من يتابع ما يجري على فضاء الآراء والروايات والحكايات والمتضادات التعبيرية في أسواق الكلام الأردني يدرك جيدا أن هناك خللا بنيوياً في أساس العلاقة ما بين الرسمي والعام، ويطغى على المشهد غياب فاضح للرواية الرسمية تجاه ما يقع من أحداث أو ما سيحدث لاحقا، وهذا هو الأهم، فاستقراء الأجواء والتنبؤ بردود الأفعال يجب أن يكون مهمة من يعرفون ماذا سيقدم المطبخ غدا، و لكن يبقى الرسميون على عادتهم في حالة إنكار غير مبررة إلا لخوف من وحش غير موجود.
حالة الحنق التي يعانيها غالبية الشباب الأردني نتيجة البطالة والبطالة المقنعة حيث تدني الرواتب وزيادة تكاليف المعيشة، يقابلها نزق رسمي وانفعالية تعادل الإنفلات غير المؤدب واللاأخلاقي الذي يصدر من قلة قليلة لا تمثل الأردنيين ولا الشباب الأردني الذي تجاوز تفكيره تفكير رؤساء الوزارات التقليديين، وهذا يجب أن يتوقف، وما حدث خلال الأيام الماضية يجب أن يكون درسا لرفع شعار التصريح الإستباقي قبل التشريح الإجتماعي .
لقد استغلّ البعض ممن يجهلون الحالة العامة للإعلام وكثير من المتربصين ممن يدركون تماما ماذا يريدون، استغلوا مقالا نشر في الجريدة الأولى جريدة الدولة 'الرأي' لضرب الإعلام الرسمي برمته، فيما لم يلتفت أحد لما هطل من أمطار سوداء في المنصة العالمية للإعلام والفيس بوك واليوتوب من استغلال لثغرة قاتلة في المنطوق الرسمي الصامت، حيث بثت هناك إشاعات ومعلومات كاذبة هدفها البدء بهذا البلد بما انتهت به سوريا الشقيقة، ومع تحفظي، فإن الخوف الذي يسكن بعض العقليات، واستبدال أهل المهنة الأكفياء بغيرهم من الموظفين أو الشخصيات منتهية الصلاحية، كان سببا في تأجيج مشاعر وأفكار البعض ممن يعشقون تصديق الكذبة حتى لو كانت على حساب الأمن الوطني والسلم الأهلي .
إن الفضاء المعلوماتي بات يهدد الحقيقة في كثير من الأحيان، وقد أخذت مواقع التواصل الإجتماعي وخصوصا 'واتس اب'دورا خطيرا في نشر المعلومات غير الصحيحة أو الدقيقة، بل بات هدفا للفاسدين الإجتماعيين والمتسلقين والكارهين لبعضهم البعض، حيث ينشرون ويتبادلون معلومات ليس لها أساس، وخلال سويعات تلف الغمامة السوداء أجواء البلاد، وحتى يتضح أن المعلومة غير صحيحة يكون المستهدف قد أشبع شتما وتحقيرا واتهاما، وكل ذلك دون أي إلتفاتة لأمانة النقل أو التحري عن الحقيقة.
اليوم يجب أن يعاد الإعتبار لذكاء المواطن ودور الشباب في دعم إصلاح الدولة بأدوات متطورة غير متخلفة، والمبدأ الأول هو إعادة الثقة بإعلام الدولة ودعم وسائل الإعلام الخاصة بالمعلومات والتأهيل، من خلال نقل المعلومة فورا مهما كانت، قبل أن يتلقفها الشارع من أشخاص تأتيهم المعلومات المغلوطة من أفواهنا لنضرب بها رؤوسنا، دون إحترام لعقولنا، حتى باتت المنصات الإسرائيلية مصدقّة أكثر من أنفسنا، والصحافة المأجورة أكثر جرأة علينا من المظلومين في بلادنا، ثم يبقى المسؤولين يزدادون نزقّا ويتمنون لو يبتلعنا هذا الفضاء، وفي كل مرة نفشل في إدارة أزمة الإعلام بإغراق السوق بمنصات لا تملك أي رؤية مقابل إعلام فردي مشحون حد الإنفجار.
-
أخبار متعلقة
-
أفضل سيارات مازدا في استهلاك البنزين لعام 2018
-
الفاخوري يعلن تبرع بنك الأردن بمليون دينار أردني لصندوق "همة وطن"
-
توفيق فاخوري يدعم صندوق "همة وطن" بمبلغ نصف مليون دينار أردني
-
شاهد لحظة سقوط الطائرة الأوكرانية بعد اشتعالها في الهواء
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر – فيديو وصور
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر
-
بـرنامـج الـوكـيـل فـي إجـازة سـنـوية
-
حفرة امتصاصية في جرش .. خطرٌ يُهدد المواطنين و يُضر السياحة | فيديو