الأربعاء 2024-12-11 15:27 م

الملك لم يخسر الرهان

07:24 ص

طوال عمرا?زمة السور?ة التي قاربت عامھا الثالث، لم ?خسر الملك عبدا? الثاني رھاناتھ ح?ال الوضع ھناك، ومآ?ت النظام السوري؛ و? ?ُتوقع أن

?خسرھا بعد الضربات الغرب?ة الوش?كة. من ب?ن جم?ع زعماء العرب والغرب، كان لدى الملك التصور ا?كثر واقع?ة وعمقا لمسار ا?زمة ومد?اتھا؛ فب?نما
كانت ا?غلب?ة في العالم?ن العربي والغربي، وفي الو??ات المتحدة تحد?دا، تراھن على سقوط سر?ع لنظام ا?سد، ظل الملك على قناعتھ بأن الصراع في
سور?ة طو?ل ومعقد، وأكد أكثر من مرة بأننا لن نشھد نھا?ة قر?بة لحكم بشار ا?سد.
وفي ذروة التدخل ا?قل?مي والدولي لحسم المواجھة لصالح المعارضة، وظھور بوادر على قرب انھ?ار النظام، لم ?تراجع الملك عن تق??مھ للموقف؛ انفتح على ا?فكار ا?م?رك?ة والعرب?ة الداع?ة إلى الحسم في سور?ة، لكنھ لم ?غامر باستنتاجات متسرعة كتلك التي تبناھا زعماء وقادة في المنطقة، ولم ?ُلقِ بكل أوراقھ
خلف ھكذا س?نار?و.
في مناسبات عد?دة، أطلق مسؤولون أم?رك?ون تصر?حات غا?ة في السذاجة، مثل تلك العبارة الشھ?رة لوز?رة الخارج?ة ا?م?رك?ة السابقة، ھ??ري كل?نتون:
'أ?ام ا?سد في الحكم باتت معدودة'. في ا?ثناء، كان الملك ?صرح بأن ا?سد 'باق معنا حتى نھا?ة العام 2012'. وفي لقاءاتھ مع مسؤول?ن أم?رك??ن بدا?ة
العام الحالي، أكد أن ? نھا?ة قر?بة ل?زمة في سور?ة.
كان الملك أول من توقع أن ?أخذ الصراع في سور?ة منحىً طائف?ا، ?نتھي بالتفك?ك والتقس?م؛ نظرا للطر?قة التي ?د?ر بھا النظام السوري المعركة مع
المعارضة، والنھج الكارثي التي سلكتھ المعارضة السور?ة وبعض ا?طراف ا?قل?م?ة الداعمة لھا، والذي أفضى إلى س?طرة المجموعات المتطرفة
والتكف?ر?ة على مسرح ا?حداث ھناك.
في ضوء المعلومات المتدفقة عن الضربات الوش?كة للنظام السوري ومؤسساتھ العسكر?ة، ? ?ُتوقع أن نشھد تغ?را جوھر?ا في الوضع؛ النظام لن ?سقط،
وھذا ما ?ؤكده المحللون ا?م?رك?ون. كل ما تأملھ إدارة الرئ?س أوباما ھو تغ?ر في م?زان القوى، ?دفع النظام إلى القبول بمؤتمر 'جن?ف 2'، وتقد?م تناز?ت
تفضي إلى انتقال للسلطة. ب?د أن آخر?ن ?رجحون أن ?ُظھر نظام ا?سد بعد الھجوم ا?م?ركي تشددا أكثر في مواقفھ، والتصرف كمنتصر لم ?فلح 'ا?عداء' في
إسقاطھ. في المقابل، قد ?غري ضعف النظام أطرافا في المعارضة والمجتمع السوري للس?ر في مخططاتھا بإع?ن ك?انات انفصال?ة.
في الحالت?ن، ?حتفظ تق??م الملك للوضع السوري بصدق?تھ؛ فالنظام باق في كل ا?حوال، بصرف النظر إن كان سلك طر?ق جن?ف أو طر?ق المواجھة.
أح?اناً، ?خلط البعض ب?ن نظرة الملك الواقع?ة للوضع في سور?ة، وب?ن التداب?ر التي ?تخذھا ا?ردن بالتعاون مع الو??ات المتحدة لحما?ة المصالح ا?ردن?ة
من تبعات النزاع السوري، ل?خلص إلى استنتاج خاطئ مفاده أن ا?ردن ?ضمر غ?ر ما ?علن من مواقف.
ا?مر ل?س كذلك بالطبع؛ فالواقع?ة في التق??م ? تعني انح?ازا للنظام السوري، واتخاذ إجراءات احتراز?ة على الجبھة الشمال?ة، ? بل وا?نفتاح على الت?ارات
المعتدلة في المعارضة السور?ة ودعمھا، ? ?عن?ان انخراطا في 'المؤامرة الكون?ة' على النظام السوري'المسالم'. قد ?بدو في مقاربة كھذه قدر من التناقض،
لكنّ صراعا معقدا ومركبا كحالة سور?ة، ?تطلب د?نام?ك?ة س?اس?ة تتجاوز المواقف السطح?ة وا?نح?ازات الحادة التي اتخذتھا أطراف عد?دة، ولم تجلب
لسور?ة وشعبھا سوى المز?د من ا??م والدمار.
كان ?مكن لنظرة الملك الواقع?ة أن تجنب سور?ة والعالم مخاطر المواجھة العسكر?ة، لو أن الفاعل?ن في الصراع أخذوا بھا. لكن ذلك لم ?حدث ل?سف، وھا
نحن جم?عا ندخل في رھان القوة، وا?رجح أن ?خسره الجم?ع أ?ضا.


gnews

أحدث الأخبار

الأكثر مشاهدة