الوكيل - سجل المركز الوطني لحقوق الانسان ارتكاب بعض إدارات المدارس الخاصة انتهاكات تمس حقوق المعلمين واوصى باصدار نظام لتصنيف المدارس الخاصة ووضع آلية ونظام رقابة كاف وفعال يضمن تقيد المؤسسات التعليمية بأهداف التعليم وغاياته وبالمعايير التي وضعتها الدولة للحق في التعليم.
وقال المركز في تقريره عن حق التعليم في الاردن لعام 2012 ان الانتهاكات تتعلق باستمرار تدني أجور المعلمين في العديد من المدارس الخاصة، وتوظيف بعض هذه المدارس معلمين بأجر يقل عن الحد الأدنى للأجور وفقا لقانون العمل الأردني مخالفة بذلك العقود المبرمة بينها وبين المعلمين وفسخ العديد من المدارس عقود المعلمين والمعلمات في نهاية الفصل الدراسي الثاني، وإعادة تجديد عقودهم في بداية الفصل الدراسي الأول، للحيلولة دون دفع رواتبهم في العطلة الصيفية.
ويوجد في الاردن 2478 مدرسة خاصة تشكل 1ر40 بالمائة من مجموع عدد المدارس فيما تشكل نسبة معلميها 24ر25 بالمائة من مجموع المعلمين وطلبتها 23 بالمائة بحسب الارقام التي اوردها التقرير لعام 2012 .
واضاف التقرير ان الانتهاكات تشمل لجوء بعض المدارس الخاصة إلى دفع الرواتب عن عشرة شهور في السنة فقط، الأمر الذي يعد مخالفة صريحة لعقد العمل الموحد الخاص بعمل معلمي المدارس الخاصة ومعلماتها والموقع من الأطراف ذات العلاقة، وهي: وزارة التربية والتعليم، ووزارة العمل، ونقابة العاملين في التعليم الخاص، ونقابة أصحاب المدارس الخاصة، والذي يعطي المعلمين والمعلمات الحق في أجور السنة كاملة بدءاً من سنة العمل الثانية.
وتعمد بعض المدارس الخاصة لاقتطاع اشتراكات الضمان الاجتماعي كاملة من راتب المعلمة أو المعلم وتقوم بعضها بتأجيل إشراك المعلمات والمعلمين العاملين فيها بالضمان الاجتماعي بعد مباشرتهم العمل اضافة الى ان غالبية المدارس الخاصة لا توفر التأمين الصحي للمعلمات والمعلمين.
واشار التقرير الى ان العقد الموحد المعتمد لدى نقابة اصحاب المدارس الخاصة والمبرم بين المعلم وصاحب المدرسة الخاصة لا يتضمن اي نص على الزامية توفير التأمين الصحي للمعلمين والمعلمات العاملين في هذه المدارس.
وقال التقرير ان المعلمات في عدد كبير من المدارس الخاصة لا يحصلن على إجازة الأمومة البالغة عشرة أسابيع قبل الولادة وبعدها؛ اذ توقف غالبية إدارات المدارس الخاصة راتب العاملة خلال إجازتها، فيما تفصل بعض إدارات المدارس الخاصة المعلمة من عملها عندما تعلم بحملها، وبعضها الآخر يحدد اجازة الأمومة بأسبوعين، ومنهم من يحددها بعشرين يوما، وفي مدارس أخرى تتحدد إجازة الامومة بعشرة أيام ودون راتب، وإذا لم توافق المعلمة تجبر على تقديم استقالتها.
واضاف ان العديد من ادارات المدارس الخاصة تحسم من رواتب المعلمين خاصة إذا تأخروا عن دوامهم الصباحي، كما لا يحصل العديد من المعلمات والمعلمين على بدل عمل إضافي عندما يمتد دوامهم لأكثر من ساعات العمل الرسمي، خلافا لنص المادة (59) من قانون العمل الأردني.
وعن العملية التعليمية اورد التقرير جملة من التحديات التي ما تزال تعوق توفير بيئة تضمن التمتع بالحق في التعليم على المستوى الواقعي اهمها تكرار ظهور حالات نقص الكادر التعليمي وخاصة بين المعلمين الذكور من أصحاب التخصصات في مواد: العلوم والرياضيات والفيزياء وعلوم الأرض واللغة الانجليزية.
وتتعلق التحديات ايضا بقيام بعض المعلمين بتدريس مواد بعيدة كل البعد عن تخصصاتهم في حال وجود نقص في مدرّسي مادة ما، مما يؤثر على حسن سير العملية التربوية، وعدم تدريس هذه المواد بالشكل المطلوب.
