السبت 2024-12-14 12:29 م

بني ارشيد: لم يُعرض علينا أن نحكم وإنما عُرض علينا أن نكون شهود زور

01:27 م

الوكيل - دعا نائب المراقب العام للإخوان المسلمين في الأردن زكي بني ارشيد النظام إلى حوار وطني جاد يحقّق إصلاحات حقيقية وقال :' تعالوا نتفاهم على كلمة سواء بيننا : بأن يكون هناك حوار وطني جاد يحقق إصلاحات حقيقية ، وأكبر مستفيد من الإصلاح هو الملك، واتركونا ودعونا من المشاغلات والمناورات فالإصلاح حق طبيعي للشعب الأردني بأن بعيش حراً أبياً يختار الذي يريده ' مضيفاً ' الملك يتحدّث في منابر أوروبية وغربية وإعلامية وسياسية ويقول أنه يتمنى أن يصل إلى الملكية الدستورية ويتحدّث عن التفكير الديمقراطي وعن التداول السلمي للسلطة ويتحدّث عن حقوق الأغلبية البرلمانية ، والحراك الأردني يطالب بشيء معقول فلماذا إدارة الظهر لمطالبه ، ولماذا تضعنا الحكومة أمام خيارين : إما العنف وسفك الدماء أو الفساد والاستبداد فهناك خيارات أخرى يسهل التفاهم عليها وهي الإصلاحات الحقيقية ' .


وأكد بني ارشيد في صالون سياسي نظمه حراك العياصرة للتغيير في منزل الناشط السياسي عبد السلام العياصرة في بلدة ساكب الجمعة بعد صلاة التراويح أنّ الإنجازات والشرعيات الأردنية التي استند إليها النظام الأردني تآكلت وتراجعت وقال ' كل الإنجازات والشرعيات التي استند عليها النظام الأردني تآكلت وتراجعت بل ربما بعضها اختفى من الوجود، متابعاً ' وعندما تتآكل الشرعية الشعبية وأقصد بها صناديق الاقتراع ، فلقد حيل بين الشعب الأردني وبين أن يعبّر عن أشواقه ورغبته وإرادته أن تتمثل في انتخابات حرّة ونزيهة ، فعندما تُزوّر كل الانتخابات وتُفرض علينا قيادات لا تمت لهذا الوطن بصلة ، فهم يزوّرون كل الانتخابات ويعترفون بذلك ' .

وأما عن شرعية الإنجازات فقال بني ارشيد ' لم يبق من شرعية الإنجازات شيء فقد قالوا في السابق أنّ نظام الحكم في الأردن بنى مؤسسات وبنية تحتية واسعة ، والآن كل ما تم إنجازه في الماضي تم بيعه فهذه الشرعية تآكلت ' مضيفاً ' وأما شرعية المقاومة فقد انتهت منذ توقيع الأردن معاهدة وادي عربة فأصبح الصديق عدواً والعدو صديقاً ، وأصبح دور الأردن دوراً وظيفياً يحرس أمن العدو الصهيوني فلم يبق لنا من الشرعيات شيء ' .

