الجمعة 2024-12-13 06:38 ص

القِرشْ الاسود لليوم الأحمر !!

08:00 ص




كان على ابناء جيلنا ان ينتظروا نصف قرن على الاقل ليدركوا انهم خدعوا بتلك الموعظة الخرقاء التي تقول بأن القرش الابيض لليوم الاسود، وحين جاءت الايام السود لم تنفع معها القروش كلّها سواء كانت بيضاء او صفراء بلون الذهب، ما كنا نحتاج الى ادخاره هو الوعي لا القرش الذي ينفعنا الان في ذروة هذا الانتحار حيث كل شيء في مهب الاعاصير، فالهوية باتت عرضة للقضم بأنياب حمر وليس بأنياب زرق كما يقال، والزهايمر السياسي افرغ الذاكرة من أعزّ ما كان يهجع فيها، ومن قبّل الكلب من فمه محتملا لعابه على شاربيه كي يأخذ حاجته منه اصابه السُعار !



ان الثقافة والخبرة لا القرش هما السلاح الاستراتيجي والاحتياطي لمثل هذه الايام التي غادرت فيها الاسود الغابات لأنها لا تستطيع العيش في عالم الكلاب فيه تربط والقردة تحلّ، فهل اصبحنا بحاجة الى كليلة ودمنة جديدة تليق بما انتهت اليه عولمة السُّعار واكل لحوم البشر احياء وموتى ؟


ان من صدقوا تلك الموعظة خسروا القروش كلها واصبحوا لاجئين ومهاجرين بلا انصار ! وليتنا تعلّمنا من غزاتنا ذلك الدرس عندما قرر هولاكو اعدام حاكم المدينة لأنه ادّخر القرش الابيض لليوم الاسود وقال له انه يعدمه لأنه ادخر المال ولم يبْنِ به سورا لمدينته !


نادرة هي اللحظات الفاصلة في التاريخ والتي تشطره الى ما قبل وما بعد، وما يعيشه العرب الان احدى تلك اللحظات، فالبحر امامهم والعدو حولهم من كل الجهات وما من طارق يحرق السفن كلها ! وحين يخسر الادمي امتيازه وهو ان يموت قبل ان يموت فانه يتحول الى كبش يشتبك مع كبش آخر في طابور طويل امام المقصلة، لأنه يعيش بالعلف وحده .


ان بعض الامثال والمواعظ خصوصا تلك التي افرزتها ازمنة الانحطاط هي حليب سام يتورط به من رضعه حتى القبر . كان امامنا كعرب ان ندّخر اشياء كثيرة بيضاء وأشد نقاء وبياضا من الثلج غير القرش الذي فشل في حماية ارض وعرض وكرامة فاستحق ان يسمى القرش الاسود لليوم الاحمر !!


gnews

أحدث الأخبار

الأكثر مشاهدة