الأحد 2024-12-15 01:40 ص

اللعب المنفرد

09:04 ص

أتذكر اول مشاركة فعلية وجادة لي في المجال الرياضي تمت حين اصبحت كابتن فريق كرة القدم في مدرستي، وكنا نخوض مباريات جادة وعنيفة وبها تشجيع حماسي مع الفرق الأخرى من اللواء...وللعلم تم زجي في الفريق لأمر مهم وسبب وجيه وهو أن استاذ الرياضة كان صديقا لوالدي.

في المباريات التي كانت تندلع كنت امارس الركض والصراخ ولكني لا أتذكر اني امسكت الكرة ابدا...بصراحة لم يكن لدي حذاء رياضي مناسب وكنت العب مرتديا (كندرة) ماركة (باتا) وربما كان هذا الأمر من المعيقات الاساسية في أظهار موهبتي.
ولا أتذكر أني أرتديت ( شورتا) باعتبار أن (الشورت ) عيب ويفضح العورة...
ذات يوم وبالصدفة واثناء مباراة حامية مع مدرسة مجاورة جاءتني الكرة فقررت قذفها، لحظتها طار الحذاء باتجاه أحد أعضاء الفريق الخصم..ولم يحتسب الحكم (فاول).
وفي مرة أخرى حدث معي امر من الممكن أن يعتبر اصابة وهو أثناء صراعي على الكرة مع احد أفراد الفريق الخصم، أنقطع (زر البنطلون) وأكملت المباراة ( مسحول)...بقيت ممسكا بأطرافه خوفا من سقوطه وهذا الأمر اثر على أدائي في الملعب.
الشيء الوحيد الذي حققته وأعتبره إنجازا مهما، هو :- قيام احد اللاعبين بقذف الكرة فوق مبنى المدرسة، ولأني كنت مكلفا في وقت سابق بتفقد الخزانات تعلمت طريقة الشعبطة على المواسير والصعود للسطح،وأتقنتها وفعلا حين كلفت بإحضار الكرة..فعلت ذلك فورا وكأني احرزت هدفا.
ذات يوم وبينما كنا نلعب مباراة حامية وفي لهيب الشمس...سقطت العارضة الخشبية التي ثبتناها للمرمى على رأس الحارس..وكان ان تسببت له (بفشخة) عنيفة ادت لنزف دموي مؤلم كان أسمه (ضيف الله) ومن مرتب الثاني الاعدادي (ب) ولم يكن الجرح يحتاج لمعالجة ميدانية بل كان يحتاج لغرز...وأنا وقفت فوقه مندهشا من منظر الدم..خائفا وبكاء الفتى كان يعلو على كل شيء...لم اعرف وقتها ان اللهو قد يؤدي الى الإصابة..
لا أريد أن أكتب قصصا مملة من طفولتي...ولكني اعترف أني كنت الكابتن والعب منفردا...تماما مثل الاخوان المسلمين على الساحة الاردنية يلعبون منفردين والساحة كلها لهم..ولكن الفارق أن ابي كان صديقا للاستاذ وهم أصدقاء لامريكا..وأمريكا استاذ الملعب واستاذ المنطقة كلها
أنا خائف من عواقب اللعبة...فقد سقطت العارضة على رأس أحد اللاعبين ونزف دمه...خائف من عواقب التوتير وعدم المشاركة من عواقب صداقة الأستاذ...
كل شيء مشروع في اللعبة السياسية إلا ما لا تحمد عقباه...وما يدور من احتقان وتوتر على الساحة الأردنية...لا يخدم اللاعبين ولا الجمهور هو يخدم الأستاذ فقط.


gnews

أحدث الأخبار

الأكثر مشاهدة