السبت 2024-12-14 19:39 م

بديل نظام الملالي !

12:11 م

قبل اسبوع عقد في باريس بنجاح لافت، المؤتمر السنوي للمقاومة الايرانية بقيادة منظمة 'مجاهدي خلق'، بمشاركة أكثر من مئة ألف شخص من أعضاء وأنصار المنظمة، وبحضور شخصيات سياسية وبرلمانية واعلامية دولية وعربية، وفي كل مؤتمر تؤكد المقاومة الايرانية، أنها تشكل بديلاً ديمقراطياً جاهزاً لنظام الملالي، حيث تشكل 'مجاهدي خلق' قوة سياسية فاعلة لها امتدادها التاريخي، وتحظى بقاعدة شعبية وبرامج ومشاريع محددة، لا تسمح أن يتحول الفراغ في السلطة إلى أزمة وحرب أهلية. وفي كل مؤتمر تحقق المقاومة انتصارات واسعة على المستوى الدولي والداخلي، وتكسب المزيد من التضامن، يقابل ذلك تصاعد الادانات لسياسات نظام الملالي، بسبب تدخلاته وحروبه الخارجية، وإمعانه في انتهاك حقوق الانسان بوحشية.


ولا يخفى أن نظام الملالي يشعر بقلق جدي، من تصاعد قوة المقاومة وفعاليتها بالداخل والخارج، وكان أحد المؤشرات على ذلك التخطيط لهجوم ارهابي على مؤتمر باريس، تم إحباطه بتنسيق أمني بين بلجيكا والمانيا وفرنسا، حيث اعتقلت السلطات الأمنية في بلجيكا، شخصا وزوجته كانا يخططان لتفجير المؤتمر، بمشاركة دبلوماسي معتمد في سفارة طهران لدى النمسا!

نقل لي الصديق 'موسى افشار' القيادي في منظمة 'مجاهدي خلق'، معلومة ذات دلالة سياسية، تعود إلى عام 1987 عندما التقى الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات، مع مسعود رجوي زعيم 'مجاهدي خلق' في بغداد، وكان افشار يقوم بدور المترجم بينهما، وكانت الحرب العراقية الايرانية لا تزال مشتعلة، إذ سأل رجوي عرفات: ماذا لو كنا نحكم في إيران بدل نظام الملالي، فأجابه عرفات بسرعة 'لتم تطبيق قرار مجلس الأمن 242'، بمعنى انسحاب اسرائيل إلى حدود عام 1967، وإقامة دولة فلسطينية مستقلة'، أي أنه سيكون لإيران دور سياسي ايجابي، على الصعيد الاقليمي والدولي للضغط على أميركا واسرائيل، للاستجابة لحقوق الشعب الفلسطيني المشروعة! وذلك يتعلق بمصداقية 'مجاهدي خلق' ووضوح مواقفها ورؤيتها السياسية، بينما يحترف نظام الملالي المتاجرة بالشعارات الزائفة عن تحرير فلسطين، لكنه في الحقيقة يقوم بعمل تخريبي، سواء في دول الجوار العربي 'العراق وسوريا واليمن والبحرين ولبنان'، أو على صعيد العمل لتعميق الانقسام الفلسطيني، ومن يرصد الخراب والدمار وسقوط عدد هائل من الضحايا، جراء تدخل نظام الملالي في المحيط العربي على أسس طائفية، ربما يفوق الخراب الذي نتج عن الاحتلال الصهيوني لفلسطين، والحروب العدوانية التي شنها على الدول العربية المجاورة! دون أن نغفل أن كليهما 'الكيان الصهيوني ونظام الملالي' يقومان على طابع ديني!

لقد شهدت ايران انتفاضات عارمة خلال السنوات الماضية، ووصلت ذروتها في أواخر العام 2017 ومطلع العام 2018، وحدثت مظاهرات في أكثر من 140 مدينة، قُتل خلالها أكثر من 50 شخصًا برصاص أجهزة قمع الملالي، وتم اعتقال نحو ثمانية الاف شخص، بالاضافة الى تنفيذ المزيد من عمليات الاعدام للنشطاء والمعارضين، بسبب تعبيرهم عن حقوقهم الأساسية في مظاهرة سلمية هتفوا خلالها: 'لا لخامنئي، ولا لروحاني،نعم للديمقراطية'، وهي شعارات تتطابق تماماً مع المشروع السياسي الذي يبشر به المجلس الوطني للمقاومة لإقامة 'إيران حرة وديمقراطية'. وفي الأسبوع الأخير من شهر حزيران الماضي، شهدت طهران والعديد من المدن الايرانية انتفاضات واسعة شاركت فيها مختلف شرائح المجتمع بما فيها 'البازار'، احتجاجا على ارتفاع الاسعار وسوء السياسة الاقتصادية، التي انعكست بانخفاض ملموس في قيمة العملة الايرانية، فضلاً عن تصاعد حملات القمع والاعتقالات وأحكام الاعدام بحق المعارضين لسياسة النظام.

نهج نظام الملالي يقوم على القمع والافقار، وإنفاق مبالغ هائلة توفرت لها بعد الاتفاق النووي، على التسليح والحروب التي يغذيها في العديد من الدول العربية، وتخويف الشعب الايراني من مصير سوريا واليمن اذا سقط النظام، بمعنى أن إيران ستتجزأ وتصبح 'إيران ستان'! لكن الحقيقة أن السبب الرئيسي للمجازر وأعمال الإبادة في سوريا والعراق واليمن، هو تدخلات نظام الملالي. وكان أكبر خطأ استراتيجي أميركي فتح أبواب العراق للنظام الإيراني. والآن نرى أن المنطقة كلها تعاني من وجود هذا النظام.
gnews

أحدث الأخبار

الأكثر مشاهدة