السبت 2024-12-14 20:50 م

تاتيتانك "غينيس" في ذوق مكايل .. مشهدية إبداع

01:26 م

توفيق ضاهر المبدع اللبناني الذي أبحر على متن سفينته الإبداعية إلى العاليمة فدخل كتاب 'غينيس' مرتين: الأولى عام 2002 من خلال صنعه لأكبر مجسّم لباخرة 'التايتانك' من عيدان الكبريت، والثانية عام 2009 من خلال صنعه لأطول مجسّم في العالم لبرج إيفل، يستقبل اليوم عاشقي فنّه في معرض يقيمه في السوق العتيق في زوق مكايل ويستمر لغاية الأحد المقبل من السابعة مساءً ولغاية منتصف الليل.


سفينة التايتنك ترسو هناك في الزوق لتروي سيرة لبناني تحدّى الإعاقة محولاً مسار التطورات المأساوية في حياته، ومن خلال عود كبريت تلو الآخر حلّق في فضاءات الإبداع مشرّفاً صفحات 'غينيس'.

توفيق ضاهر تحدث لـ'لبنان 24' عن نظرات الإعجاب التي يراها في عيون زائري المعرض، فهي تشعره بأهيمة إنجازاته، وهو الذي حصد العديد من الجوائز التقديرية، فذاع صيته ووصل إلى العديد من المسارح العالمية، وقصر الإليزيه واحد منها . وفي الوقت نفسه يشكو ضاهر من ندرة السواح الأجانب 'فقط بضعة عراقيين يتجولون في السوق ،لا خليجيين ولا أوروبيين'.

توفيق ضاهر يقيم معرضاً دائماً في منزله في بلدة الفريكة، يملك تسعة مجسمات في كلّ منها مشهدية إبداع، بدأت أولى فصولها خلف قضبان السجن، الذي دخله إثر تأره من شخص كان السبب في إعاقته، هناك وجد نفسه وحيداً بعدما تخلى عنه الجميع بمن فيهم أخوته، عضّ على جراحه وأطلق العنان لخياله، وصنع مجسّمه الأول من عيدان الكبريت، وهو عبارة عن بيت لولّاعة، استخدم فيه 63 عوداً، ثم علبة سجائر وبعدها 'علبة محارم'. عيدان الكبريت ذكّرت ضاهر بمأساته في سجنه، 'عندما يسقط من يدنا عود كبريت لا ننحني لإلتقاطه، تماما كالإنسان عندما يقع في مصيبة، يتخلى عنه الجميع'. والتحدي بالنسبة له كان كبيراً بأن يعود إلى المجتمع ويستحوذ على نظرات التقدير والإعجاب، رغم كل ظروفه الصعبة، فكان له ما أراد بفضل عزمه وإرادته وتصميه.

في السجن أيضاً صنع طاولة زهر، وغيرها العديد من المجسّمات الصغيرة، كان يرسلها مع والدته إلى منزله. وبعد خروجه من السجن عمل على ترميم هذه القطع الفريدة، ونتيجة لما لاقاه من تقدير، استكمل دروب النجاح متسلحاً بالصبر والموهبة، وصنع مجسّماً لقلعة بعلبك الأثرية بعد ثلاثة أشهر من العمل المتواصل، لتكون أول تحفة كبيرة الحجم ينجزها، تلتها سيدة حريصا، استغرقت ثمانية أشهر، وبعدها سفينة التايتانك التي عبر من خلالها إلى أرقى سجل للإبداع ، إلى موسوعة غينيس للأرقام القياسية ، وذلك في 25 آب عام 2002. ترتفع

السفينة بطول 3 أمتار وعرض 60 سم، استلزم صنعها 18 مليون و400 ألف عود كبريت بكلفة 7500 دولار. أما برج إيفل فاحتاج إلى 6 مليون عود كبريت، بعلو حوالي 7 أمتار، يتألف من ثلاث طبقات ويقسم إلى ثمانية أقسام، بلغت تكلفته 11 ألف دولار.

شارك توفيق ضاهر في العديد من المعارض، أبرزها معرض خاص به في الاونيسكوعلى مدى أسبوع، شهد نجاحاً لافتاً، 'هو أهم معرض لي في حياتي' كما شارك في معارض عديدة منها رشيد كرامي، فورم دو بيروت، البيال، وأكسبو بيروت الدولي.
gnews

أحدث الأخبار

الأكثر مشاهدة