الأحد 2024-12-15 02:26 ص

بلد المليون

06:39 ص

كلما 'اندلع' نقاش حول أوضاعنا ا?قتصاد?ة وظروفنا الصعبة، '?رم?ك' أحدھم بسؤال ناري: 'ط?ب ?ا أخي و?ن راحت الم???ن؟'،

و?قصد م???ن الدو?رات من أموال الضرائب والمساعدات والمنح، وما شابھ. وح?ن ?تشعب الحد?ث بمواض?ع أخرى ف? ?عود ھناك
عنوان محدد للنقاش، وعادة ما ?حصل ذلك في حواراتنا الشعب?ة، تتكرر مفردة المل?ون على ألسنة الناس بكثرة؛ 'عندنا مل?ون مشكلة'،
'مل?ون واحد مستعد?ن ?شتغلوا ھالشغلة، شو فكرك'، '?ا رجل في مل?ون واحد مش ?ق??ن ?وكلو'، 'البلد ف?ھا مل?ون حرامي، بس مش
صاحلھم'.. وھكذا '?ضرب' ا?ردني بالمل?ون من دون أن ?رف لھ جفن.
أخ?را، أصبح المل?ون ?زمة أردن?ة بالفعل؛ لم تعد الجزائر وحدھا تنفرد بكونھا بلد المل?ون شھ?د.
في ا?رقام، لد?نا من كل صنف مل?ون؛ ھكذا تف?د ا?حصاءات، وتردد الحكومات ومن خلفھا الناس.
في ا?ردن مل?ون عامل وافد. صح?ح أن الدوائر الرسم?ة تختلف في تقد?ر أعدادھم، لكن بعد أخذ ورد مع المسؤول ا?ردني، ?ختصر
عل?ك الك?م بجواب علمي: '?ا أخي اعتبرھم مل?ون'.
وفي ا?ردن أ?ضا مل?ون ?جئ سوري وأكثر. المنظمات الدول?ة تعترف بنصفھم، ف?ما الحكومة تُصرّ على احتساب من كانوا في ا?ردن
قبل اند?ع الثورة في سور?ة، لتضمن الوصول إلى رقم المل?ون المحبب إلى قلوب ا?ردن??ن جم?عا، و?عول أن '?حنن' قلوب الدول
المانحة. في المقابل، ?حتج السف?ر السوري في عمان على وصفھم بال?جئ?ن، و?عتبرھم س?احا بإقامة مفتوحة طبعا. ولو أن وزارة
الس?احة تأخذ بھذا الوصف، لتضاعفت حسبتھا من الدخل الس?احي، وسجلت أرقاما ق?اس?ة لھذا العام وا?عوام المقبلة. عندھا، ?مكن تغ??ر
اسم 'مخ?م الزعتري' ل?صبح 'منتجع الزعتري الس?احي'.
في م?دان آخر ?حضر المل?ون؛ فلد?نا مل?ون مواطن تحت خط الفقر، تصلھم الكھرباء والم?اه والخبز بأسعار مدعومة، وكذلك بدل نقدي
عن إلغاء الدعم عن المحروقات، ومخصصات شھر?ة من صندوق المعونة الوطن?ة. الفقراء في ھذا الشأن مساك?ن حقا؛ فمن ?دخل تحت
خط الفقر ز?ادة عن رقم المل?ون لن ?ُذكر أبدا، كي ? نُفسد خصوص?ة رقم المل?ون، وننتقص من مكانتھ.
في قطاع الس?ارات وعموم المركبات، نحن بلد المل?ون. في العاصمة وحدھا ھناك مل?ون مركبة تس?ر ?وم?ا. البھجة تكون باد?ة على
وجوه المسؤول?ن في أمانة عمان ودائرة الس?ر وھم ?نطقون الرقم، كما لو أنھ إنجاز ?ُسجل في دفاترھم. مل?ون مركبة تزدحم بھا شوارع
عمان كل ?وم، مرشحة للز?ادة بنسبة 10 % سنو?ا.
و? ?قف ا?مر عند المركبات؛ ففي ا?ردن مل?ون قطعة س?ح، حسب ما صرح بھ مسؤولون لوسائل إع?م. ? ?مكن ?حد التشك?ك في
دقة ھذا الرقم، إ? لجھة تقد?ر أعلى منھ. فمن ?ُتابع أفراحنا و'طوشاتنا'، ?درك أن مخزوننا من ا?سلحة ?ز?د على مخزون الب?د من
السلع ا?ساس?ة، وأن ما لدى أصحابھا من 'ذخ?رة' ?فوق ما لدى البنك المركزي من احت?اط?ات العملة الصعبة.
?بقى ھناك مل?ون واحد ?ُفرح القلب، ھو وجود مل?ون شجرة ز?تون في ا?ردن. تذكرك بأن ھذا البلد ما ?زال بلدا زراع?ا، رغم غول
التصحر وا?سمنت الذي ?زحف على ما تبقى من خُضرة.
كل ما ذكرناه سابقا كان محاولة للرد على سؤال ا?ردن??ن 'الحشر??ن': 'و?ن راحت الم???ن؟'؛ لنقول لھم: ھذا ھو بلد المل?ون


gnews

أحدث الأخبار

الأكثر مشاهدة