الجمعة 2024-12-13 11:48 ص

الكرة الألمانية مبنية لتحقيق الانتصارات!

03:33 م

الوكيل - كرس تأهل بايرن ميونيخ وبورويسا دورتموند الى نهائي دوري أبطال أوروبا لكرة القدم المقرر السبت المقبل على ملعب 'ويمبلي' في لندن، الصعود الصاروخي لأندية البوندسليغا، والمبني على خيارات رياضية، اقتصادية وتنظيمية.


أصبح بايرن ميونيخ، بعد تأهله الى النهائي ثلاث مرات في أربع سنوات، قوة ضاربة في قارة أوروبا خلال العقد الثاني من الألفية الثالثة، ولو أنه خسر في آخر مباراتين حاسمتين أمام انتر ميلان الإيطالي في 2010 وتشلسي الإنكليزي في 2012.

لكن على الملعب المهيب في عاصمة الضباب، ستجلب الكرة الألمانية لقبها السابع في المسابقة الأولى والأول منذ 12 عاما، إذ يلتقي فريقان من ألمانيا لأول مرة في النهائي.

قحط قاري طويل اجتازته الأندية ترافق مع غياب الألقاب عن المنتخب الصاعد بقوة أيضا في مسابقتي كأس أوروبا وكاس العالم، حيث واظب 'ناسيونال مانشافت' على بلوغ الدور نصف النهائي.

عملت كرة القدم الألمانية بتناغم بين الاتحاد والأندية، من خلال تكوين الناشئين على التقنية والنفس الهجومي، أكثر من التركيز البدني، ما كان واضحا في طريقة لعب الأندية في الدوري.

أصبحت البوندسليغا مع معدل 3 أهداف في المباراة، من أكثر البطولات الاستعراضية في أوروبا، واللعب الحديث والتقني والهجومي المطبق من خلال الأندية، أعطى ثماره على أعلى المستويات، مهرجان بايرن ميونيخ في نصف نهائي دوري الأبطال أمام برشلونة، الذي اعتبر في السنوات الأخيرة أفضل فريق في العالم، كان كاسحا (7- صفر في مجموع المباراتين) ومعبرا عن هذه الفورة الكبيرة.

تستفيد ألمانيا أيضا من قوة مالية مهمة تسمح لها بالحفاظ على أبرز لاعبيها.

فباستثناء مسعود اوزيل وسامي خضيرة اللذين اغرتهما ملايين ريال مدريد الإسباني، يتابع نجوم المنتخب الألماني مسيرتهم في الدوري المحلي على غرار القائد فيليب لام، باستيان شفاينشتايغر، توماس مولر، ماريو غوميز، ماركو رويس وماريو غوتزه الموهبة الجديدة المنتقلة من بوروسيا دورتموند بطل الدوري عامي 2011 و2012 الى بايرن ميونيخ بطل 2012 بصفقة خيالية.

أصبح الدوري الألماني تدريجا بمثابة المغناطيس لأبرز اللاعبين في العالم على غرار الفرنسي فرانك ريبيري والهولنديين ارين روبن ورافايل فان در فارت والإسباني خافي مارتينيز وحتى المدربين، فما قدوم جوسيب غوارديولا مدرب برشلونة السابق الى بايرن دليل على ذلك.

حجم ديون الأندية الألمانية ضعيف، وبفضل كأس العالم 2006 التي نظمتها البلاد، تستفيد من منشآت كروية ضخمة وحديثة، يبلغ معدل حضور الجماهير 42 الف متفرج في المباراة الوحيدة، ما يدر أموالا طائلة على الأندية ويضعها في ارتياح مالي.

يتمتع الدوري الألماني بمزايا خاصة من حيث إعداد روزنامته، فيخوض 18 ناديا منافسات الدرجة الأولى في 34 مرحلة، فيما تعتمد باقي البطولات الكبرى في إسبانيا وإنكلترا وإيطاليا وفرنسا 20 ناديا ليمتد الدوري الى 38 مرحلة.
وفي المانيا لا يوجد مسابقة محلية أخرة سوى مسابقة الكأس، تخوضها أندية النخبة ابتداء من الدور الثاني بمباراة واحدة فقط مع ركلات ترجيحية تحسم التعادل، اذ لا يوجد مباريات ذهاب وإياب أو مباريات معادة، وتغيب باقي المسابقات الرديفة مثل كأس الرابطة.

اذا، يخوض اللاعب الألماني 50 مباراة كحد أقصى اذا استمر فريقه في كل المسابقات، أي بفارق كبير مثلا عن تشلسي الإنكليزي الذي لعب حارسه التشيكي بتر تشيك 68 مباراة هذا الموسم عشية نهائي الدوري الأوروبي الاسبوع الماضي أمام بنفيكا البرتغالي.

يحترم الدوري أيضا بدقة التوقف الشتوي لأربعة أسابيع، مانحا فرصة التجدد للمشاركين ومقلصا خطر الإصابات على ملاعب يجعل منها الطقس المثلج أرضا خصبة للوقوع في الافخاخ.

تبدو الكرة الألمانية مجهزة للمنافسة على أعلى مستوى أوروبي، ولا شك بان اللعب المالي النظيف المعتمد من قبل الاتحاد الأوروبي سيمنحها المزيد من التفوق على اقرانها في القارة العجوز.


gnews

أحدث الأخبار

الأكثر مشاهدة