الأحد 2024-12-15 01:40 ص

بشاير جرش

10:59 ص

صعب جداً أن تدعي أنك تستطيع أن تصنع شاعراً أو قاصاً، أو كاتباً أو موسيقيا. هي أشياء لا تباع، ولا تشترى، أو تكترى. لربما سيكفيك ذات حصاد أنك أشرت إلى الورد، وأسهمت في بث بعض الضوء والماء إلى بذرة حسبتها ستكون شجرة وارفة خيراً وجمالاً وحقاً.

حينما خططنا لهذا المشروع الريادي، عبر مهرجان جرش العريق، كان في البال أسماء عديدة لاحتواء المعنى، لكن اسم (بشاير) فرض هيمنته على الفكرة وأطرها. البشارة كالماء البارد للنفس العطشى. فلا أجمل من أن تبرد صدورنا؛ حينما نكشف عن شاعر، أو نشير إلى بذرة كاتب في جوانية شاب من شبابنا.
مساء اليوم سنقف على المسرح الرئيسي لجرش، ونقول للحياة بكل فرح: هؤلاء شباب نرى فيهم بذرة جمال وكتابة وشعر. نراهم باقة تبشر بمعاني العطاء والأصالة. نقف بفخر ونتذكر كيف كان مجتمعنا العربي القديم يستقبل ميلاد الشاعر فهو لسان حاله وعين مقاله ومقامه.
منذ ست سنوات تبنى المهرجان ممثلا بمديره التنفيذي فكرة أن نبحث وننبش عن المواهب الحقيقية ونقدم لها منصة تنطلق لترفرف في سماء الحياة. منذ ذلك الزمن ونحن نشتبك في كل سنة مع مئات الشباب، نمحص وندقق ثم نختار بعناية الآباء وفراسة المعلمين كل موهبة واعدة ونؤشر نحوها بأياد من رجاء وأمل.
في بشاير كان من أجل أهدافنا، أن نضع الشاب الموهوب أمام استحقاق نفسه. نقول له بكل أمانة: لديك موهبة تستحق منك كل جهد لصقلها وتنميتها والعنياة بها. الموهبة شجرة إن لم تُسق بماء التعب والعناية؛ فإنها تذبل وتصير ترابا يذروه التهميش والظل.
اشرنا منذ انطلاقنا إلى ما يزيد عن مئتين موهبة، غدا بعضهم أعضاء في رابطة الكتاب، وبعضهم أصدر كتب، وشارك في مهرجانات عالمية ومحلية. الموهبة الحقيقية قطرة الزيت تطفو على السطح، وتعلن وجودها بكل وضوح.
الجميل أن نقف مع مواهبنا ونمنحها الدفء والدعم والرعاية. وليس أجمل من أن تلتف العائلات والأصدقاء حول هذه المواهب تشجيعها، تأخذ بيدها، وتوفير سبل الدعم النفسي والمادي. ونتمنى أن يصار في قادم الأيام، أن نستطيع التواصل مع المبدعين بدورات مكثفة مدروسة للصقل والتدريب والمتابعة.
بكل فخر نرى المستقبل في هذه الأصوات، ونعول عليها، وكنت أتمنى لو تتسع هذا الزاوية لوشحتها بأسماء هؤلاء الشباب، الذين ستعانق أصواتهم التاريخ هذا المساء. فكونوا معنا.
gnews

أحدث الأخبار

الأكثر مشاهدة