السبت 2024-12-14 23:30 م

"بدنا نشرب مي"

10:26 ص

وصول م?اه الد?سي إلى عمان ساھم في الحد من أزمة انقطاع الم?اه المعتادة في فصل الص?ف؛ فقد حظ?ت بعض المناطق بكم?ات

إضاف?ة، و?توقع أن تمتد حالة البحبوحة المائ?ة لتشمل محافظات أخرى.
لكن في غمرة ا?حتفا?ت بافتتاح مشروع الد?سي، ما تزال مناطق واسعة في ا?ردن تئن من نقص الم?اه. 'الغد' أفردت ?وم أمس
مساحة واسعة لتغط?ة احتجاجات المواطن?ن على انقطاع الم?اه عن أح?ائھم وبلداتھم في أكثر من محافظة. في إربد، أغلق سكان 'سال'
و'أم الجدا?ل' الطرق احتجاجا على انقطاع الم?اه عن منازلھم منذ أساب?ع. وكذلك ا?مر في لواء بني عب?د. وفي الطف?لة، ?قول سكان
بعض المناطق إن الم?اه لم تصل لخزاناتھم منذ ث?ثة أشھر. وسبق أن احتج مواطنون في الكرك والمفرق والزرقاء.
ربما ?بالغ ا?ھالي في تقد?ر مدة ا?نقطاع، لكن ھناك مشكلة حق?ق?ة ? ?مكن تجاھلھا، والمفارقة أنھا تفاقمت مع بدء ضخ م?اه الد?سي إلى
العاصمة، ما خلق شعورا لدى سكان بعض المحافظات بغ?اب العدالة.
بالطبع، ھذا ا?نطباع ل?س دق?قا. فم?اه الد?سي، كما ھو مخطط، ستوزع على معظم المحافظات. وستشھد مناطق أخرى وفرة في
المصادر المائ?ة التي كانت مخصصة لعمان وإربد، ا?مر الذي ?عني توف?ر كم?ات إضاف?ة لمناطق محرومة. المھم توزع الم?اه بعدالة
على جم?ع المناطق، وحسب الكثافة السكان?ة.
المبررات التي ساقھا بعض المسؤول?ن ?نقطاع الم?اه في أكثر من منطقة، تكشف عن تقص?ر ا?جھزة الرسم?ة في إجراء عمل?ات
الص?انة ال?زمة قبل موسم الص?ف. فقد أشاروا جم?عھم في تصر?حاتھم لـ'الغد' إلى أن تعطل المضخات، أو استبدال القد?مة بجد?دة، ھما
السبب وراء توقف الضخ. كان ا?جدر بأجھزة الوزارة أن تتفقد المضخات في وقت مبكر، وأن تُجري أعمال الص?انة في ا?وقات التي
?تراجع ف?ھا الطلب على الم?اه، لتجنب أزمة الص?ف.
الدولة ا?ردن?ة في غنى عن إضافة أسباب جد?دة ل?حتقان الشعبي؛ ?كفي الناس صعوبات المع?شة، وغ?ء ا?سعار، وتآكل الرواتب،
والكھرباء، والبطالة، وغ?رھا من الصعوبات.
الخطورة في ا?حتجاجات المتعلقة بالقضا?ا الخدم?ة أنھا تشمل فئات اجتماع?ة ? تنخرط في العادة بالحراكات الس?اس?ة والحزب?ة، لكنھا
تجد نفسھا مضطرة للنزول إلى الشوارع لتصب جام غضبھا على الحكومات والمسؤول?ن. كل ذلك ?خلق حالة من السخط العام، ?مكن أن
تتخذ في أي لحظة طابعا س?اس?ا معاد?ا بالضرورة للدولة وأركانھا.
الكث?ر من مصادر التھد?د ل?ستقرار الداخلي في ا?ردن ?مكن التغلب عل?ھا بدون أن تتكلف الخز?نة فلسا واحدا. التوز?ع العادل للم?اه،
وا?دارة الكفؤة مثال عل?ھا. تحس?ن مستوى وأسلوب تقد?م الخدمات للمواطن?ن في الدوائر الحكوم?ة، والتخف?ف من ا?جراءات
الب?روقراط?ة، والعنا?ة بالمرافق العامة والحكوم?ة، إضافة إلى تحس?ن مستوى النظافة في الشوارع، وغ?رھا، من ا?مور التي ?مكن
تحق?قھا بدون الحاجة إلى رصد م?زان?ات إضاف?ة.
بمعنى آخر؛ إدارة الموارد باقتدار، وتفع?ل آل?ات الرقابة، س?ساھمان إلى حد كب?ر في تغ??ر المزاج العام للناس، وتقد?م خدمات أفضل.
?شھر ونحن ننتظر ثورة ب?ضاء لتطو?ر الجھاز ا?داري، لكن كل ما نلحظھ ھو تراجع للخلف.
المواطنون ? ?بالغون في مطالبھم، شعارھم ببساطة: 'بدنا نشرب مي'؛ ھل ھذا كث?ر عل?ھم؟!


gnews

أحدث الأخبار

الأكثر مشاهدة