشامي (42 عاما) يتابع في محله أحد المسلسلات التركية بانتظار الزبائن و'الفرج' على حد تعبيره.. هو الذي يقدم حسم 50% على بضاعته عله يجذب زبائن أكثر.
ويحمل رضا الطاقم السياسي مسؤولية الوضع المتدهور ويطالب بتشكيل الحكومة اللبنانية في أقرب وقت ممكن.
أما منال حلاوي، وهي أم لثلاثة أولاد، فتشكو سوء الحال وقلة الحيلة، فهي وفي هذا العيد لم تتمكن إلا من شراء الضروريات: ثياب جديدة لصغيرها فقط 'فهو لن يقدّر الوضع' على حسب قولها.
أما ابنها البكر أحمد والبالغ من العمر 12 سنة، فقد تمكنت من إقناعه بأنه أصبح شابا، وأن العيد لمن هم أصغر سنا و'عيديته' 20 ألف ليرة لبنانية (حوالي 13 دولارا) يصرفها كما يشاء.
وطعم العيد لم يلامس حتى مخيلة أم محمود، وهي امرأة سورية في الخمسينيات من العمر فقدت أخاها منذ أشهر في اشتباكات على الحدود اللبنانية السورية.
أم محمود اليوم لا تتمنى إلا العودة القريبة إلى قريتها الحدودية، بعد أن شردتها المعارك التي دارت منذ حوالي ستة أشهر فيها، ووجدت نفسها وعشرات النازحين منها داخل الحدود اللبنانية حيث تنعم بالأمن فقط، وتشتاق لأيام مضت، لم تكن تعرف فيها الجوع والخوف.
والمأساة تزداد سوءا كلما ابتعدنا عن بيروت وخاصة في المخيمات التي تأوي اللاجئين السوريين في البقاع والشمال، حيث لم تجد الفرحة طريقا إلى قلوب أطفال اعتادوا في مثل هذا الوقت من كل عام ملء أسواق الحميدية في سوريا تحضيرا لاستقبال العيد قبل أن يجبروا على الهروب من القتال الدائر في بلدهم.
كل ذلك في الوقت الذي تشير فيه المفوضية العليا للاجئين إلى أن مجموع السوريين في لبنان بلغ حتى نهاية الأسبوع الماضي أكثر من 755 ألف شخص.


gnews

أحدث الأخبار

الأكثر مشاهدة