الأربعاء 2024-12-11 15:37 م

الولدُ الذي في خاطري

06:31 ص

يا الولدُ الشاردْ ؛ في الجوّ الباردْ ..هذي خيمة أهلك ..هذي خيبة روحك ..تتكاثر ..تحمل أقلامك ..مسطرتك..والبوط المتزحلق من قدميك ؛ أتذكرُ ..؟ كنتَ تئنُّ ولكنك أيضاً تحلمُ أن تبني جيوشاً لفلسطين على مرمى حجرٍ منك ..وكنتَ تأخذُ مصروفك (شلناً ) ..وتطير إلى الدكانةِ ..السيجارة قرشان و أخرى قرشان و كبريتة ..تأخذ دفترك التالفَ..تسطّرُ أشعارَك في الوادي ..كنتَ وحيداً ..وأردتَّ بأن تبقى بالوحدة كي لا يسرق أشعارك (غول) أو يضحكَ منك عليك الجمعُ الأقربُ..!

الوادي..مهبطُ وحيك ..تصرخُ ..تستلقي وتكلّم نفسك ..ترسم معها دربك معجوناً بالأرض..تصارحها : سأصيرُ..تردّ عليك : ستصيرُ..وما صرتَ سوى طبقاتٍ من طرقاتٍ و جسورٌ لستَ تراها ..كي تشبك هذي الدربَ بتلك الدرب..!
يا الولدُ النازفُ ..كيف تجازفُ ..بهروبٍ من أغطيةٍ لعشيرةْ..؟ كيفَ تمرّدتَّ وأخرجتَ عراءك للشارع ..و تبسّمتَ وأنت تراهم يضعون اللعنة فيك ..وأذنك تسمع ألف شتيمةْ ..!!
طويتَ الدربَ على كتفكَ..ومضيت..تراهنتَ على ذاتك مع ذاتك ..ومضيت ..قسّمتَ العمر مراحلَ ..ومضيت ..أشعلتَ شموعك وسط الريح الجبّارة..ومضيت ..وقفتَ على جبلٍ ..وقلتَ لهم : أنتم أصغر في عيني ..ومضيت..!
يا الولدُ الماضي ..كنتَ تودُّ بأن تمشي بنعالك للعالم ..و تقودَ ..وها أنت الآن ..تماماً ..لستَ تقود سوى بعضِ نعالك ..!
يالولدُ التائهُ .. نعلُكُ باليةٌ ..قدماكَ تبولان عليك ..!


gnews

أحدث الأخبار

الأكثر مشاهدة