تسعى المبادرة النيابية الى الخروج بالعمل النيابي المؤطرمن دوامة الكثبان الرملية , ولكن على طريقة الدوامات الرملية التي تجذب الفرد الى قعرها على حين غِرّة لانكسار الضوء او اختلال البصر نتيجة السراب , فهي تستقطب الاعضاء من دواخل الكتل النيابية التي لم تنجح في تحقيق التماسك الكتلوي رغم النص على عدم جواز انتقال العضو من كتلة الى كتلة الا بعد مرور عام على الاقل , او من النواب المستقلين عن الكتل , فهي تتعامل مع حالة السيولة التي تمر بها الكتل النيابية فتختطف العضو السائب عن الكتلة او الذي تورط فيها ويبحث عن خروج آمن , وكذلك مع المستقلين الحائرين بين الفردية او الانضواء غير المُكلف .
المبادرة ليست كتلة , بمعنى انها تفتقد الى التأطير الضامن لتشكيل حالة ضغط على السلطة التنفيذية او تحقيق توسّع افقي بين جمهور الناخبين بحيث تشهد الحالة الاردنية تخليق قائمة متسقة ومتعارِفة قبل الانتخابات القادمة مستقبلا , كدليل على حُسن التماسك وليس التجميع المناطقي على غرار التجميع المطري الذي ساد تشكيل القوائم الانتخابية قبل الانتخابات السابقة , فالنائب المُنضوي في اطار المبادرة ممسوك من كتلته وبالتالي عند التصويت على قانون او ثقة لمن ستكون الرجاحة او الغَلَبة وكذلك الحال بالنسبة للنائب المستقل الممسوك بحسابات مناطقية او عائلية اوشخصية .
تأطير المبادرة الهَشّ انعكس على تأثيرها بالتالي , فرغم طرحها مواضيع شائكة وجدلية وتحظى بقبول نصف المجتمع الصامت الا انها عجزت عن التأثير عليه للخروج عن صمته او على الاقل للململة , فتراجعت خطوة الى الخلف سريعا تحت تأثير هجمات المحافظين وعجزت عن تحشيد الليبراليين والديمقراطيين لدعمها والوقوف الى جانبها لاحساس عميق بأنها استبقت الاوان وتزامنت طروحاتها مع ظروف الاقليم المُلتبَسة وجولات كيري وحلوله النهائية الغامضة ولا يجب القفز ايضا عن انعكاسات خصومة مُنسقها الاول مع اطياف وتلاوين سياسية واجتماعية كثيرة مما افضى الى التعاقد مع منسق جديد .
المُبادرة استقطبت نوابا يطمحون الى مواقع تنفيذية بحكم تشابه تكوينها مع تشابه تكوينة الحكومة المُنتظرة برلمانيا , فهي دعمت الحكومة وانتقدتها في تمرين تعبوي لشكل الحكومة البرلمانية وحكومة الظل ولكن بشكل مبتسر حيث ساد دعمها للحكومة على انتقادها , في حين فَرّ المخالفون للحكومة من المبادرة الى كتلهم , فظهرمليّا واقع المبادرة ومأزقها التأطيري والتأثيري , فلا نجحت في تكريس نفسها كأغلبية برلمانية داعمة للحكومة ولا نجحت في تشكيل حالة توازن برلماني قادرة على التوسع والتحالف والتأثير .
المبادرة تعيش انواءً سياسية متباينة من النقيض الى النقيض وهذا اختلال غي علاقاتها نيابيا واجتماعيا , فهناك من يؤيدها بقوة وهناك من يعارضها حد الارتياب في كل خطواتها , وما بينهما اطار هشّ لا يتقدم خطوة نحو التأطير الكتلوي او الفضاء الجماعي بحيث يحقق شروط التجمع النيابي الفاعل والقادر على التأثير , لأن ازمة العمل النيابي تكمن في انفلاته وعدم قدرته على تأطير ذاته في كتلة او تجمع نيابي يمارس عمله بتماسك داخل الغرف البرلمانية او تحت القبة العامة .
ثمة من يعقد امالا على المبادرة لتكون عتبة للوصول الى مواقع السلطة التنفيذية وثمة من يرى فيها نموذجا لحالة عمل نيابي جماعي يكسر النمط المألوف عن التجمعات النيابية ولكن ثمة واقع موضوعي داخل المبادرة يشير الى انها تسير نحو الانفلات العام وعدم تكريس الحالة الجماعية المأمولة بحكم غياب التأطير عنها نظريا ومسلكيا , فهي للآن لا تخضع لمدونة سلوك داخلي بقدر ما تخضع لتوافقات شخصانية وهذا لا يؤهلها للصمود طويلا .
-
أخبار متعلقة
-
أفضل سيارات مازدا في استهلاك البنزين لعام 2018
-
الفاخوري يعلن تبرع بنك الأردن بمليون دينار أردني لصندوق "همة وطن"
-
توفيق فاخوري يدعم صندوق "همة وطن" بمبلغ نصف مليون دينار أردني
-
شاهد لحظة سقوط الطائرة الأوكرانية بعد اشتعالها في الهواء
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر – فيديو وصور
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر
-
بـرنامـج الـوكـيـل فـي إجـازة سـنـوية
-
حفرة امتصاصية في جرش .. خطرٌ يُهدد المواطنين و يُضر السياحة | فيديو