لا يختلف اثنان على أن هناك مؤامرة كبرى حيكت خيوطها بدقة منذ زمن على بعض الدول العربية والهدف منها إضعاف هذه الدول وتقسيمها إلى دويلات طائفية وعرقية وجعل أبنائها يختلفون ويتقاتلون وكل ذلك من أجل حماية إسرائيل أولا ومن ثم الإستيلاء على ثرواتها الطبيعية خصوصا النفط .
ثورات الربيع العربي قامت ضد الظلم والطغيان والحكام الديكتاتوريين الذي ظلموا شعوبهم وحكموهم بالحديد والنار ونهبوا ثروات البلاد لكن هذه الثورات تدخلت بها أيد خفية وحولت البعض منها عن مسارها حتى أغرقت بدماء الثوار الذين قامت على أكتافهم هذه الثورات .
في العام 1968 أي بعد حرب حزيران نشرت صحيفة لبنانية تصريحا لموشى ديان وزير الدفاع والخارجية الإسرائيلي السابق وأحد أهم القادة العسكريين الإسرائيليين يقول فيه : إذا إستطعنا إسقاط عسكر عبد الناصر وتصعيد الإخوان المسلمين إلى سدة الحكم في مصر فسنشم رائحة الدماء في كل بقعة من أراضي مصر فلتكن هي غايتنا وهدفنا بمساعدة أصدقائنا الأميركان .
هذا التصريح الذي أدلى به موشى ديان قبل حوالي خمسة وأربعين عاما يدلنا دلالة واضحة على أن جذور المؤامرة على مصر وعلى الدول العربية ليست جديدة بل قديمة جدا وقد رسمت خطوطها بعناية فائقة وها هي أمنيات القائد الإسرائيلي تتحقق بعد خمسة وأربعين عاما فها هي مصر تعيش أسوأ أوضاعها فقد وصل الإخوان المسلمون إلى سدة الحكم وهم يتهمون بأنهم يستفردون بالسلطة ويرفضون أن يشاركهم أحد من الأحزاب السياسية الأخرى وهم كما تقول الأطراف الأخرى ليست لديهم خبرة في إدارة الدولة وإقتصادها لذلك فقدت الخزينة المصرية جزءا كبيرا من إحتياطياتها من العملة الصعبة وخسر الجنيه المصري نسبة من قيمته بالنسبة للدولار ويعاني المصريون من البطالة والفقر والحرمان وها هي ميادين المدن المصرية تعج بالمتظاهرين المحتجين على حكم الإخوان المسلمين ولا يمر يوم لا يسقط فيه عدد من أبناء الشعب المصري مضرجين بدمائهم .
وفي العراق ما زال الحكم غير مستقر بعد فأهل السنة يتهمون رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي بأنه يهمش السنة ويحرمهم من الوظائف المهمة وهم يتظاهرون منذ عدة أسابيع في المدن السنية وهنالك مؤامرة على تقسيم العراق إلى ثلاث دويلات كردية وقد أصبحت حقيقة واقعة ودولتين إحداهما سنية والأخرى شيعية ونحن جميعا نعرف بأنه عندما استعصى العراق على مؤامرات الإدارة الأميركية والبريطانية لجآتا إلى الحرب وإحتلاله بالقوة لإسقاط حكم الرئيس صدام حسين .
وفي ليبيا ما زال الحكم غير مستقر بعد الإطاحة بالزعيم الليبي معمر القذافي ففي بعض المناطق لا سيطرة للدولة هناك بل قبائل ومليشيات لديها مختلف أنواع الأسلحة وترفض الإنضواء تحت الحكم الجديد في ليبيا .
أما في تونس فقد وصلت الأوضاع السياسية والإقتصادية إلى أسوأ حالاتها حتى أن الخلافات إمتدت إلى الحزب الحاكم نفسه وهو حزب النهضة وصار رئيس الوزراء حمادي الجبالي وزعيم الحزب راشد الغنوشي يتبادلان الإتهامات خصوصا عندما أصر رئيس الوزراء على تشكيل حكومة من التكنوقراطيين وليس من الأحزاب السياسية بما فيها حزبه بعد اغتيال الناشط السياسي التونسي شكري بلعيد .
وفي سوريا أصبحت رائحة الموت في كل زاوية من زوايا المدن والقرى السورية ولا يمر يوم لا يسقط فيه عشرات القتلى ومئات الجرحى والأوضاع مرشحة للتصعيد في الأيام القادمة .
العالم العربي مع الأسف يمر بأوضاع صعبة ودول الربيع العربي خصوصا تعاني من أزمات سياسية وإقتصادية حادة بعد أن انحرفت هذه الثورات عن أهدافها السامية وحاول البعض تجييرها لصالحه . والمتربصون بهذا العالم يقفون متأهبين لتحقيق أهدافهم المعلنة وغير المعلنة من أجل تحقيق أهدافهم التي رسموها منذ سنوات طويلة والتي بدأ بعضها يتحقق بالفعل.
-
أخبار متعلقة
-
أفضل سيارات مازدا في استهلاك البنزين لعام 2018
-
الفاخوري يعلن تبرع بنك الأردن بمليون دينار أردني لصندوق "همة وطن"
-
توفيق فاخوري يدعم صندوق "همة وطن" بمبلغ نصف مليون دينار أردني
-
شاهد لحظة سقوط الطائرة الأوكرانية بعد اشتعالها في الهواء
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر – فيديو وصور
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر
-
بـرنامـج الـوكـيـل فـي إجـازة سـنـوية
-
حفرة امتصاصية في جرش .. خطرٌ يُهدد المواطنين و يُضر السياحة | فيديو