وقال التقرير ان وزارة التربية والتعليم تنتهج العديد من السياسات للحد من نقص الكادر التعلمي منها: سياسة الابتعاث للطلبة الجامعيين في المواد العلمية وتأنيث الصفوف الاربعة الاولى، والصفين الخامس والسادس في المناطق النائية اذا تمت موافقة المجتمع المحلي على ذلك وتتم الاستفادة من المعلمين الذكور للتدريس في الصفوف العليا لتغطية النقص في الكادر التعليمي في مدارس الذكور وسياسة التحفيز حيث يصرف للمعلم الذي يعمل خارج محافظتة او اقليمه علاوة شهرية تتراوح بين 100 الى 150 دينارا.
ومن هذه التحديات وجود مدارس تتبع نظام الفترتين يدرس فيها ما نسبته 1ر10 بالمائة من الطلبة ووجود عدد من المدارس الحكومية المستأجرة؛ اذ تبلغ 868 مدرسة، وتتركز في مدن: عمان واربد والزرقاء، وتعزو وزارة التربية والتعليم الأسباب الكامنة وراء استمرار استئجارها للمدارس إلى عدم توافر قطع أراض للبناء عليها، خاصة في مناطق الاكتظاظ السكاني بالإضافة إلى قلة الموارد المالية في أحيان أخرى.
واشاد المركز الوطني بتبني وزارة التربية والتعليم خطة استراتيجية للتخلص من المدارس المستأجرة وذات الفترتين، الا ان الهجرات القسرية المتتابعة منذ عام 1991 وحتى عام 2012 من اللاجئين من الدول المجاورة وبأعداد كبيرة، اضافة إلى وجود العمالة الوافدة بصحبة عائلاتهم حالت دون تحقيق الخطة بالفترة المطلوبة.
وتشمل التحديات ايضا وجود مدارس حكومية يعاني فيها الطلبة شدة البرد في فصل الشتاء؛ بسبب عدم توافر التدفئة، أو عدم كفايتها، بالإضافة إلى وجود نوافذ مكسورة يتقاسم الطلبة كلفة تصليحها؛ لتقيهم من البرد، وفي حال وجود التدفئة يتم استخدام مدافئ الكاز التي ينبعث منها غازات ضارة خصوصا في غرف صفية ضيقة تعاني اكتظاظاً بأعداد الطلبة فيها، علاوة على عبث الطلبة بتلك المدافئ في أثناء فترة الاستراحة بين الحصص ما يشكل خطورة عليهم .
واشارالتقرير الى قلة النظافة في عدد من المدارس خاصة في المرافق الصحية؛ ما قد يشكل خطرا على صحتهم داعيا الى تحسين بيئة التعلم المادية، وصيانة المدارس التي تحتاج لصيانة، وتزويدها بمستلزمات التدفئة المناسبة، وتوزيع معاطف الشتاء على الطلبة، والاهتمام بنظافة المدارس وتعقيمها بشكل مستمر، ومتابعة المديريات لتطبيق برنامج 'الاعتماد الوطني للمدارس الصحية'.
واشار الى وجود مدارس تقع على الشوارع الرئيسة في محافظات الجنوب من دون وجود حواجز حديدية لأبوابها، أو مطبات بالقرب منه وخزانات المياه فيها مكشوفة، وتتعرض للتلوث إلى جانب وجود بعض الأسوار المتصدعة التي تحيط ببعض المدارس، والبوابات الحديدية الضخمة التي تنقصها الصيانة، وتشكل خطورة كامنة على حياة الطلبة.
ولاحظ المركز وجود تفاوت كبير بين بعض المدارس الخاصة، وغالبية المدارس الحكومية في البرامج والمناهج والإمكانات يؤدي إلى تفاوت ثقافي واضح داخل المجتمع الواحد خاصة في ضوء الفرص المتاحة في المملكة في بعض المواقع القيادية، والتي تتطلب مهارات قد لا يوفرها التعليم العام مما سيزيد في التمايز بين الأردنيين.
( بترا )
-
أخبار متعلقة
-
أفضل سيارات مازدا في استهلاك البنزين لعام 2018
-
الفاخوري يعلن تبرع بنك الأردن بمليون دينار أردني لصندوق "همة وطن"
-
توفيق فاخوري يدعم صندوق "همة وطن" بمبلغ نصف مليون دينار أردني
-
شاهد لحظة سقوط الطائرة الأوكرانية بعد اشتعالها في الهواء
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر – فيديو وصور
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر
-
بـرنامـج الـوكـيـل فـي إجـازة سـنـوية
-
حفرة امتصاصية في جرش .. خطرٌ يُهدد المواطنين و يُضر السياحة | فيديو