وحول الشأن المصري أكد بني ارشيد أنّ الحدث المصري حدثاً إقليمياً ودولياً وقال: ' الحدث المصري ليس حدثاً قطرياً بل هو حدث إقليمي وحدث دولي ، وباختصار هي الجغرافيا السياسية التي جعلت من مصر أن يكون لها قدر مع القضية الفلسطينية ومع غزة وبالتالي فهي مستهدفة إقليماً ودولياً وأهم سبب من أسباب استهداف مصر هو الموقف من حرب غزة في شهر تشرين ثاني العام الماضي ، والذي أعاد تموضع القرار الأمريكي في المنطقة العربية هو الربيع العربي فقد فرض على أمريكا أن تعيد حساباتها حيث أنتج الربيع العربي حالة جديدة للشعوب بأن تتّخذ قراراتها وتملك سيادتها وهذا من شأنه أن يهدّد أمن الكيان الصهيوني ، وأمريكا بدأت سياسة الاحتواء بمعنى استيعاب وتطويع الحركة الإسلامية باعتبارها تتصدّر المشهد السياسي في دول الربيع العربي بحيث تتعاطى مع تلك الاستحقاقات وتعترف بالكيان الصهيوني وتعتبر ذلك أمراً واقعاً أو بشكل آخر الالتزام بقواعد العميلة السياسية المحيطة بالكيان الصهيوني ' متابعاً ' غزة أول كيان جغرافي بشري سياسي يتمرّد على القواعد الأمريكية في الشرق الأوسط فقد رفض الرضوخ وكذلك مصر والإسلاميون في دول الربيع العربي ولذلك لما فشلوا في التطويع والاحتو
اء بدأت مرحلة أخرى ألا وهي الانقلاب والتغيير بالمظاهرات والأموال ، فقد أعلن نجيب ساويروس أنه أنفق على حركة تمرّد مبلغ ( 6 ) مليار دولار وضاحي خلفان يقول أنه أنفق في حملة أحمد جبريل في ليبيا ( 150 ) مليون دولار ' .

وأكد بني ارشيد فشل الانقلاب العسكري وخيبة مساعيه وقال ' كانت الدول المحيطة بمصر والمطلة عليها والمتآمرة عليها تعد العدة ليقفزوا إلى المرحلة الثانية وأرسلوا رسائل تهديد وهذا ما ذكره احمد شفيق الذي هّدد الإسلاميين بالذبح فكان هناك مخطط أن يتم القضاء أو تهميش أو تهشيم الحركة الإسلامية في كل المنطقة خدمة للعدو الصهيوني، ولكن الذي لم يكن بالحسبان هو ما فاجئ وفجع الجميع هو رد فعل الشعب المصري فهو المنتفض والمضحّي والطليعي فهو يقف أكثر من شهر تحت الشمس وفي رمضان وتحت زخ الرصاص الحي، فهم يواجهون المخرز باليد والكف ، فهم أبطال بكل ما تحمل الكلمة من معنى وهذا ما أفسد العرس والفرحة وهذا ما أبطل استمرار المشروع الانقلابي فقد فرض عليهم أن يعيدوا النظر في حساباتهم وكانوا يظنون أنّ الرئيس مرسي كان سيستجيب تحت هذه الضغوط ولكنه أفسد بقية الحلم على الطامعين والحالمين '.

مضيفاً ' سيكتب التاريخ أنّ الزعيم مرسي قد حجز له في مكاناً في مصاف عظماء التاريخ ، ويكفيه فخراً أنه الزعيم الوحيد الذي رُفعت صوره على أبواب المسجد الأقصى المبارك ، فرفض مرسي أن يوقّع أو يتنازل وكان المسدس مشهراً في صدره لكنه رفض أن يعطيهم حرفاً واحداً وكأنه يعيد سيرة الشهيد سيد قطب رحمه الله الذي قال : إنّ أصبع السبابة التي تشهد بالوحدانية كل يوم خمس مرات ترفض وتأبى أن تكتب حرفاً يقرّ بحكم طاغية ، وقد قال لهم الرئيس مرسي : على جثتي ' .

وحول السيناريوهات المتوقعة في مصر قال ' هناك خياران : أن تعود الشرعية بكاملها ابتداء من شرعية الرئيس مرسي أو تكون مرحلة التشاركية كاملة فربما لا يعود مرسي ولكن المهم تعود إرادة الشعوب الحرة بدون وصايات أمنية ورعايات أمريكية ' .

