الأربعاء 2024-12-11 17:37 م

الولاية العامة .. مرة أخرى وأخرى

11:24 ص

طفت مسألة الولاية العامة والتغول عليها، على السطح بقوة متزامنة مع تشكيل حكومة الدكتور عمر الرزاز. ولاحظنا فهما ملتبسا لهذا المصطلح الوطني المهم، أهدافه وحدوده واطرافه. ويشتد الكلام في الولاية العامة، حين التشكيل الحكومي الجديد.

لو ان الرئاسات الأردنية الخمس: الديوان الملكي والمخابرات العامة وقيادة الجيش والأعيان والنواب حملت «كود» الولاية العامة وشيفرتها ووضعتها بين يدي رئيس الحكومة، أي رئيس حكومة قائلين له: الامر والقرار كله لك وبين يديك ونحن لسنا طرفا فيه. لاعتبرت ذلك خذلانا للرئيس وعملا معاديا له وسحبا للبساط من تحت اقدامه وبداية نهايته!!
فالولاية العامة، يجدر ان تكون في أيدي كل القيادات المختصة، تتخذ قرارها بالتشاور المبني على المعلومات والتحليلات والأرقام والدراسات، لا على الاجتهاد الفردي ولا على ركوب الرأس ولا على تجاوز الهيئات.
الولاية العامة مؤسسة وليست شخصا او موقعا واحدا. مؤسسة تجمع قيادات الصف الأول وتستعين بذوي الاختصاص والخبرة بحيث تكون المبادرة والخيال السياسي والاجتهاد الفردي عناصر معينة مساعدة من اجل قرار وطني اكثر نضجا.
لقد استقر لدى الرأي العام ان هناك ارتباطا محكما وثيقا بين كتاب التكليف والرئيس والطاقم الوزاري الذي سينفذه. فليس يمكن ان يشيل الحمل الثقيل المائل، شخصيات ضعيفة مائلة، ليس لها عمق شعبي ولا تجربة سياسية ولا معرفة بجغرافيا وديموغرافيا الوطن. اذ ان من ابسط المؤهلات ان يكون حملة هموم الناس، الذين يتصدون لمهام الرسم والتخطيط والحكم، ان يكونوا على معرفة بالناس الذين يخططون لهم وبالمناطق المطلوب منهم تنميتها. وان تشكيلا حكوميا ضعيفا سيلقي بأعباء ثقيلة هائلة على كل المؤسسات الأمنية والسياسية والنيابية والاقتصادية الوطنية.
ظلّت الولاية العامة في بلادنا، ردحا طويلا من الزمن، حلبة صراع وتجاذب واشتباك، يعلو أوارها او يخفت، حسب قوة الشخصيات التي في دكة القيادة وليس حسب الدستور او حسب التراتبية او حسب المصالح العليا للبلاد. لا بل ان ذلك الصراع، ألحق ضررا بالمصالح الوطنية العليا بحجة ان الحدود ليست واضحة وبذريعة ان الصلاحيات متداخلة. رغم ان الحدود الفاصلة أو العازلة بين كل المكونات والقيادات، موضّعة ومحددة «على البيكار» ومرسّمة بدقة ليزرية، ومن الطبيعي ان تكون الصلاحيات متشابكة متداخلة، ومن الضروري ان يكون بينها اكثر اشكال التعاون مرونة وان تتميز فواصل التمدد بينها بالوصل لا بالفصل.
gnews

أحدث الأخبار

الأكثر مشاهدة