الجمعة 2024-12-13 18:49 م

العید :: ذكريات مؤلمة ومشاعر حزينة لمن فقدوا الأحبة

02:57 م

الوكيل - شق العيد طريقه في نفوس من فقدوا أحباء لديھم ،وبالذات الوالدين أو كليھما،فيستذكرون الغوالي بحرقة وإيمان بقضاء الله وقدره ،وبأن الموت حق لا مفر منه.



وكما للعيد فرحته في نفوس الأطفال والكبار،إلا انه يعتبر غصة لدى البعض ،ومنھم منى محمد التي تتحدث عن والدھا الذي فارق الحياة منذثلاث سنوات والدموع تنھمر منھا ،'حيث يأتي العيد وتتجدد لدي الأحزان، وكأن مفاجأة الموت الذي غيب والدي تعود من جديد، لذلك لا أشعربفرحة العيد أو المناسبات السعيدة التي مرت عبر السنوات الاخيرة من بعد غيابه'،كما تقول .


ومع ايمانھا بقضاء الله وقدره ،فإنھا تعي تماما ذلك، 'ولكن حرقة الشوق والحنين ھي ما تضعف قواي، خصوصا في أيام العيد وھي أياممباركة،إذ كنت أصحو في ساعات الفجر على صوت والدي، وھو يھلل ويكبر خلال صلاة العيد، الله أكبر الله أكبر، بصوت يختنق بالدموع خشية من
الله وطلبا منه الرحمة والغفران'.


وتستذكر أجواء العيد الجميلة بوجود والدھا الذي كان يرحب بالأقارب والأصدقاء من المھنئين بالعيد،ورائحة القھوة العربية تفوح في أرجاءالمنزل،وروح الألفة والسعادة تغمر الجميع ،الذين لا يخرجون من المنزل إلا بعد أن يتذوقوا طعم الكعك الذي كان يصنع بداخل البيت بمشاركة
جميع أفراد العائلة .


ترى في ھذه المناسبة أن شمعة البيت وعمادھا انطفأت دون سابق انذار، 'وھذا ما يحزن قلبي في العيد'،فلا تجد سوى الصبر ليكون ملاذھاالوحيد في ھذه الدنيا.


وتشعر الحاجة أم سليمان، بالوحدة بغياب زوجھا رغم كل الخلافات السابقة بين أفراد العائلة، فتجدھا أقرب إلى الطرافة لسخف أسبابھا،فيظل الغياب الأبدي،مؤكدة على الحب الكبير الذي كان يجمعھا بزوجھا رغم قسوة الحياة و شح الموارد المالية في أحيان كثيرة،' فقد وھبتنا
نكھة خاصة للسعادة'،كما تقول .


وتعود بذاكرتھا الى الوراء،عندما كان يعود زوجھا الى المنزل وكان يتصبب عرقا من حر الصيف،وكان يحمل تحت ذراعه طعاما لأطفاله،الذينينتظرون قدومه على عتبة المنزل بلھفة وشوق ،وھم يعانقونه ويتلمسون ثيابه ،ويقبلون خديه ووجنته التي خطت ثناياھا خطوط السنين
وشقاء الحياة.


تؤكد ام سليمان أن الموت سنة من سنن الحياة ،لكن العيد يذكرھا بما لا يمكن ان تنساھم ،محاولة أن تتخطي أحزانھا بنظرة أمل وتفاؤلمحتضنة أولادھا تحت جناحيھا،متطلعة بأن تسير معھم لتجاوز كل الصعاب ليثبتوا أن باستطاعتھم تحمل أعباء الحياة بمسؤولية،ولا تنسىالدعاء لفقيدھا بالرحمة والمغفرة وأن يسكن جميع أمواتنا الفردوس الأعلى بإذن الله.
يبين الشيخ أحمد الشامي أن العيد من شعائر الاسلام العظيمة ،بما فيه من معاني ومضامين وقيم سامية ،ففيه من المقاصد والحكم

والفضائل ،التي تحث الانسان على الدعاء والعمل والتقرب الى الله،ومع ان العيد للفرح الا ان الانسان يستذكر من فقدھم لانه يشعر بالوحدةوالخوف وأحيانا يفقد الامان بغيابھم لذلك تجده يستذكرھم،ولأن مثل ھؤلاء الاشخاص لھم مكانتھم لدى من حولھم فان العيد حيث يجتمعالناس ويھنئون بعضھم البعض ويصلون الارحام ،فإنه مناسبة للدعاء والرجاء والمغفرة لمن أفنوا حياتھم من أجل الاخرين وبالذات الوالدين.

بترا


gnews

أحدث الأخبار

الأكثر مشاهدة