الأحد 2024-12-15 00:10 ص

المرشح «الإسلامي» أو «الأنبياء الكذبة»!

12:15 ص

مرة أخرى نتلقى صفعة «جامدة أوي» على رأي المصريين من شخصية «إسلامية» مرموقة جدا، فلم نكد ننسى حكاية النائب المصري الذي «كذب» على الشعب الذي انتخبه، حتى انفجرت في وجوهنا قصة مرشح رئاسة الجمهورية حازم صلاح أبو إسماعيل!


النائب أنور البلكيمي استقال من عضوية مجلس الشعب في مصر بعد قرار حزبه «النور» السلفي فصله من الحزب على خلفية اتهامه بادعاء التعرض لسطو مسلح لإخفاء قيامه بعملية تجميل في الأنف.

البلكيمي كان أعلن تعرضه لسطو مسلح على طريق القاهرة الإسكندرية، وأنه أصيب في وجهه بعد تعرضه للضرب من ملثمين حاولوا إنزاله من سيارته لسرقتها. لكن أطباء وعاملين في المستشفى الذي عولج به النائب فضحوا «الطابق» وقالوا إنه أجرى عملية تجميل لأنفه، وإن الضمادات التي ظهر بها على وجهه بسبب هذه الجراحة. البلكيمي ظهر امام شاشات التلفزيون متحدثا عن سرقة مبلغ 100 ألف جنيه مصري (16 ألف دولار) خلال عملية السطو، وقام عدد من قيادات حزب النور بزيارته في المستشفى.

ثم انكشف كل شيء وأظهرت تحقيقات النيابة أن البلكيمي أجرى عملية تجميل في 28 فبراير/ شباط الماضي ، بعد أن مكث في المستشفى لمدة ثلاثة أيام نبه خلالها على العاملين بالمستشفى بعدم إبلاغ أي أحد بعملية التجميل، علما بأن التيار «الإسلامي» السلفي الذي ينتمي إليه النائب المحترم يحرم إجراء عمليات التجميل باعتباره تغييرا بخلق الله. تصرف النائب أثار ضجة كبرى في حينه، ما دفع بحزبه لسرعة إصدار قرار بفصله فور صدور نتائج التحقيقات الأولية للنيابة مع طاقم العاملين بالمستشفى.

وقبل أن نصحو من هذا الحادث المؤسف، طلعت علينا قصة أبو إسماعيل، الذي أصبح «صاحب أشهر كذبة إبريل في تاريخ مصر» بحسب تغريدة مصرية . لا بل في تاريخ العرب الحديث!

من يطالع ما خرجت به اللجنة العليا للانتخابات الرئاسية يعلم «فداحة» ما ارتكب أبو إسماعيل، تقول اللجنة:

1- بتاريخ 30 من مارس سنة 2012 تقدم السيد/ محمد حازم صلاح أبو اسماعيل بأوراق ترشحه لرئاسة الجمهورية، وقدم سيادته إقراراً (!) بعدم حمله أو أي من والديه جنسية دولة أخرى خلاف الجنسية المصرية، وإقراراً آخر بعدم حمل زوجة سيادته لجنسية أخرى .

2- بتاريخ 31 من مارس أرسلت اللجنة كتابين لوزارة الداخلية و الخارجية، للاستعلام منهما عن جنسية المرشح المذكور ومرشحين آخرين وجنسية والديهم وزوجاتهم .

3- بتاريخ الثالث من إبريل ورد كتاب مصلحة الجوازات والهجرة والجنسية يتضمن أن السيدة/ نوال عبد العزيز نور والدة السيد / محمد حازم صلاح أبو إسماعيل تحمل جواز سفر أمريكيا رقم 500611598، وأنها استخدمته فى عدة سفريات من وإلى مصر .

4- بمعاودة الاستعلام من وزارة الخارجية بناء عن هذا الكتاب، ورد كتابان من وزارة الخارجية ، يتضمن أولهما أن وزارة الخارجية الأمريكية أفادت أن السيدة نوال عبد العزيز نور حصلت على الجنسية الأمريكية في 25 من أكتوبر سنة 2006، وتضمن الثاني صورة من الطلب المقدم من المذكورة للحصول على الجنسية الأمريكية (!)

5- قررت اللجنة ضم تلك المكاتبات لملف ترشح السيد محمد حازم أبو اسماعيل ، وإخطاره بها.

6- تم إخطار السيد/ أيمن ألياس وكيل المرشح بمضمون كتابي الخارجية لعدم رد المرشح على هاتفه النقال المعطى رقمه للجنة!!

لقد أوردت النص الرسمي المعلن من قبل لجنة الانتخابات، كيلا يقول أحد إنني افتريت على الرجل، الذي أصدر بيانا فيما بعد، رفض فيه موقف اللجنة، وقال: «ان ما أثير كله عبارة عن مخاطبات ومكاتبات وخطابات من جهات تنفيذية حكومية لها خصومة معنا» مشيرا الى أن هناك «نية منذ فترة لإبعادي عن السباق وهذا معلوم لدى الجميع لكنني أحذر من الاقدام على هذا العمل لأن عواقبه ستكون وخيمة ولن يمر أبدا بسلام» وبالفعل لم يمر هذا الأمر بسلام، إذ كيف نفهم لمن يتقدم لتسلم منصب ولاية عامة أن يتصرف على هذا النحو، مع حمله صفة «الإسلامي» والإسلام بريء من الكذب وأهله؟

بصراحة، يذكرني هذان الموقفان بعنوان كتاب أستاذي المرحوم حسن التل: الأنبياء الكذبة، ولن أزيد!


gnews

أحدث الأخبار

الأكثر مشاهدة