الوكيل - أكد رئيس الوزراء الدكتور عبدالله النسور ان العلاقات الاردنية التركية تلتقي على الكثير من الثوابت والانسجام أساسها التاريخ المشترك وبنيانها العلاقات المستمرة والنامية بين البلدين على كافة المستويات.
كما أكد النسور خلال رعايته أمس الندوة الدولية 'القواسم المشتركة والتفاعل الثقافي بين الاتراك والعرب' والتي نظمتها كلية الدراسات الدولية والعلوم السياسية في الجامعة الاردنية بالتعاون مع اتحاد الجامعات العربية والمركز الثقافي التركي 'يونس أمرة' في عمان ضرورة تدعيم علاقات البلدين سيما وانها نموذج في العلاقات الثنائية، لتمتع السياسية الخارجية لكلا البلدين بصفات مشتركة، سطورها التقارب في وجهات النظر وتناغم في الرؤيا حيال العديد من القضايا السياسية والاقتصادية.
وقال ان النسور ان زيارة جلالة الملك عبدالله الثاني في آذار (مارس) الماضي فتحت آفاقا جديدة في تلك العلاقات، مشيرا الى أن عودته أمس من تركيا عقب زيارة رسمية لها تأتي في اطار تنمية أواصر تلك العلاقات، سيما وانه التقى العديد من المسؤولين في القطاعين العام والخاص.
وبين النسور ان بحث خلال تلك الزيارة في العديد من القضايا السياسية والاقتصادية وغيرها، مبينا أن العشرين من الشهر الحالي سيشهد زيارة وفد تجاري تركي للمملكة يعقبها زيارة لنظيره التركي ليتم مع نهاية الشهر توقيع 24 اتفاقية تجارية.
وأضاف انه سيتم بحضور رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان تدشين منطقة اقتصادية حرة تركية في العقبة ليتم عبرها تصدير المنتجات التركية لشرق افريقيا وجنوبها، كما سيتم التباحث خلال تلك الزيارة اقامة مصانع تركية في منطقة المفرق لمعالجة الخلل الذي اصاب التجارة البينية البرية بسبب الحالة التي تعيشها سورية حاليا، ليتم التصدير لمنطقة آسيا العربية.
ولفت النسور الى تشابه مواقف البلدين تجاه القضايا العربية وبشكل خاص القضية الفلسطينية والتي قال النسور انها 'الجرح العربي' وأم القضايا والمتاعب لمنطقة الشرق الاوسط، مبينا أن لتركيا تأثيرا كبيرا تجاه المساهمة في دفع جهود السلام بين الفلسطينيين والاسرائيليين.
وفيما يتعلق بالملف السوري قال النسور ان كلا من الاردن وتركيا يشتركان في حدود مع سورية كما ان كلا منهما يستضيف اعدادا ضخمة من اللاجئين السوريين الذين فروا من جحيم القتل وسفك الدماء.
وقال ان عدد اللاجئين السوريين في الاردن والمسجلين رسميا فاق 530 الف لاجئ، وكان سبقهم قبيل تحول الاحداث في سورية للعنف نحو نصف مليون اخرين والذين عبروا الحدود بطريقة رسمية ليتجاوز العدد الاجمالي مليونا وربع مليون سوري تزامن وجودهم مع أزمة اقتصادية عالمية عانى الاردن منها كما العديد من دول العالم، في ظل محدودية الموارد.
وبين أن كلا من الاردن وتركيا يتمتعان بنظرة معتدلة حيال قضايا المنطقة، كما ان تركيا مثل الاردن ذات اسلام معتدل يجنح للمحبة والسلام وقيم الحرية والاعتدال الامر الذي اعتبره نقطة تسهم في قوة ورفعته.
من جهته قال وزير التعليم التركي ناجي أوجي انه لا بد من ضم دول البلقاء الى خريطة العلاقات العربية التركية، بهدف توسيع نطاق العلاقات لتصبح عائلة كبيرة يجمعهما عدد من القضايا ابرزها الدين الحنيف.
