هل المناخ يتغير وهل الأمطار الأخيرة دليل على هذا التغيير ؟
اذا كان كذلك فما حصل هو إشارة على مثل هذه التغييرات , التي كانت المفاجأة فيها بمقدار الهطول الذي لم ترصده دائرة الارصاد , لكن مثل هذه المفاجأة كانت أرسلت اولى علاماتها في الشتاء الماضي في عواصف ثلجية قاسية , وإن كان من خلل فهو في التعامل مع مثل هذه المتغيرات والتأهب لها.
هذا التغيير الذي بدأت أثاره مبكرا , يفترض به أن يفرض إيقاعا مختلفا في تعامل الدولة والناس , فهي حالة جوية لن تقتصر على هذا الشتاء فحسب , إذ ترشحها التوقعات لأن تتكرر وتصبح أكثر عمقا في السنوات المقبلة بمعنى أننا سنكون في مواجهة شتاءات مطرية وثلجية أكثر شدة وربما على مدى الفصل كاملا وربما مع انحباسات مطرية طويلة أيضا.
كل ما سبق يفرض على المؤسسات المعنية والناس الانتقال فورا من التعامل مع الظروف الجوية بأسلوب «الفزعة» الى تعامل مؤسسي كما يليق بعاصمة مزدهرة, تجهيزا واستعدادا ومعالجة, بحيث تستمر الحياة طبيعية دون تعطيل البلاد واستسلامها الى حالة شلل كامل.
كل ملاحظات وانتقادات الناس صحيحة وكل تبريرات الاجهزة المختصة غير مقبولة , فلا الناس ولا الأجهزة ولا البنية التحتية معدة للتعامل مع مثل هذه الظروف المباغتة التي لم تكشف خللا في البنى التحتية بل في البنى الفوقية أيضا وهي الهياكل الإدارية غير الكفؤة.
على الأمانة أن تقر بأن هناك خللا مقيما ومتأصلا داخل جسم الأمانة نفسه يحتاج الى مراجعة وعلاج ومظاهره واضحة في مخرجات التنظيم وفي شكل عمان وعشوائية الرخص والمباني والطرق والجسور والأنفاق وفي تدني الكفاءة وفي شغل المواقع، كيف تمت وأين الخطأ فيها , وقبل البدء بقراءة لكل مفصل من مفاصل البنية التحتية، ومراجعة دقيقة لهذه البنية بجسورها وأنفاقها ومناهلها وشبكات الصرف الصحي فيها , علينا أن نسأل كيف بنيت وكيف صممت وهل هي قديمة ومصانة فعلا أم أن أخطاء في تصميمها وتنفيذها قد حصلت، إذ ليس من المعقول أن تصنف هذه البنية باعتبارها قديمة وعمرها الزمني لم يتجاوز عشرين أو ثلاثين عاما بينما يفترض بها أن تخدم وبذات الكفاءة لمئة عام مقبلة لخدمة مدينة تصنف بأنها الأسرع نموا.
لا تحتاج الامانة الى مؤسسات محايدة لتدقيق اجراءاتها ويعرف أمينها الذي أشار غير مرة الى مواطن الخلل فيها أين وكيف تكمن المعالجة فيها وقد تمنيت أن يعود الأمين الى ما سبق وما أشار اليه في تصريحات سابقة , ليبدأ فورا وقد تأخر ثورة بيضاء في داخل جهازها الذي غاب عن الميدان تماما.
مواطن عمان يتفهم ويلاحظ أن حجم الهطول المطري أكبر بكثير من كفاءة البنية التحتية لكنه يلاحظ أيضا أن الكفاءة البشرية المتمثلة في عقول وكوادر أمانة عمان لم تكن الى جواره.
ما حدث فرصة للبدء بمراجعة شاملة , فالخلل قديم ومتراكم والمسؤولية تاريخية وليست آنية.
-
أخبار متعلقة
-
أفضل سيارات مازدا في استهلاك البنزين لعام 2018
-
الفاخوري يعلن تبرع بنك الأردن بمليون دينار أردني لصندوق "همة وطن"
-
توفيق فاخوري يدعم صندوق "همة وطن" بمبلغ نصف مليون دينار أردني
-
شاهد لحظة سقوط الطائرة الأوكرانية بعد اشتعالها في الهواء
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر – فيديو وصور
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر
-
بـرنامـج الـوكـيـل فـي إجـازة سـنـوية
-
حفرة امتصاصية في جرش .. خطرٌ يُهدد المواطنين و يُضر السياحة | فيديو