وعاب على موقف الإدارة الأمريكية الداعم للانقلاب العسكري على الشرعية في مصر وقال: ' لقد سقط القناع الأمريكي ، فأمريكا لا تنظر إلى المنطقة العربية والأحداث والمكونات إلا بعيون صهيونية لخدمة المشروع الصهيوني ' وتابع ' لا يوجد مستقبل مطلقاً لأي تجربة عسكرية فالانقلاب العسكري في تركيا فشل وكذلك في باكستان وفنزويلا وغيرها من الدول ، ولو فرضنا أنّ الانقلاب نجح فإن هناك الكثيرون سيكفرون بكل أدوات العمل الديمقراطي وسيلجأون إلى موضوعات أخرى والآخرون وهم الأنظمة الحاكمة هم من يجب أن يستشعروا ذلك لأنّ إفشال حركة الإسلام السياسي سيكون هناك ردة فعل يتحمّل مسؤوليتها الأنظمة الحاكمة والمسؤولون ' .

وحول التدخّل الأمني في الحياة السياسية الأردنية قال بني ارشيد ' يتدخّل الأمن في كل شيء من تعيين حارس مرمى إلى تعيين حارس مدرسة وما بينهما ، ولما تدخّل الأمن في السياسة أفسد كل شيء ' .


وحول الحالة الإعلامية العربية والأردنية قال: ' الحملة الإعلامية تريد شيطنة الحركة الإسلامية وليعلموا جميعا أنهم إذا أرادوا أن يخوفوا فإنما يخوفون الجبناء ونحن لسنا جبناء ونحن لا نحاف وسيشهد الله بأننا مخلصون ، والتاريخ والأجيال ستشهد إن كان قدرنا قد انتهى فسنموت ونحن واقفون ولن نعطي الدنية ولن نتنازل وإلا فقد عُرض علينا ليس إغراءات إنما إغواءات ، عُرض علينا جملة وزارات ومقاعد نيابية تنوف الأربعين ومقاعد في مجلس الأعيان ومدراء دوائر عديدة ، ولكنه عندما يصبح الوطن قالب كيك فاقرأ على الدنيا السلام ' وأضاف ' هناك كُتّاب وصحفيون تُؤتى لهم المواد جاهزة معلّبة وليس لهم إلا أن يضعوا تواقيعهم عليها ، وأما التلفزيون الأردني الذي ميزانيته من جيوب الشعب الأردني هو تلفزيون الرأي الواحد والعين الواحدة والأذن الواحدة والقرن الواحد ' .

وتساءل ' من يدير البلد ؟ وما دور السفارة الأمريكية نريد أن نعرفه ؟ ولماذا عندما يكون الحديث عن السفارة الصهيونية أو الأمريكية يحدث استنفار كامل ' وتساءل أيضاً ' هل يمكن لوزارة الداخلية أن تُعلن عن الهيئات العامة في الأحزاب الأردنية الأخرى وهل عند هذه الأحزاب خمسمائة عضو أو أكثر علماً بأنّ هذه الأحزاب تأخذ ميزانية من جيوبنا نحن الشعب الأردني' .

وفي سؤال لأحد الحضور عن عدم مشاركة الحركة الإسلامية في الحكم قال ' لم يُعرض علينا أن نحكم وإنما عُرض علينا أن نكون شهود زور ، ولقد طالب رئيس الوزراء الأسبق عون الخصاونة بولاية دستورية كاملة لكنه ترك رئاسة الوزراء واصفاً رئيس الوزراء بكاتب قلم ، فالممارسة في الحكم بدون سند ستكون كالمنبتّ لا أرضاً قطع ولا ظهراً أبقى ' .

وكان عريف الأمسية الدكتور منصور العمور العياصرة قال :' إذا كان أهل الباطل يجتمعون ويخططون ويمكرون فحري بأهل الحق أن يجتمعوا وأن يتشاوروا وأن يهتموا بأمور المسلمين لقوله صلى اله عليه وسلم ( من لم يهتم بأمر المسلمين فليس منهم ) ' .

السبيل


gnews

أحدث الأخبار

الأكثر مشاهدة