الجمعة 2024-12-13 12:49 م

انخفاض الشعبية هل يبرر رحيل الحكومات؟

07:13 ص

?علم رئ?س الوزراء، د. عبدا? النسور، أن شعب?تھ تدھورت في ا?شھر ا?خ?رة، على وقع قرارات إلغاء الدعم عن المحروقات

والكھرباء، وس?اسات تقشف?ة تبنتھا حكومتھ ضمن برنامج التصح?ح ا?قتصادي الذي اتفقت عل?ھ مع صندوق النقد الدولي.
وكان من الطب?عي أن تنعكس الحالة الشعب?ة ھذه على مواقف ت?ار عر?ض في مجلس النواب، ?توعد بإسقاط حكومة النسور تحت القبة،
مع اقتراب موعد الدورة البرلمان?ة الثان?ة.
حالة النسور ل?ست استثناء في عموم العالم كلھ. ا?زمة ا?قتصاد?ة لم تترك بلدا واحدا في حالھ؛ فقد ضربت ا?قتصادات الكب?رة قبل
الصغ?رة، وأودت بشعب?ة الحكومات التي لجأت إلى اتخاذ تداب?ر اقتصاد?ة مشددة لتجاوز ا?زمة.
في فرنسا، تراجعت شعب?ة الرئ?س فرانسوا ھو?ند بشكل غ?ر مسبوق، وبلغت في آخر استط?ع 26 %، بسبب ارتفاع معد?ت البطالة
وتراجع النمو ا?قتصادي. كما تراجعت شعب?ة رئ?س الوزراء ال?اباني ش?نزو آبي الشھر الماضي إلى أقل من 55 %، بعد رفع ضر?بة
ا?ستھ?ك 3 %.
زع?م أكبر اقتصاد في العالم، الرئ?س ا?م?ركي باراك أوباما، لم ?سلم من داء انخفاض الشعب?ة. فبعد أن دخل الب?ت ا?ب?ض أول مرة
بشعب?ة تجاوزت نسبة 63 %، عاد وخسر في أقل من عام?ن أكثر من عشر نقاط، وللسبب نفسھ؛ ا?زمة ا?قتصاد?ة بكل تبعاتھا.
رؤساء حكومات في دول عرب?ة شھدت تحو?ت د?مقراط?ة في السنت?ن ا?خ?رت?ن، عانوا من المشكلة ذاتھا؛ رئ?س الوزراء المغربي
'ا?س?مي' عبدا?لھ بن ك?ران، والذي شكل حزبھ ?ول مرة في تار?خ المغرب حكومة أغلب?ة، شھدت شعب?تھ انھ?ارا كب?را بعد أقل من
عام على تول?ھ السلطة، بعدما اضطر إلى اتخاذ قرارات اقتصاد?ة غ?ر شعب?ة، كرفع أسعار المحروقات وتقن?ن الدعم.
في تونس، أقر زع?م حزب النھضة الحاكم وزع?م الجماعة ا?س?م?ة ا?قوى في تونس، راشد الغنوشي، بتراجع شعب?ة حركتھ، وفسر
ذلك بجملة مختصرة قالھا في حوار مع صح?فة الح?اة اللندن?ة: 'إنھا السلطة.. معروف أن السلطة عامل تھرئة'.
والثابت من تجارب حكومات عد?دة حول العالم أن تحدي الشعب?ة ? ?م?ز ب?ن حكومات منتخبة أو مع?نة، ?ن ا?زمة ا?قتصاد?ة ھي
ا?خرى لم تفرق ب?ن دول د?مقراط?ة ودكتاتور?ة. غ?ر أن الفرق الجوھري والوح?د ھو في طر?قة تعامل الدول مع ھذا التحدي. ففي دولة
د?مقراط?ة مثل ال?ونان، تطلّب تمر?ر حزمة ا?جراءات التقشف?ة إجراء انتخابات مبكرة مرت?ن في أقل من ث?ثة أشھر، لتأم?ن أغلب?ة
كاف?ة لحكومة قادرة على اتخاذ القرارات الصعبة، بعد أن استقالت الحكومة ا?ولى وفشلت ا?حزاب في تشك?ل الثان?ة.
النسور، كما ?ظھر من حد?ثھ مع الصحف??ن أول من أمس، مستعد لمواجھة كل الخ?ارات والتبعات المترتبة على ما اتخذ وما س?تخذ من
قرارات اقتصاد?ة. ھو ل?س زاھدا بالحكم، ھذا أمر مؤكد، لكنھ ? ?تردد في القول: '? أر?د تمد?دا أو تجد?دا. بدھم ?روّحوني (و?قصد
النواب) ? مشكلة لدي. ? أر?د ش?ئا سوى تأد?ة واجبي الوطني بغض النظر عن موقف النواب أو غ?رھم'.
إذا ما استعرنا وصف الغنوشي، ?مكننا القول إن السلطة قد 'ھرت' بالفعل شعب?ة حكومة النسور، مثلما حصل مع حكومات كث?رة في
العالم، بعضھا ما ?زال مستمراً في الحكم، وأخرى طحنتھا ا?زمة ا?قتصاد?ة. الظاھر لغا?ة ا?ن أن حكومة النسور من الصنف ا?ول؛
فمواجھة ا?زمات ا?قتصاد?ة والقرارات الصعبة ? تستدعي بالضرورة وجود حكومات تتمتع بالشعب?ة. ب?د أن السؤال ?ظل مطروحا
للنقاش: ھل تراجع الشعب?ة ?برر رح?ل الحكومة، أي حكومة؟


gnews

أحدث الأخبار

الأكثر مشاهدة