الجمعة 2024-12-13 14:59 م

المسؤول (البلدي) ؟!

07:39 ص

حتى اللحظة لا يستطيع المسؤول في بلدي أن يدرك أن لعائلته عليه (حق)، وأن لبدنه عليه (حق)، وأن للشباب عليه (حق)، وأن للتغيير عليه (حق)، وأنه قد آن الأوان ليريح ويرتاح !!

ميزة المسؤول في (بلدي) أن أرحام نساء العالم لم تنجب (عقلا) مثل (عقله)، ولا (لزقة) مثل (هاللزقة)، ولا (جلطة) مثل (هالجلطة)، ورغم كل عواصف التغيير التي هبت على عالمنا إلا أنه مازال حابسا على أنفاسنا!!
مثلما لا تعرف له بداية، لا تستطيع أن تعرف له نهاية: فقد يبدأ (موظفا)، ثم يصبح (مستشارا)، ثم يعود أمينا (عاما)، ثم يصبح (وزيرا)، ثم يعود (نائبا)، ثم يصبح (رئيسا)، ثم يعود (متقاعدا)، ثم يصبح (رئيسا)، ثم يعود (عينا)، وتبقى المتوالية الهندسية إلى يوم تبعثون..
على امتداد تلك المناصب قد لا تجد له إنجازا يذكر أو خطابا (يسمع) أو قرارا (يشفي الغليل)، ومع ذلك يبقى للأمانة من الساسة القلائل في العالم الذي لا ترهبه (التنقلات) أو (التعديلات) أو(التغييرات)، فلا يبزغ فجر جديد إلا وقد حط الرحال في منصب جديد!!
على مدى عقود طويلة لم يعتذر أي منهم عن تولي (المنصب العام) لأي سبب كان، فلا تجد منهم من هو متعاقد مع منظمة دولية أو محاضر متفرغ في جامعة حكومية أو مشغول بتأليف أية مؤلفات لدور النشر العالمية بل على العكس تجد الواحد منهم دائما (فاضي أشغال) ينتظر (الألو) التي عادة لا يطول سماعها!!
لو تتبعنا حجم المناصب وعددها لكل واحد منهم لكان من المفروض أن نهب الأمة العربية والإسلامية من بينهم قادة فكر، وسياسة، واقتصاد، ليقودوا معارك الأمة مع العالم الغربي، لكن أغلبهم اليوم لا يقود سوى (جاهة) عروس أو (صلحة) على ضربة (بكم)!!
(أسماء) كثيرة تبدلت على المنصب العام منذ عقود مضت وأغلبها كان يؤدي دورا (وظيفيا) فينتهي بهم المطاف (اسما) في سجلات التقاعد والتأمين الصحي وليس بكل تأكيد اسما أو موقفا أو إنجازا في سجلات التاريخ!!
لا أشفق على وطني من بقاء هؤلاء أبد الدهر، فهم أولا وأخيرا من أبنائه المخلصين.. لكنني أشفق على كاتب قد يستهوي الكتابة عنهم، ولا يجد لهم نهاية في المنصب العام..
ستدور المشاورات النيابية الدائرة حاليا، وستعود لاختيار واحد من بين هؤلاء لسبب بسيط أننا الدولة الوحيدة في هذا العالم التي تحنط (المسؤول البلدي) !! .


gnews

أحدث الأخبار

الأكثر مشاهدة