رنا النبر- حين يبدأ الاعلان عن المهرجان نبدأ بالتفكير والتمحيص الدقيق: نروح ولا بلاش البهدله؟ معقول مهرجان عظيم عالمي في احدى اجمل المواقع الأثرية في العالم ولا نزور فعالياته ونحن ابناء الوطن؟ غير معقول؟؟ شددنا الرحال محاولين التفاؤل انه يمكن هذه المرة يكون الوضع احسن، وفي هذه المرة يرافقني ضيوف وشقيقتي وابنتها الصغيرة لزيارة المهرجان وحضور الليلة الاردنية.. المغامرة الاولى: العملية التنافسية على مواقف السيارات، عند الاقتراب من امام مركز الزوار، يقفز امامي الشباب الطيبة لاعطاء التعليمات كيف اركن سيارتي في الشارع العام!!!! وبأي طريقة وان ادفع 5 دنانير مقدما علما بان المواقف خاليه خصوصا حين وصولنا ساعة المساء. طبعا لعدم احراج ضيوفي وخوفي من شطب دهان السيارة او تنفيس الاطارات, دفعت وسرنا الى مكتب التذاكر وانا لا زلت غير مرتاحة! الشب الطيب قال لي انه متضمن المواقف من البلدية والشرطة لا دخل لها حين طلبت رايهم. المغامرة الثانية: موظفين اثنين عند التذاكر ومن ورائهم شخص ثالث متمدد على فرشه بدون حذاء على مد النظر وراء شباك التذاكر على وجوههم كل مؤشرات الملل. طلب الموظف المحترم العابس 12 دينار ومددت له 15 دينار، يسرع بالقول 'هاتي دينارين، ما في فراطة!!' للمرة الثانية اتغاضى واكبت غضبي حتى لا انزع مشوار العائله! تجولنا في الساحة الرئيسة الجميله وفي شارع الأعمدة الذي ترامت على بعض اطرافه بعض الاكشاك منها للمأكولات. ويا للقرف من القاذورات في كل مكان. كل مواقع المهرجان وارضياته تزخر بجميع انواع القاذورات واعقاب السجائر وفي بعض الاماكن تلال صغيرة من القاذورات وبقايا الاطعمة بما فيها مداخل المدرجات التي تجري فيها الفعاليات. المغامرة القادمة كانت محاوله تفادي الاطفال الصغار والشباب الذين اما في خلف او امام او على جانب الزوار يحاولون بيع المياه والاطعمة والتحف. اقسم اني رايت اطفال لا يتعدى عمرهم 6 سنوات يحملون صناديق المياه ويجولون في المدرج الجنوبي! اما الجلوس مع الشباب الطيبة في المدرج الجنوبي كانت مغامرة بحد ذاتها لدرجة اننا استنجدنا بالأمن لنتمكن من ايجاد بقعه آمنه بين التجمعات الشبابية المتحمسة والمدخنه لمتابعة فنان الأردن الذي اعتز بصوته اسامة جبور، لست متكبرة ويشرفني لو كان الوضع حضاريا ان انضم الى حماسهم ولكن كان الوضع كان ابعد ما يمكن عن الحضارة. كنا ننظر بعين الى المسرح والعين الاخرى ترقب وتصلي ان لا يسقط علينا احدهم من الادراج العليا ناهيك عن رمي زجاجات المياه وتقطيع البوسترات ورمي الاوراق على الناس. لا الوم العائلات التي غادرت المسرح من البداية. وطبعا من الواضح ان تم فتح الابواب للجميع في منتصف الحفل لملْ المدرج الذي بدأ يخلو من المتفرجين الا من 'الشباب الطيبة'!! كلمة حق يجب ان تقال وهي للأمن العام الذين من دون تواجدهم بزخم لا يمكن لهذا المهرجان ان يتم دون كوارث! كنت اجلس بجانبهم واراقب عملهم الذي يؤدونه بكل صبر وروح اخلاقية ومهنية عالية. الا انني كنت اتمنى ان تكون لهم يد من حديد مع من يرمون القاذورات على الارض بالرغم من وجود الحاويات في كل مكان. خرجنا من المدرج ونظرت الى جمال المدينة باعمدتها المضيئة وهواؤها العليل وما اجمل ان تزخر بالناس والمصطافين والاطفال والفرح. انه منظر جميل يشعرنا بالفخر كاردنيين الا انني سابقى على ذكرى الاعوام الاولى من المهرجان حين كان 'مهيوبا'، وساودع جرش وقت المهرجان للمرة الأخيرة وازورها وهي هادئة وراقية ومحترمة لأن زيارتها وقت المهرجان سبب لي ولضيوفي الالم والحسرة والشعور بالخسارة والحزن على ما آلت اليه الامور. لا ادري ماذا سيكون رد فعل الرومان لو رأوا جرش ليلة الامس! اسفي على السياحة والبيئة، اسفي على استغلال المهرجان بطرق رخيصة .. ما الذي يحدث لنا؟ اين الاخلاق الطيبة؟ اين الضيافة؟ والنظافة التي هي من الايمان؟ ليلة امس اطفئت الشعلة اعلانا بانتهاء المهرجان وانا اطفئت في روحي شعلة اخرى ولن اسمح لنفسي او لمن احبهم ان 'يتبهدلوا' مرة اخرى
-
أخبار متعلقة
-
أفضل سيارات مازدا في استهلاك البنزين لعام 2018
-
الفاخوري يعلن تبرع بنك الأردن بمليون دينار أردني لصندوق "همة وطن"
-
توفيق فاخوري يدعم صندوق "همة وطن" بمبلغ نصف مليون دينار أردني
-
شاهد لحظة سقوط الطائرة الأوكرانية بعد اشتعالها في الهواء
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر – فيديو وصور
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر
-
بـرنامـج الـوكـيـل فـي إجـازة سـنـوية
-
حفرة امتصاصية في جرش .. خطرٌ يُهدد المواطنين و يُضر السياحة | فيديو