السبت 2024-12-14 15:29 م

الملك يؤكد أهمية التنمية كمحور أساسي في رفع مستوى معيشة المواطنين

07:57 م

الوكيل - أكد جلالة الملك عبدالله الثاني أهمية التنمية كمحور أساسي في رفع مستوى معيشة المواطنين والحد من مشكلتي الفقر والبطالة، 'والتي هي في سلم أولوياتنا الاقتصادية'.


وشدد جلالته، خلال لقائه عدداً من الوجهاء وممثلي الفعاليات في منطقة البتراء في محافظة معان اليوم الخميس، على ضرورة استغلال المزايا والفرص التي توفرها منطقة البتراء، بما يعود بالنفع على أبناء المجتمع المحلي، والقطاعين الاقتصادي والسياحي في المملكة.

ولفت جلالته، في هذا الصدد، إلى ما تحظى به البتراء كمدينة أثرية وسياحية على مستوى خارطة السياحة العالمية، ما يتطلب من جميع الجهات المعنية العمل بأقصى طاقاتها سعياً للحفاظ على هذا الإرث التاريخي المميز.

وأكد جلالته على أهمية انخراط الشباب من أبناء البتراء والمناطق المحيطة بها في عملية تحديد الأولويات والمتطلبات التي من شأنها النهوض بالجانب الخدماتي والبنية التحتية للمدينة، وبالشراكة مع القطاع الخاص لإطلاق مشاريع سياحية وتنموية فيها.

وأشار جلالته إلى أن الأقتصاد الوطني يواجه تحديات صعبة نتيجة ظروف إقليمية، خصوصاً الأزمة السورية، التي فرضت أعباءً كبيرة ومتزايدة على البنية التحتية ومستوى الخدمات، وشكلت ضغوطاً متفاقمة على قطاعات حيوية عديدة، كالتعليم والصحة والطاقة والمياه.

وفي هذا السياق، أعاد جلالته التأكيد على أهمية صندوق تنمية المحافظات، خصوصاً في مثل هذه المرحلة، باعتباره أداة فاعلة لتنشيط اقتصاد المحافظات والمساهمة في إيجاد فرص العمل لأبنائها وبناتها وتوفير الحياة الكريمة لهم.

وشدد جلالته على أهمية حصول جميع المحافظات على حصص عادلة من مشروعات الصندوق، وضرورة مشاركة المجتمع المحلي بالتنسيق مع المؤسسات والحكام الإداريين في تحديد الأولويات والفرص الاستثمارية في كل محافظة وإقليم.

وحول التحديات التي تواجه الاقتصاد الوطني، أكد جلالته على أن الطاقة تمثل التحدي الأكبر في مواجهة أعباء ارتفاع فاتورة هذا القطاع الحيوي على الموازنة العامة، الامر الذي يتطلب التوجه إلى اللجوء للاستثمار في مشاريع الطاقة البديلة والمتجددة.

وخلال اللقاء، الذي تناول مجمل قضايا الشأن الوطني، استعرض جلالة الملك جهود الأردن في الوقوف والتصدي للفكر المتطرف والإرهاب، الذي تمارسه بعض الجماعات بإسم الإسلام، وهو منه براء جملةً وتفصيلاً.

وأكد جلالته أن الأردن قادر على حماية حدوده ومواطنيه ومصالحه العليا، مشيداً في هذا المجال بالجهود الكبيرة والمقدرة التي يبذلها جميع منتسبي القوات المسلحة والأجهزة الأمنية، لحماية الوطن والذود عنه.

كما تطرق جلالته إلى مواقف الأردن الثابتة حيال عدد من القضايا الإقليمية، ودعمه المتواصل لجهود تحقيق الأمن والاستقرار والسلام في منطقة الشرق الأوسط، عبر ايجاد حلول سياسية وشاملة لقضاياها.

واستمع جلالته، خلال اللقاء الذي حضره رئيس الوزراء، ورئيس الديوان الملكي الهاشمي، ومدير مكتب جلالة الملك، وأمين عام الديوان الملكي، ومستشار جلالة الملك لشؤون العشائر، إلى جملة من القضايا والملاحظات التي طرحها الحضور، لاسيما فيما يتعلق بإقليم سلطة البتراء التنموي السياحي.

وعبروا عن تقديرهم لزياره جلالة الملك لهم، وتفقد أحوالهم والاستماع لمطالبهم، والتي تأتي ضمن نهج تواصلي خطه جلالة الملك مع شعبه منذ تسلمه سلطاته الدستورية.

