الجمعة 2024-12-13 17:59 م

الملك يؤكد .. السلطة للشعب

03:45 م

لقاء نخبوي جاء بوقت نحن بامس الحاجة الية,وبظروف دقيقة وغير اعتيادية,جمع الملك مع قادة الرأي والفكر والاحزاب ووجهاء العشائر وممثلي اطياف المجتمع,حضور ممثل يوحي برسالة بان الجميع متفقون على الملك دون شك,فمن هنا فتح الملك قلبه للجميع مؤكدا لهم بانه مطلع على تفاصيل الاحداث وعلى صغائر الامور وكبائرها,وراسما لخارطة طريق اصلاحية متحضرة وفق معادلات مدروسه.
لقد بين جلالة الملك بان هناك القلة من بعض المتنفعين من المراكز الوظيفية وراسمي السياسات وواضعي القوانين كانوا يمارسون دور الحرباء بالتلون عندما كانوا في موقع المسؤولية من خلال اظهار صورة ايجابية عن الوطن ومسيرته والظهور باللون الاخر والمناكف لسياسات الدوولة,عند انتهاء خدماتهم الوظيفيه,مثقلين بذلك كاهل الوطن بتحليل غامض وانتقاد هدام,ومن هنا تاتي الحاجة لوضعهم في قائمة سوداء حتى تستطيع كل الاجيال ان تميزهم وان تنبذهم.
شفافية اللقاء الملكي كانت عنوانا واضحا فقد اكد الملك على احترامة للاغلبية ورأيها الذي كفله الدستور الاردني,مشداا على ان اي تعديل خارج هذا النطاق هو تهميش للراي العام,موضحا جلالته بان المشاركة الفعالة والايجابية هي السبيل الوحيد لاية اصلاحات اضافية او كما اسماها جلالته الاردن القادم.من خلال المؤسسة الدستورية القادرة على احداث التغيير وهي البرلمان القادم والذي ضمن الملك اكثر من مرة بانة سيكون صناعة شعبية بامتياز وارادة حقيقة للاردنيين.
حديث الملك يعتبر حافزا للاحزاب والنخب والتكتلات لاعدا برامج عمل اصلاحية وطنية انتخابية لا تقل عن عمر اي برلمان,مميزا جلالته بين الشعارات الفارغة الهادفة لخلق فوضى وفتنة ,وبين البرامج الانتخابية التي حملهم مسؤولية اعدادها امام الله والوطن والشعب,والتي يجب ان تتناول القضايا الوطنية المحلية من البطالة والمديونية والاصلاح الضريبي وتطوير النظام الانتخابي وتحسين الخدمات,واعتبر جلالته بان هذه القضايا تعتبر بمثابة اسئلة مطروحة تجاه السياسين والحزبيين والكتل والجبهات الوطنية,والتي ترك المجال لهم للاجابة عليها,وبهذه الحالة فقد منح الملك كل مواطن مفتاح انتخاب وانتفاء صادق وموضوعي من اجل انتاج جكومة برلمانية قادرة ومؤهلة وممثلة,بعيدا عن الانتقاء والمحاصصه.

لقد ضيق الملك الخناق على من اسماهم السلبيين من الحراك والمعارضة وحاصرهم وبين ان المجتمع كله اصبح يعرف طموحهم وهدفهم,وكان الملك يلمح الى مرحلة جديدة من التعامل مع هذا النوع السلبي وهو امر يلبي طموح الاغلبية الصامته الذين امنوا بان لغة السلبية لا تعدو كونها قول اصحاب كلمة سفلى,في حين عزز جلالته من دور المعارضة البناءة والحراك الايجابي باعتبارهما شريكين في الحكم وادارة شؤون البلاد,ضمن الطرق المشروعة والكفولة بالدستور والقانون.
الملك لم يؤثر احدا على احد في خطابة,فقد وجه رسالته الى كل اطياف الشعب بمختلف اعمارهم واصولهم وطبقاتهم وتوجهاتهم,بلغة صريحة وواضحة لا تحتمل التاويل ,لغة مفادها بان الوطن قائم والدستور مظلته وان اي محاولة للتغيير لا تتاتى الا من خلال الاندماج والتواجد في العملية السياسية ضمن القنوات الشرعية المفتوحة والمتاحة,دون ان يدعي احد احتكار الحقيقة او تمثيل الشعب بشعارات جوفاء تلامس العواطف لا تولد الا الاحتقان والتحلل والدمار.

الشق الاقتصادي كان حاضرا في حديث جلالته حيث احتكم الى لغة الارقام التي يتجاهلها النوع السلبي من الحراك من خلال كيل التهم وابتداع وسائل تضليل غير مفهومة,حيث اوضح جلالته ان العجز المتراكم والدين المتسارع في السنوات الاخيرة جاء نتيجة لعدة اسباب من انقطاع الغاز المصري الى ارتفاع اسعار النفط والنفط العراقي المدعوم,وتحسين الخدمات والرواتب ورفع مستوى المعيشة ,هذه الاعتبارات جاءت للاردنيين مباشرة من راس الهرم مفوتا على البعض فرص التصيد والتاويل,وقد شدد جلالته بان محاربة افة الفساد نهج ضمن المؤسسات المعنية ومن خلال القضاء النزية,وبنفس الوقت انتصر جلالته للشرفاء الذين طالهم جزء من الشخصنة والتجريح واغتيال الشخصية ليؤكد الملك ان لا اقصاء للمخلصين .
تعريف عريق للنظام جاء في خطاب جلالته مفصلا ادواته ومكوناته وعناصرة وبنيته,المواطن والموظف والسياسي والعسكري والمعارض الايجابي,الذين تحكمهم مجموعة من القيم والاخلاق في اداء عملهم بشفافية عالية,وهذا ما يطلق علية الحاكمية المؤسسية الرشيدة باعتبار كل مواطن هو عنصر من عناصر النظام.

خطاب الملك لغة لا يجيدها الا الملوك حدد فيها النسب مع النبي الاعظم واوضح فيها معنى المواطنه واكد فيها احقية المواطن والوطن بالرعاية واوضح انه لا بد من وجود تاريخ للحاكم تضحية وشرف خدمة في جيش اردني باسل,لتكتمل مواصفات الملك المطلوب ضمن معادلة النسيج الاردني ,لذا علينا ان تكون هذه المواصفات بمثابة دليل ارشادي للاخلاص دون الالتفات الى الباحثين عن شعبية وسط جيوب الفقر ومواطن الضعف والنقص.

رسائل الخطاب الملكي هامة وتمثل خارطة طريق اصلاحية سياسية واقتصادية ,ضمن منظومة الدولة,وتحت اطار متكامل من التفاعل المشترك والمساهمة البناءة والادوار المطلوبة لكل فرد,ووضع جلالة الملك امكانيات الدولة السياسية والاقتصادية تحت تصرف المواطن من خلال الاندماج والحضور المطلوب,دون المزاودة والقرع على طبول جوفاء.



عيسى عثمان المبيضين


essa_oth@yahoo.com


gnews

أحدث الأخبار

الأكثر مشاهدة