السبت 2024-12-14 01:07 ص

المخابرات .. ضربة معلم

12:53 م

وها هي المخابرات تسطر اجمل البطولات وبشافيفة عالية عز نظيرها , وتعلن انه رغم كيد الكائدين واقرانهم من الشياطين , فهم أحد عشر شيطانا' رأتهم كما الشمس والقمر واضحيين...
على الرغم أن شهادتي مجروحة في إعطاء رأي بالأجهزة الامنية الاردنية التي خبرتها لأكثر من 28 عاما' , وكانت اجمل سنوات خدمتي الاخيرة ان اكون ضيفا' على دائرة المخابرات لاكثر من عقد , عرفت فيها اغلب الاصدقاء والزملاء وعرفت كيف يفكرون ويعملون.
يخيل لكثير من ألاردنيين ان ضابط المخابرات يعيش في رغد ورفاهية وصولجان وهيلمان , ويجهل الكثيرون أن كل ضابط في الاجهزة الامنية الاردنية , محفورا' في اعماقه عبارة ( ان خطأ الضابط بالف والخطأ كالزجاج المكسور لا يمكن اصلاحه(.
لقد تقدمت اجهزتنا الامنية خطوات سريعة الى الامام وخاصة دائرة المخابرات فلا يوجد في قاموسها المخبرون المجهلون , او فاعل خير . او الرسائل الغامضة . والهواتف المريبة ,والمعلومات الكيدية , كل هذا تجاوزتها الاجهزة الامنية منذ سنوات وطبقته على ارض الواقع , حتى التبليغ المباشر لاتتبناه دائرة المخابرات الا عندما تتأكد 100% من صحة المعلومات .

ان معرفتي المباشرة بهم وطريقة تفكيرهم تجعلني انحنى احتراما لهم ' وتقديرا' على جهودهم المضنية والمرهقة , واكاد أجزم انهم اكثر موظفي وجنود الوطن عملا' .
أن الأمن في الاردن يعتبر من أقوى وأنظف الاجهزة الامنية العربية والاجنبية بشهادة ضباط كبار من عدة دول , وتعتبر ايضا من الاجهزة الامنية المفتوحة على مواطنيها فلا يوجد ابواب مغلقة ودهاليز مظلمة فكل الاردنيين يعرفون مقار الاجهزة الامنية والعامليين فيها , حتى ان بعض أسوار منازل المواطنين محاذية لهذه الدوائر الامنية.

ان الكتابة عن الاجهزة الامنية الاردنية وانجازتها يطول شرحه , فهي لا تحتاج مني او من غيري شرحا' او مدحا' .فمنذ تأسيس المملكة كانت الاجهزة الامنية في المقدمة في كل شئ, فلا احد ينكر انها تمكنت من كشف الكثير من محاولات الاغتيال لجلالة الملك الحسين , وهي التي كشفت خطة اغتيال الملك فيصل الثاني بالعراق وحذرته ولكنه لم يقتنع بذلك , و فضحت مؤامرات عبدالناصر الفاشلة في الانقلابات العسكرية وخطط الاغتيالات التي رسمت خيوطها في السفارة المصرية آنذاك .
لا استغرب او أتفاجأ من اي انجاز للاجهزة الامنية الاردنية وخاصة دائرة المخابرات العامة , ودورها في حفظ الامن والاستقرار لجميع الاردنيين وتعدى دورها الى مساعدة الدول العربية والصديقة في التعاون الاستخباري , رغم قلة الامكانيات قياسا' مع الانجازات.

ويعيب علينا البعض أن تلاحق أجهزتنا الأمنية العابثين بأمن واستقرار الأردن واجزم أن هذه الفئة الناكرة لم تقرأ كتاب الإعلامي احمد زيدان مراسل قناة الجزيرة في افغانستان بعنوان(( بن لادن بلا قناع ,لقاءات حظرت نشرها طالبان)الذي اندهش عندما شاهد خارطة الأردن الوحيدة المعلقة فوق رؤوس زعماء الإرهاب في أفغانستان وفي مقدمتهم أسامة بن لادن.

إن الشهادة التي قدمها احمد زيدان في كتابة دليل واضح أن هذه الفئة الضالة ما زالت تبيت النية السيئةلأستهداف الأردن و بعض الدول العربية ,وفي هذا المقام ننصح الذين يتنكرون للأردن وجيشه وأجهزته الأمنية أن يعيدوا حساباتهم وتقيمهم , وان يطلعوا على المكائد والمؤامرات التي تحاك في أوكار الإرهابيين وان يبحثوا عن كتاب احمد زيدان ويكتشفوا الخطط الكثيرة و الدجل المتمثل بالكرامات والأحلام التي يرويها المؤلف نقلا عن الإرهابيين ((

نحن كأردنيين وكضباط متقاعديين ...الوطن ...!في أدبياتنا خط أحمر وهذا لا يتناقض مع تأييدنا لبيان الواحد من ايار وحراك المتقاعديين الذي يطالب بالاصلاحات ومحاربة الفساد واعادة الاراضي والمؤوسسات المنهوبة لحضن الدولة.
من موقعي كأحد ضباط المتقاعديين وأحد المشاركين في الحراك السلمي أزجي شكري وتحياتي للاجهزة ألامنية الاردنية وخاصة دائرة المخابرات العامة على جهودهم في القاء القبض على احد عشر ارهابيا' .


جمال المجالي
jamalmajale@yahoo.com


gnews

أحدث الأخبار

الأكثر مشاهدة