وأشادوا بتوجيهات جلالة الملك الدائمة للحكومة للتواصل مع المواطنين، والاستماع لهم وزيارتهم في أماكنهم، وترسيخ نهج العمل الميداني الذي يتلمس احتياجات المواطنين عن قرب.

كما ثمنوا نعمة الأمن والاستقرار التي تتميز بها المملكة وسط ما يعانيه الجوار من إضطرابات، لافتين إلى أهمية تمتين الجبهة الداخلية للحفاظ على الوحدة الوطنية والسلم الاجتماعي.

وقدروا جهود جلالة الملك في دفع مسيرة الإصلاح الشامل والمتدرج في الأردن، التي أنبثق عنها إنشاء المحكمة الدستورية، كمنجز إصلاحي وطني، يسجل في عهد جلالة الملك.

وأعربوا عن تقديرهم للجهد الملكي في الترويج للأردن والمزايا التي يتمتع بها في سبيل جذب المزيد من الاستثمارات، التي تستهدف رفع مستوى معيشة المواطنين، وتعود بالنفع على الاقتصاد الوطبي.

وفيما يتعلق بالمساعي الحثيثة والدؤوبة لجلالة الملك في توضيح صورة الإسلام، اشاد الحضور بحكمة جلالة الملك في مخاطبة العالم أجمع من أجل التأكيد على سماحة واعتدال الدين الإسلامي الحنيف، الذي يدعو إلى التآخي والتسامح والعيش المشترك، ونبذ العنف والتطرف والإرهاب.

وعرض الحضور مختلف التحديات التي تواجه مشاريع التنمية والتطوير في إقليم البتراء، إلى جانب عدد من المقترحات في سبيل التعامل مع هذه التحديات والتخفيف من حدتها على أبناء إقليم البتراء، عبر استغلال الثروات الطبيعية والسياحة في دعم الاقتصاد.

وأشاروا إلى أهمية زيادة وتوسيع الترويج لمدينة البتراء، التي هي إحدى عجائب الدنيا السبع، من خلال البعثات الدبلوماسية للمملكة وعقد مؤتمرات داخلية وخارجية تروج لهذا الأرث الحضاري والسياحي المميز.

ودعوا الحكومة إلى ضرورة التركيز على مخرجات التعليم في المدارس والجامعات، لتكون موائمة لمتطلبات سوق العمل، عبر تأهيل وتدريب الشباب في القطاعات والمهن التي توفر لهم فرص عمل مناسبة.

وأشاروا إلى أهمية الدور المناط بوسائل الإعلام لتسليط الضوء على مواقف الأردن تجاه مختلف القضايا العربية والإقليمية، داعين في ذات الوقت إلى اعتماد المهنية والمصداقية والمصلحة الوطنية العليا في نقل الأخبار وتناول القضايا المحلية.

وكان رئيس الوزراء الدكتور عبدالله النسور، الذي استمع لملاحظات ومداخلات الحضور خلال اللقاء، أشار إلى أن الحكومة ستقوم بمتابعة جميع الملاحظات، ليصار إلى ايجاد حل لمختلف القضايا والتحديات التي تواجه أبناء مدينة البتراء، خصوصاً في الجانب التنموي ومشكلتي الفقر والبطالة.

كما حضر اللقاء رئيس الديوان الملكي الهاشمي، ومدير مكتب جلالة الملك، ومستشار جلالة الملك لشؤون العشائر، وأمين عام الديوان الملكي الهاشمي.

وفي إطار حرص جلالته على تفقد أحوال المواطنين، خصوصا رفاق السلاح من المتقاعدين والمصابين العسكريين في مختلف محافظات المملكة، عاد جلالة الملك خلال زيارته إلى إقليم البتراء، العقيد المتقاعد سليمان علي ابراهيم المشاعلة، الذي التحق بصفوف القوات المسلحة سنة 1968، وتعرض خلال الخدمة لإصابة أدت إلى بتر الطرف السفلي الأيسر.

واطلع جلالته خلال الزيارة، التي رافقه فيها أمين عام الديوان الملكي الهاشمي، على الأحوال الصحية والمعيشية للمشاعلة، حيث تأتي هذه الزيارة تأكيدا على اهتمام جلالة الملك بفئة المتقاعدين والمصابين العسكريين، وحرصه الدائم على التواصل معهم، تقديرا لدورهم الجليل في خدمة الوطن والدفاع عنه.


gnews

أحدث الأخبار

الأكثر مشاهدة