واكد رئيس الجامعة الاردنية الدكتور اخليف الطراونة اهمية الندوة التي تزيد التفاعل الحضاري والثقافي بين الامتين العربية والتركية، مشيرا الى ان التاريخ الطويل بينهما قام على الاحترام المتبادل والتقدير ومراعاة المصالح وعدم التدخل بالشؤون الخاصة لكلا الطرفين.
ولفت الطراونة الى ان الندوة تنعقد في وقت تضطلع به تركيا بدور محوري مهم في المنطقة والعالم وينهض فيه الاردن بدوره السياسي والقيادي بين دول المنطقة والعلم.
من جهته عرض وزير الثقافة الاسبق صلاح جرار للقواسم الثقافية المشتركة والتداخل الثقافي بين الاتراك والعرب منذ فجر الاسلام، بالإضافة للعلاقات التاريخية بين الجانبين، مشيرا الى انها ليست علاقات تشاركية وانما علاقات تكامل وتلاحم عز نظيره بين اي امتين.
واشار امين عام المراكز الثقافية التركية الدكتور حياتي ديفيلي الى جذور الشجرتين العملاقتين التركية العربية واللتين تجتمعان وتتشابك جذورهما بتاريخ وذاكرة واحدة ودين حنيف مشترك.
وعرض رئيس اتحاد الجامعات العربية الدكتور سلطان ابو عرابي لآفاق التعاون مع الجامعات الدولية ومن بينها الجامعات التركية، مشيرا الى ان هذا التعاون كبير بدرجة لا يمكن تأطيرها بحدود.
من جهته ذكر السفير التركي في عمان سيدات أونال أن العلاقات التركية العربية تطورت بصورة كبيرة عقب انتهاء الحرب الباردة، وترافق ذلك مع زوال عدة كوابح في طريق تحرر تلك العلاقات لآفاق رحبة.
وبين ان الجانبين يبذلان جهودا كبيرة لتطوير وتوسيع افاق تلك العلاقات، مشيرا الى توسع التجارة الحرة بينهما من 8 مليارات دولار قبل 10 سنوات لتصل حاليا الى 50 مليار دولار، وارتفاع عدد السياح بين الجانبين من 400 الف خلال نفس الفترة الى نحو مليوني سائح سنويا، مؤكد رغبة بلاده في الانخراط في جهود تحقيق السلام في المنطقة.
واشار اونال الى زيارة جلالة الملك الاخيرة لتركيا واهميتها في اطار رغبة البلدين في تطوير علاقاتهما لآفاق ارحب، مدلللا على ذلك بزيارة الرئيس النسور خلال الايام الماضية لتركيا ضمن هذا الاطار ما يدل على ارادة حقيقية في تطوير تلك العلاقات، ورغبة بلاده في بناء منظومة تعاون مع الاردن تكون ارضية للاجيال القادمة.
وتضمن برنامج الندوة الذي يستمر أربعة ايام 28 ورقة عمل سيقدمها متخصصون أردنيون واتراك وعرب على عدة موضوعات تتمحور حول العلاقات العربية التركية والمناهج الدراسية وفن العمارة، وتطورات العلاقة بين الجانبين واستمراراها والعلاقات الثقافية وتأثير وتأثر كلا الحضارتين ببعضهما.
وافتتح على هامش الندوة معرض للفنون والتراث التركي، وزاوية تركية في كلية اللغات الاجنبية تتضمن معلومات حول الحضارة والتاريخ التركي.
(بترا- عدنان السخن)
-
أخبار متعلقة
-
أفضل سيارات مازدا في استهلاك البنزين لعام 2018
-
الفاخوري يعلن تبرع بنك الأردن بمليون دينار أردني لصندوق "همة وطن"
-
توفيق فاخوري يدعم صندوق "همة وطن" بمبلغ نصف مليون دينار أردني
-
شاهد لحظة سقوط الطائرة الأوكرانية بعد اشتعالها في الهواء
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر – فيديو وصور
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر
-
بـرنامـج الـوكـيـل فـي إجـازة سـنـوية
-
حفرة امتصاصية في جرش .. خطرٌ يُهدد المواطنين و يُضر السياحة | فيديو